ترمب يحترم الرؤساء الأقوياء

بقلم مهدي قاسم

من يلاحظ تعامل الرئيس الأمريكي مع  بعض رؤساء العالم سيكتشف أنه يحترم الرؤساء الأقوياء من أمثال الرئيس الروسي بوتين و الكوري الشمالي ” كيم ”  الرئيس الفيلبيني رودريغو دوتيرتي ، و يأخذهم بنظر الاعتبار ،  و يبدو أنه بدأ الآن ينظر باعتبار خاص للرئيس الإيراني الروحاني أيضا و للنظام الإيراني بشكل عام ، و ذلك بحكم ما أبداه هذا الأخير من روح تحد و تصميم وعزم  نحو عقوبات ترمب و تهديداته الفقاعية رافضا الخضوع و الاستسلام للإملاءات الأمريكية ، فضلا عن ذلك أن ترمب ربما قد يكون على علم من كون النظام الإيراني ليس عبارة عن كومة كارتون يمكن ركلها و إسقاطها بسهولة و بساطة ،  مثلما يتصور البعض الذين يخلطون بين معطيات الواقع العنيدة و بين أمنياتهم وأحلامهم المتجسدة بالتمني بسقوط النظام الإيراني ، الذي مهما كان موقفنا منه فلا مهرب من اعتراف بوجود قاعدة جماهيرية مساندة له لأسباب دينية و نفعية في آن واحد  ، فضلا عن الجيش المدجج وفصائل مسلحة أخرى مخلصة للنظام ، ولكن فوق هذا و ذاك ، أن الحس القومي الفارسي العالي ــ و الأقوى حتى من العامل الديني و المذهبي ـــ و الذي يتمتع به معظم الإيرانيين ، و الذي يجعلهم يرفضون أي تعاون مع الغزاة ضد بلدهم أو نكاية بحكومتهم ، فكل هذا سيكون عاملا مهما في إفشال أية عملية غزو أو هجوم ضد إيران والذي يروم إلى إسقاط النظام نفسه  ، فضلا عن سقوط النظام الإيراني ـــ ومثلما أسلفنا في مقالات عديدة لنا على هذا الصعيد ـــ سيكون من غير صالح أمريكا ماديا لما تدره صورة ” البعبع ” الإيراني الملوّحة بها على طول الخط ، لتخويف الأنظمة الخليجية و دفعهم إلى عقد صفقات أسلحة بمئات مليارات دولارات ، إضافة إلى الجانب المعنوي لتأثيرات هذا البعبع الذي تغلغل ـــ  من كثرة إثارته أعلاميا و بمسوح طائفية ومذهبية ــ في أذهان الملايين من المسلمين ” السنة” الذين أخذوا يكرهون إيران و إيرانيين أكثر من كرههم لإسرائيل و الصهاينة ..

فلنتصور: أنه بعد السقوط الافتراضي للنظام الإيراني  وزوال صورة ” البعبع ” المرعب بين ليلة وضحاها من أذهان  هؤلاء الملايين ، ومن ثم إعادة شحن هذه الأذهان مجددا بكراهية ضد إسرائيل و الصهاينة الأحباء الأقربين إلى قلب ترمب ، وتوقف عقد صفقات أسلحة ضخمة و بمبالغ طائلة ، فأن الخسارة  المادية والمعنوية ستكون هائلة و كبيرة، أكثر بكثير مما لو بقي هذا النظام في الحكم إلى أجل طويل ..

والذي يشك بصحة تصورنا هذا فليقرأ أحدث تصريح لترمب و الذي يمكن أن يلتمس فيها بنبرة  واضحة للتراجع إلى الخلف قليلا ودعوة مبطنة إلى تحاضن بدلا من تصادم :

هامش ذات صلة :

على الرغم من وصفه إياها بـ”التهديد الكبير”

ترمب يؤكد انفتاحه على الحوار مع إيران

أ. ف. ب.

ترمب متحدثا إلى الصحافيين

ترمب متحدثا إلى الصحافيين

واشنطن: أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترمب الخميس أن إيران أظهرت أنها مصدر “تهديد كبير”، وذلك توضيحا لقراره إرسال حاملة طائرات وقاذفات عدة من طراز “بي 52” الى المنطقة، لكنّه عاد وأكد انفتاحه على الحوار مع قادتها.

وقال ترمب متحدثا الى صحافيين “لقد اظهروا تهديدا كبيرا”، مضيفا “لدينا معلومات قد لا تتصورونها” من دون ان يوضح ماهية هذه المعلومات.

وسئل ترمب عن مدى إمكان اندلاع مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران، فقال “لا اريد أن اقول +كلا+ لكنني آمل بالا يحصل ذلك”.

لكن الرئيس الأميركي عاد وخفّض النبرة قائلا “أريدهم أن يتّصلوا بي (…) نحن مستعدون للحوار”، مضيفا “لا نريد أن يحصلوا على السلاح النووي، لا نطلب الكثير”.

وشن الرئيس الأميركي هجوما شرسا على جون كيري، اتّهم فيه وزير الخارجية الأميركي الاسبق بأنه تواصل مع قادة إيرانيين وطلب منهم “عدم الاتصال”.

وقال ترمب إن “جون كيري يتحدث معهم كثيرا” وهو “يقول لهم ألا يتّصلوا”.

واوضح أن ذلك يشكل خرقا لقانون لوغان الذي يحظر على المواطنين الاميركيين التفاوض مع حكومات أجنبية.

وقال الرئيس الأميركي “بصراحة يجب أن يحاكم بسبب ذلك”.

وتابع ترمب “لكن يجب عليهم أن يتّصلوا، مضيفا “إن فعلوا فنحن منفتحون على التحاور معهم”.

وكانت الولايات المتحدة نشرت حاملة طائرات في الخليج وسط تصاعد التوتر، لكن ترمب قال إن واشنطن لا تسعى للدخول في مواجهة مع طهران.

وقال ترمب “اريدهم أن يكونوا أقوياء ورائعين. وأن يكون اقتصادهم رائعا”، مضيفا “يمكننا التوصل لاتفاق عادل”.

ويحظر قانون لوغان على رعايا اميركيين غير مخولين التفاوض مع حكومات اجنبية هي على خلاف مع الولايات المتحدة. الا ان اي شخص لم يلاحق الى هذا اليوم بموجب هذا القانون العائد الى عام 1799.

وشارك كيري في المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق النووي المبرم مع طهران والرامي إلى الحد من برنامجها النووي.

ورفع الاتفاق الموقع في عام 2015، خلال عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، عقوبات كانت مفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي.

لكن ترمب تخلى عنه في أيار/مايو من العام الماضي وأعاد فرض عقوبات أحادية.

والأربعاء قال الرئيس حسن روحاني إن طهران قررت تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي، وهدد باتّخاذ إجراءات إضافية خلال 60 يوما في حال لم تطبق الدول الموقعة على الاتفاق بعض التزاماتها..

ودان متحدّث باسم كيري تصريحات ترمب واصفا إياها بـ”المسرحية”.

وقال المتحدث في بيان إن “كل ما قاله الرئيس ترمب اليوم هو بكل بساطة خطأ”، وأضاف “إنه مخطئ في الوقائع وفي القانون وللأسف هو مخطئ في كيفية استخدام الدبلوماسية لإبقاء أميركا آمنة”.

وجاء في البيان أن “وزير الخارجية كيري شارك في التفاوض على الاتفاق النووي الذي نجح في حل مشكلة مستعصية”، مضيفا أن “العالم أيّد (الاتفاق) حينها ولا يزال يؤيده”.

وأضاف “نأمل بأن يركّز الرئيس على حل مشاكل السياسة الخارجية لأميركا بدلا من مهاجمة أسلافه لمجرّد الاستعراض” ــ عن إيلاف ) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here