عودة ظريف بخفي حنين

حسيب الصالحي

الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف للولايات المتحدة الامريکية وبرز فيها کمحارب عنيد من أجل السلام والامن والاستقرار، والذي تمت ملاحظته إنه”أي ظريف”، قد حرص أثناء معظم لقاءاته الصحفية وغيرها، أن يبدو کحمامة سلام حيث تجنب کثيرا إطلاق کلمات وجمل فيها کتلك المتداولة في طهران، والانکى من ذلك إنه بدأ وبإسم النظام الايراني يغازل الرئيس الامريکي ترامب ويسبغ عليه أوصافا تميزه عن بقية أعضاء إدارته ولاسيما وزير خارجيته ومستشار أمنه القومي الى درجة يسعى فيها لإظهار ترامب وکأنه حمل وديع ولکن صقور إدارته”الشريرون”يحثونه على التشدد ضد إيران!

أثناء زيارة ظريف، کانت هناك حالة من الانتظار والترقب في طهران بإنتظار ماقد تسفر عنه هذه الزيارة خصوصا وإن ظريف قد بذل أقصى مافي مقدوره الى الدرجة التي لاحظت الاوساط الاعلامية والسياسية ذلك وتيقنت بأن الرجل في مهمة خاصة من أجل إحداث تغيير إيجابي في الموقف الامريکي المتشدد من بلاده، ولکن الذي صدم ظريف وصدم الاوساط السياسية في طهران، إنه ليس لم يتمکن ظريف من تحقيق أي تغيير بل وحتى إن الامريکيين وصفوه بالکذاب والمنافق!

أکثر شئ سبب الالم وحتى الغضب في طهران، هو إنه ومع عودة ظريف لطهران فقد أطلق وزير الخارجية الامريکي تصريحا يمکن إعتباره بداية لمسار جديد في الرٶية الامريکية في اسلوب التعامل والتعاطي مع الملف الايراني، إذ إنه وخلال مقابلة صحفية وردا على سٶال ما إذا كان شخص ما في النظام لديه القدرة على التغيير، فقد أجاب للمرة الاولى بأسلوب ومنطق قريب جدا من منطق زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي عندما أکد بأن” الشعب الإيراني هو الوحيد القادر على تغيير النظام؛ وروحاني لا يحدث تغييرا، وكذلك ظريف وقاسم سليماني ، أو القائد الجديد لقوات الحرس.”، ولاشك من إن الاوساط الحاکمة في طهران قد أخضعت هذا التصريح للکثير من البحث والتمحيص وتدرك الرسائل الضمنية التي تتخللها، وهذا التصريح الملفت للنظر وغير العادي، قد يکون بمثابة الموقف الامريکي من زيارة ظريف.

ظريف عاد الى طهران بخفي حنين وهو يمتلك قناعة کاملة بأن کل المحاولات والاساليب السابقة أو مايشبهها والتي بذلتها طهران خلال الازمات مع البلدان الغربية عموما وواشنطن خصوصا، صارت لاتعني شيئا وأشبه ماتکون بمن يسعى للهاث خلف السراب، وإن ظريف قد صار واثقا بأن إدارة ترامب تريد من طهران خضوعا وإستسلاما لالبس في لمطالبها التي حددتها في 12 فقرة وغير ذلك فإنها”أي الادارة الامريکية”، ليس لديها من وقت لتهدره عبثا ومن دون طائل!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here