يان أوبلاك.. الأفضل في العالم أم دفاعه يحميه؟

لماذا لا يحصل الحارس السلوفيني يان أوبلاك أبداَ على ما يستحقه من الضجة؟ لأنه يلعب لأتلتيكو مدريد.. أليس كذلك؟

مانويل نوير ينال كل الضجة لأنه في بايرن وألمانيا وهذا لا ينتقص إطلاقاً من أسطوريته كعلامة فارقة في تاريخ مركزه، صغيره تير شتيجن ينال الإشادات المتكررة كونه في برشلونة، ديفيد دي خيا يحصد المديح كونه في مانشستر يونايتد ومنتخب إسبانيا، تيبو كورتوا في بلجيكا وتشيلسي ثم ريال مدريد، حتى كيلور نافاس نال صيتاً ذائعاً بفضل قميص الملكي.

الأمر ليس فقط مرتبطاً باسم النادي الذي يلعب له، بل بقدر مشاهدته، العديد من المتابعين لا تأتيهم فرصة مشاهدة أوبلاك إلا ضد كبار الليجا أو ضد الكبار في دوري الأبطال أيضاً، لذلك لا تستغرب إن وجدت متابعاً لم يُشاهد أوبلاك سوى لـ4 مباريات ضد برشلونة وريال مدريد بالإضافة لمباراتي يوفنتوس، على أقصى تقدير مباراتي دورتموند في المجموعات أيضاً.

هذا ليس نقداً للمتابع، فللكل حق اختيار ما يحلو له مشاهدته، خاصةً وإن كنا على علم تام بأن أتلتيكو مدريد لا يشجع على متابعته إلا هواة التنظيمات الدفاعية وعشاق الهجمات المرتدة، وفي تلك النقطة يكمن تفوق الروخيبلانكوس الدائم، ليصبح وجود أوبلاك في “نقطة عمياء” من المتابعة المستمرة سلاحاً ذو حدين.

على صعيد الأرقام أوبلاك لا يخيب الرجاء، أطنان من الشباك النظيفة، 92 تصدياً في 33 مباراة بالليجا، 20 التقاطاً و10 لكمات، أرقام جيدة للغاية.

على صعيد التصديات الصعبة الجعبة لا تخلو أبداً، أوبلاك سيخرج بلقطة بارزة بين حين وآخر لأن هذا ما تفعله طينة الحراس التي ينتمي إليها حقاً، ولكن التصديات هي عمل حارس المرمى بالتأكيد، ولكن هل تكون نظافة الشباك دائماً هي عمل الحارس وحده؟

أتلتيكو مدريد وصيف الليجا في الوقت الحالي هو أقوى دفاع كعادة قلما انقطعت في الأعوام الأخيرة، تلقى 21 هدفاً فقط، فالنسيا يليه بـ28 هدفاً ثم خيتافي بـ29 والأخير ينتهج عقلية دفاعية واضحة بالفعل، وصولاً إلى برشلونة المتصدر الذي تلقى 32 هدفاً.

حالة واحدة تكون نظافة الشباك هي فضل للحارس وحده، مجرد مثال عليها هو مباراة مانشستر يونايتد وتوتنهام حين قام ديفيد دي خيا بـ11 تصدياً في الشوط الثاني، توتنهام يمر من دفاع يونايتد دون مشكلة تذكر ليصطدم بقفاز الحارس، العكس يحدث في واندا ميتروبوليتانو..

في صفوف الأتلتي هناك توافقاً كبيراً يصعب الوصول للمرمى من الأصل، وحين يبذل الخصم قصارى جهده لاجتياز التنانين التي تقابله يجد تنيناً أكبر بانتظاره في المرمى، التسديد من الخارج ليس الحل الأفضل لمواجهته أيضاً، فهو مميز في التوقع وسريع في رد فعله، ناهيك عن كون الأتلتي ليس من الفرق التي تترك زوايا سانحة للتسديد طواعية.

الإجابة في النهاية ليست واحدة من الاثنتين، بل الاثنتين معاً.. أوبلاك واحد من أفضل حراس العالم دون أدنى شك، يتمتع بحماية رائعة من دفاع يسهل عليه الأمور ليتفرغ هو للصعاب الحقيقية، ولذلك نتوق لرؤيته في فريق أكثر طموحاً، أقرب للألقاب، فهو حلم لأي فريق حقاً، ولكنه جدد عقده بالفعل حتى 2023.
أحمد أباظة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here