التخلف ولغط الاحزاب الاسلامية

طلبت مدرسة اللغة الانجليزية من تلميذات السنة التاسعة ان يكتبن قصص غير حقيقية اي بمعنى آخر قصص خيالية، فاشتركت تلميذتين في كتابة قصة، ومضمون القصة انه في يوم من الأيام استيقض سكان مدينة هندية ووجدوا فيلاً طائراً يسبح في سماء المدينة، ففرح الذين يقدسون الفيل وبدءوا بتقديم القرابين الى المعابد وسدنتها، وهذا ما اثار حفيضة سدنة معابد البقر، وتساءلوا لما لا يطير مقدسهم اي البقرة الى سماء المدينة ليثبتوا انهم أيضاً ألههم هو اله حق، وبعد فترة اختفى الفيل، وعرف سدنة معابد البقر ان الفيل لم يكن سوى بالون بشكل وحجم الفيل، فأطلقوا من جانبهم بقرة في سماء المدينة ففرح عبدة البقر كثيراً لظهور ألههم في السماء محلقاً وقدموا القرابين، وأطلق سدنة معابد الفيلة فيلاً الى السماء وبدء تنافس محموم في إطلاق الفيلة والأبقار حتى امتلئت السماء ببالونات الفيلة والأبقار ، وأصبح الحديث عن المعجزات الشغل الشاغل في المدينة حتى انهم تَرَكُوا اشغالهم ومصالحهم وبدأ الشجار باديء الامر بالكلام فتطور الى استعمال الايدي فالسلاح ، وكثر عصابات اللصوص التي كانت تدار بواسطة سدنة المعابد، وانفلتت الأمور فتحيّز قسم من الشرطة الى هذا الطرف والنصف الاخر الى الطرف المقابل، فبار الحال حتى شارفت المدينة على الهلاك، فاكتشف الناس ان الفيلة والأبقار ليست سوى بالونات، وان سدنة المعابد خدعوهم وسرقوهم، ولكن الاوان قد فات والمدينة صارت خراب وسدنة المعابد هربوا مع سرقاتهم. انتهت القصة.
ان تمعنا في هذه القصة التي هي من خيال الأطفال ونسأل ، الا تشبه هذه القصة حال العراق الان!!!
الا يتشابه سدنة المعابد مع مراجع ورجال الدين للأحزاب الاسلامية، وألا يتشابه مليشيات الاحزاب الاسلامية مع العصابات الهندية التي تخيلها الأطفال ؟
أنا ادعوا اخواتنا واخوتنا في العراق ان يستعملوا عقولهم، بشكل اكثر تحضراً، وأكثر تحليلاً للامور، فليس كل ما يقوله رجال دين الاحزاب الاسلامية صحيح، هذا ان لم نقل كله خطأ ودجل وضحك على الذقون، فاحزاب السلطة تَخَلَّق المشاكل واحداث وهمية ليبعد أنظاركم عن فسادهم وسرقاتهم، يبعدونكم عن المعاناة اليومية باخرى جانبية وغير صحيحة، فوجدوا ضالتهم هذه المرة في السيدة هيفاء الأمين ، بعد ان كشفت ان الجنوب كمنطقة تعاني التخلف وسوء الخدمات، انها ارادت ان تشخص لكم العلة لتعرفوا ان وضعكم الخدمي مزري بالمقارنة مع مناطق اخرى في العراق وفي المنطقة، فما بالكم في العالم المتقدم، فحولوا كلامها الى اهانة لكرامتكم، ولكن نسأل هل ما قالته ليس صحيحاً؟ وهل يوجد خدمات؟ وهل تنعدم البطالة؟ وهل لا يوجد أزبال متراكمة؟ وهل انتم مرفهين بالنسبة للدول الاخرى التي لا تملك نفط؟ هل تأكلون وتصنعون احتياجاتكم؟ اننا متخلفين عن العالم بأشواط وعلينا الاعتراف بذلك، ولا يمكننا تجاوز هذا التخلف وهذه الاحزاب الاسلامية في السلطة، فهي تفرغ البلاد من خيراتها وتستثمرها خارج العراق لمصالحها، فان لم تعوا هذه المسالة الان، فلا تجدون فرصة اخرى لتلحقوا بالعالم.
بهاء صبيح الفيلي
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here