أتلانتك: مليشيات العراق بؤرة التوتر بين أميركا وإيران

أشار تقرير لمجلة “أتلانتك” الأميركية إلى إمكانية أن تشكل مليشيات العراق بؤرة توتر بين أميركا وإيران، وذكر أن القوات الأميركية والمقاتلين المدعومين من إيران كان بينهما تحالف من نوع ما في الحملة المشتركة ضد تنظيم الدولة.

وتساءل: هل يمكن أن ينقلب كل منهما على الآخر بسبب الخلاف الحالي بين واشنطن وطهران؟

وألمحت المجلة إلى أن الحرب ضد تنظيم الدولة خلقت تحالفات غريبة؛ أبرزها هذا التحالف بين الجيش الأميركي والمليشيات الشيعية العراقية، وأردفت أنه في الوقت الذي كانت فيه للجانبين مصلحة مشتركة في دحر “الجماعة السنية المتطرفة” كان هذا التحالف مستمرا، وكان هناك دائما خطر أنه إذا اندلعت توترات بين أميركا وإيران فإن المليشيات يمكن أن تكون نقطة تحول.

وبلغت هذه التوترات -حسب أتلانتك- ذروتها يوم الأحد عندما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون عن تحرك سفن حربية أميركية إلى شبه الجزيرة العربية ردا على تهديدات غير محددة من إيران، وفي وقت لاحق نوّه مسؤولون أميركيون إلى ما سموه الخطر على القوات الأميركية والحلفاء من المليشيات المدعومة من إيران أو “القوات العميلة”.

وفي الوقت نفسه، أعلنت إيران أنها ستتوقف عن الامتثال لبعض أجزاء الاتفاق النووي لعام 2015، بسبب تواصل نمط التصعيد الذي بدأه قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق.

ورغم أن المسؤولين الأميركيين كانوا غامضين حتى الآن بشأن طبيعة التهديد، فإن فيليب سميث (خبير في المليشيات الشيعية بمعهد واشنطن) أوضح أن المليشيات التي تعمل كوكيل إيراني في العراق ستكون أداة فعالة لمزيد من التصعيد وإحياء مفاهيم قديمة تصم القوات الأميركية باعتبارها قوة محتلة في البلاد.

وتنقل أتلانتك عن سميث قوله إن بعض المليشيات المدعومة من إيران وجهت تهديدات مفتوحة ضد القوات الأميركية في السنوات الأخيرة، وبسبب العقوبات الصارمة التي فرضتها إدارة ترامب على إيران فإن “التهديدات تتخذ اتجاها جديدا وربما أكثر خطورة”.

وذكر تقرير المجلة أنه بعد إعلان بولتون طرح ضباط أميركيون سابقون خدموا في العراق خلال الحرب ضد تنظيم الدولة نقطتين: الأولى هي أن الخطر الذي تشكله المليشيات على القوات الأميركية في العراق كان موجودا منذ بدء الحملة المناهضة للتنظيم عام 2014، ومن ثم فإن التهديدات التي يناقشها المسؤولون الأميركيون ليست بالأمر الجديد. والثانية هي أنه رغم اعتبارهم التهديدات تحت السيطرة، فإنها كانت أسبابا حقيقية للقلق.

وأشارت المجلة إلى حقيقة أن القوات الأميركية في العراق وسوريا لا تزال منخرطة بقوة في القتال ضد تنظيم الدولة، وأن ذلك يؤكد مخاطر وجود إستراتيجية أميركية في المنطقة تسعى إلى التركيز على عدو جديد هو “إيران”، حتى مع استمرار المعركة مع العدو القديم. وكما أظهرت الأيام القليلة الماضية فإن لدى كل من الولايات المتحدة وإيران أدوات يمكنهما من خلالها تصعيد التوترات.

وبحسب أتلانتك، فإن ذلك جعل إريك برور المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي يقول “تماما كما تحافظ الولايات المتحدة على التخطيط وتحديثه لمجموعة متنوعة من الحالات الطارئة، فإن الحال كذلك بالنسبة لإيران. وهذه الديناميكية -المتمثلة في زيادة الضغط الأميركي والإجراءات الإيرانية المضادة وسط انعدام الثقة والمعلومات الناقصة- تزيد خطر التقدير الخاطئ”.

وأضاف برور “نحن ندخل فترة أخطر وأكثر تصعيدا، والذين يراقبون منا هذا الأمر كانوا يحذرون من أن حملة الضغط القصوى للإدارة كانت في مرحلة ما ستولد ردا إيرانيا”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here