لعبة الاوقات الصعبة

اسراء الزاملي

في الاوقات التي يواجه فيها البعض ظروفا وأوقاتا صعبة ويحتاجون الى ثمة حرکة ونشاط ورد فعل لکي يثبتوا فيها دورهم ووجودهم ومن إنهم لايزالون يقفون على أقدامهم، فإنهم قد يسعون ولاسيما في الاوقات التي تقل فيها الحيلة لديهم وتنعدم مجالات المناورة، فإنهم يتخذون مواقف أکبر من وضعهم من أجل التغطية على ضعفهم، وهذا تماما مايفعله ويقوم به القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من إطلاق تصريحات نارية بشأن التهديد بإغلاق مضيق هرمز.

ليس من السهل فهم مواقف وتصريحات قادة النظام الايراني من دون الالتفات الى قاعدة مهمة أکدتها وتٶکد عليها المقاومة الايرانية، وهي إن النظام الايراني يحرص على إطلاق التصريحات النارية وغير المألوفة في الاوقات التي يعاني منها من الضعف والتراجع ويشعر بصعوبة في مواجهة الامور، وإن التهديد بإغلاق المضيق والذي صار يتکرر بصورة ملفتة للنظر بعد تشديد العقوبات الامريکية على النظام وبعد تصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب، هو تأکيد على ضعف النظام خصوصا بعد عدم تمکنه من ضمان مايدعمه ويسنده في مواجهة القرارات الامريکية، والمفيد هنا أن نشير الى إن المقاومة الايرانية تعود بنفسها لتٶکد بأن النظام الايراني وعندما يواجه مواقف حدية تتسم بالحزم والصرامة فإنه يغير من مواقفه کما تغير الحرباء لونها!

التصريح الاخير الذي أعلنه رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، والذي أکد فيه”إن المسؤولين الإيرانيين أوضحوا أن إيران لا تريد إغلاق هرمز، وأن بحريتها توفر الأمن للملاحة في المضيق، لكن في حالة وجود المزيد من العداء من قبل الأعداء سنكون قادرين على إغلاقه”، قد جاء بعد يوم واحد فقط من التصريح الذي أدلى به قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكنزي، والذي قال فيه وهو يشير لتهديدات النظام الايراني بإغلاق مضيق هرمز إن “الولايات المتحدة ستنشر الأدوات اللازمة لمواجهة أي أعمال خطيرة تقوم بها إيران”. وهذا مايثبت حقيقة ماقد أکدته المقاومة الايرانية بشأن دور وتأثير المواقف الحازمة والصارمة على المواقف النارية التي يعلنها النظام.

النظام الايراني وفي الاوقات الصعبة يلجأ لإثارة قضية إغلاق مضيق هرمز وکذلك تفجير الاوضاع في المنطقة وإثارة حروب ومواجهات فيها، ولاريب من إنه لايملك من أي بديل أو خيار آخر ليتخذه غير هکذا مواقف وقضايا والتي يسعى من خللها لتخويف بلداان المنطقة والعالم وإبتزازهم کي يخففوا من الضغط المسلط عليه، ولکن هذه اللعبة قد باتت مفضوحة ولم تعد تجد نفعا بعد إفتضاح أمرها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here