13/04/2019 المشؤوم

بسم الله االرحمن الرحيم

(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار)

كلما اسمع باعتصام أو تظاهرة أتذكر يوم الثالث عشر من نيسان 2019

فأول من أمس وانا أتابع أخبار الإعتصام لمنتسبي قطاع النفط العراقي ولليوم 29 على التوالي يطالبون في إعتصامهم بحقوقهم وزيادة مخصصاتهم دون أن يتعرّض لهم أحد بسوء.

وقبل اسبوع إحتشدت في ساحة التحرير شريحة كبيرة من أبناء الحشد الشعبي يهتفون مطالبين بحقوقهم ففاجأهم الحاج ابو مهدي المهندس القائد الحشدي بحضوره المفاجئ بينهم يجلس وسطهم يحاورهم ويستمع الى شكواهم ومطالبهم.

ومن قبل خرجت مئات التظاهرات وعقدت مثلها اعتصامات لقطاعات متنوعة من ابناء الشعب (مغتربو رفحاء، مغتربو ايران، فصائل المتقاعدين، موظفو الصحة، إعلاميون، مهنيون وغيرهم) كلها مظاهرات إنتهت الى معالجة مطالب التظاهرة والاعتصام وعادوا إدراجهم الى أهليهم بسلام امنين دون اعتداء عليهم ودون متابعة ودون ادنى محاسبة. ولم تكن خاتمة تلكم التظاهرات تظاهرة التيار الصدري التي دابت شوارع العاصمة واجتاحت حتى المنطقة الخضراء لأيام وليالي نصبوا فيها الخيام دون ان يتعرض لهم احد ودون ان تنبس شفة ضد المتظاهرين. إلا الإعتصام السلمي البريء للكهول والشيوخ العزل في الجادرية ببغداد صبيحة ١٣/نيسان والذي اختتم بمأساة الشتائم والاتهامات ثم تجاوز والضرب واللكمات التي طالت شيبة كبار السن من قبل فصائل البلطجية والصبية واستصدار مذكرة إاقاء القبض وتقييد المعاصم البريئة بجامعة فولاذ ثم اعتقال وسجن لمدة ستة ايام كارثية.

أيادٍ قيّدت واقتيدت الى السجن من بعد تأريخٍ جهادي وملاحم بطولية خاضوها ضد الطغيان الدموي طيلة ربع قرن واكثر رسمتها هذه الأيادي التي كبّلت وهم يساقون كالأسارى في 13-04-2019 الى المعتقل.

صورة الاعتقال هذه سابقة خطيرة في ظل نظام يرفع شعار الديموقراطية وحرية التعبير.

الاعتداء الصارخ على الشيوخ والكهول العزل المعتصمين البدريين المجاهدين المهمشين المحرومين من حقهم إعتداء كبير يستفز الضمير في مشهد يندى له جبين الوطنيين وتُطأطأ له رؤوس الشرفاء.

هذا المنظر وما فعله الغلمان والبلطجية بالمجاهدين العزل المعتصمين يستعيد للذاكرة ما كان يفعله المعتوه صدام وزمرته بالمجاهدين وبالاحرار الوطنيين، ويؤز النفوس بصمت وسائل الاعلام الديموقرطي وسكوت رموز الحكم وزعماء الكتل المتنفذة.

هذا اليوم من نيسان يزيد الفاجعة حزناً حيث احتفال العراقيين بالذكرى السنوية لسقوط الصنم والخلاص من نظامه الوحشي الديكتاتوري الكاتم للاصوات المنادية بالحقوق والذي كان يعتقل المجاهدين ويضربهم ويعدمهم وقد عذب واقتاد وأعدم سيد الحركة الناهضة ضد الديكتاتورية اية الله السيد الشهيد محمد باقر الصدر رمز الثورة ضد الظلم والتفرد والصنمية ومشعل الجهاد وقدوة الاحرار المجاهدين العراقيين الذي أعدمه نظام الرعونة الطاغوتية في ما يقارب مناسبة هذا اليوم من شهر نيسان. مناسبات جمة جمعها يوم الثالث عشر من نيسان كلها تؤدي الى رفعة المجاهدين وتكريمهم الا ان الذي حصل هو الاعتداء السافر من قبل من كانوا يدعون اخوة الجهاد بتخطيط مُعدّ سلفا لإذلالهم دون جريرة سوى مطالبتهم بحقوقهم المشروعة.

التيار البدري الوطني

05-05-2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here