الخلاف بين ايران وبين امريكا الى اين

لاشك ان الخلاف بين ايران وبين امريكا خلاف وجود لا يمكن حله الا بتركيع احدهما الآخرى وهذا الامر صعب جدا قد يؤدي الى حرب عالمية ثالثة تدمر الارض وما عليها

من المعروف جيدا ان امريكا دولة قوية جدا تملك من القدرات المالية والعسكرية لا تملكها اي دولة في العالم ولها تاثير كبير على كل دول العالم اما ايران فلا تزال تنموا وتتطور ومهما كان هذا النمو وهذا التطور لا يمكن ان يكون بمستوى امريكا ومن حولها من اصدقاء الحقيقة ان امريكا لا اصدقاء لها بل من عبيد التي تطلق عليهم عبارة البقر الحلوب مثل ال سعود لكن ايران تملك شعب واعيا متحضرا وحكومة صادقة مخلصة هدفها خدمة الشعب والتضحية في سبيله وهذه الحقيقة تدركها وتعيها الادارة الامريكية لهذا نرى الادارة الامريكية اي ترامب رغم حماقته المعروفة الا انه متردد في القيام في اي هجوم على ايران صحيح ان ترامب يمكنه ان يبدأ بالحرب ضد ايران الا انه غير قادر على توقفها على انهائها كما ان الشعب الايراني لا يبدأ بأي قتال لكنه لن يهرب اذا ما قامت امريكا بأعلان الحرب على ايران هذا هو لسان حال الحكومة الايرانية وكل ابناء ايران

كان القائد الفيتنامي هوشي منه يخاطب الامريكان قائلا صحيح اننا لا نملك القوة التي تخرجكم من ارضنا لكننا سنقاتل من اجل تحريرها فتقومون بقتلنا حتى تتعبون لكثرة ما تقتلون ثم تخرجون وفعلا تحقق ذلك

لا شك ان ترامب وساسة البيت الابيض يدركون هذه الحقيقة اذا ما اعلنوا الحرب على الشعب الايراني فالشعب الايراني يرى في الموت في سبيل الحياة والانسان خلود ابدي لهذا لم ولن يخشاه مهما كان سواء وقع على الموت ام وقع الموت عليه خاصة وانه على طريق الامام علي والأمام الحسين

فالامام علي واجه ضربة الطاغية معاوية بصرخة انسانية فزت ورب الكعبة كما ان الامام الحسين واجه سيوف الظلام والوحشية اعداء الحياة والانسان والله لم ار الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين ربما هناك من يقول انهما قتلا لكن الصرخة الصادقة بقيت تقاتل حتى انهت الظالمين وقبرتهم كما تقبر اي نتنة قذرة ولم تبقى الا صرختي الامام علي والامام الحسين وصرخة كل الاحرار تسموا وترتقي على مر السنين والايام

فالادارة الامريكية المتمثلة بالرئيس الامريكي الجديد ترامب يرى في امريكا القوة الاولى والوحيدة في العالم ولا يسمح لاي قوة اخرى ان توازيها او حتى ان تأتي بالدرجة الثانية او العاشرة الا اذا خضعت لها وسارت وفق اوامرها

امريكا تعبد الدولار ولا رب سواه وقوتها من قوة الدولار واي خطر يواجه الدولار فانها ستخرج على المألوف وتهيئ كل صواريخها واسلحتها الفتاكة بكل انواعها ضد ذلك الخطر او الضرر حتى لو كان بعد حين

امريكا لا يهمها دين ولا مذهب ولا حتى ديمقراطية وحقوق الانسان ولا التعددية الفكرية والسياسية والدليل انها تحمي وتدافع عن أعتى الانظمة الدكتاتورية والاكثر انتهاكا لحقوق الانسان مثل ال سعود وال نهيان وال خليفة فالذي يهم امريكا هو الدولار فانه ربها الذي تعبده وتقدسه لهذا فانها تتعامل مع الدول الكبيرة مثل اليابان بريطانيا فرنسا المانيا وغيرها من الدول الاوربية من هذا المنطلق والويل لمن يخرج عن الخطة التي وضعتها فانها ناصبت العداء للاتحاد السوفيتي حتى تمكنت من القضاء عليه وعلى كل من سار في نهجه وطريقه وعادت الدولة الكبرى والقوة الوحيدة في العالم واصبحت اللاعب الوحيد في العالم هذا مقبول وهذا غير مقبول وهذا ارهابي وهذا غير ارهابي حسب معايير الادارة الامريكية مثلا دولة ال سعود دولة ديمقراطية تعددية لهذا على امريكا حمايتها والدفاع عنها في حين ترى في ايران دولة دكتاتورية لهذا على امريكا الاطاحة بها والقضاء عليها

بعد انهيار المعسكر الاشتراكي الاتحاد السوفيتي ظهر ند جديد هو الصحوة الاسلامية بقيادة ايران الاسلام التي رفضت الهيمنة الامريكية واعلنت بقوة وصراحة وبتحدي انها دولة حرة فشعرت امريكا ان هذا تحدي لعظمة امريكا وان هذا التحدي يشكل خطرا على الدولار على قوة امريكا لهذا قررت القضاء على الدولة الاسلامية في ايران على الصرخة الاسلامية فأستخدمت بقرها وكلابها ال سعود ومن حولها من العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وبعض العملاء الذين اوصلتهم الى الحكم امثال الطاغية المقبور صدام لكن ايران الاسلام تخرج بعد كل حرب وكل حصار اكثر قوة واكثر تطورا واكثر وحدة واكثر تاثيرا في المنطقة والعالم

لهذا لم يبق امام امريكا الا الاعتراف بالامر الواقع اي الاعتراف بايران الاسلام كدولة عظمى ندا لها او اعلان الحرب عليها فاي منهما لا يمكن ان يتحمله رئيس مثل ترامب المعروف بحماقته مما جعل وكالة المخابرات العسكرية

الامريكية ان تسرع في تبلغيه بعدم الاشتباك مع ايران حتى ولو كان هذا الاشتباك جزئيا لانه سيتحول الى حرب لا يمكننا معرفة نهايتها

نعم يمكن لامريكا ان تقتل الملايين وتدمر المدن لكنها لم ولن تخمد جذوة الاسلام الانسانية الحضارية

من هذا يمكننا القول ان النصر للقيم الانسانية لمحبي الحياة والانسان

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here