حرب ترامب على إيران .. معركة النفوذ الأولى على أرض العراق !

د . خالد القرة غولي ..
تعاظمَ الصراع الأمريكي والإيراني على النفوذ في العراق، فبلاد الرافدين مشروع أمريكي منذ عام 2003 ، لكنّ الشارع وكواليس السياسة تمهد اليوم البساط الأحمر لإيران. يتزامن كل هذا مع دعوات عراقية لأنهاء الوجود الأمريكي بشكل كامل ,
دول الخليج العربي ارتكبت خطأ استراتيجيا قاتلا عندما سايرت الولايات المتحدة في مخططاتها لغزو العراق وتدميره منذ عام 1991 لغاية عام 2003، منهية بذلك توازنا طبيعيا مع إيران , وهذا سر كبير في المعادلة السياسية بين الرئيس العراقي السابق صدام حسين وأمريكا بعد حرب الخليج الأولي والثانية , وحرب القادسية الثانية الأولى بين إيران والعراق والثانية بين العراق الكويت ، واليوم توشك على ارتكاب خطأ آخر أكثر فداحة بالانجرار إلى مواجهة أكثر خطورة مع إيران لخدمة أهداف أمريكية محضة من خلال تضخيم الخطر الإيراني ، وتأليب أهل السنة ضد إتباع المذهب الشيعي ، إي توسيع نطاق الحرب المذهبية والطائفية في العراق بحيث تشمل العالم الإسلامي بأسره , الإدارة الأمريكية لم تسلح العرب مطلقا ، تنظيمات أو دولا، من اجل مواجهة إسرائيل ، وإنما لمواجهة أشقاء عرب ومسلمين ، أو أعداء أمريكا الذين يجب إن يتحولوا إلى أعداء العرب بطريقة أو بأخرى مثلما حدث في أفغانستان أيام وجود القوات السوفييتية على أراضيها لمساعدة حكم نجيب الله الشيوعي , الأسلحة الأمريكية الجديدة التي ستتدفق إلى دول الاعتدال العربي اقصد دول الخليج والاردن ومصر لن تستخدم ضد إسرائيل وإنما ضد إيران وسورية و حزب الله و حماس ، وما هو الثمن الذي سيقبضه قادة دول محور الاعتدال مقابل خوض هذه المواجهات والحروب القذرة والخطيرة , العرب خاضوا حروب أمريكا في العراق ( مرتين ) وفي أفغانستان الحرب على الإرهاب . فماذا كانت مكافأتهم غير تمزيق هذين البلدين وتحويلهما إلى دولتين فاشلتين، ومرتع للتطرف ومنظماته ، وتفجير الحرب الأهلية الطائفية فيهما , دول محور الاعتدال التي تستعد لخوض حرب مع أمريكا ضد إيران وسورية ومنظمات المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان , لم تستطع فتح معبر رفح ، أو تحويل بضعة ملايين من الدولارات لحكومة وحدة وطنية منتخبة في فلسطين ، أو حماية العرب في العراق من بطش حلفاء واشنطن وفرق موتهم . صواريخ أمريكا إلى دول الخليج لن تحمي هذه الدول من نظيراتها الإيرانية ، لان إي انتقام إيراني , لن يصل إلى الأراضي الأمريكية ، وإنما إلى القواعد الأمريكية في البحرين وقطر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، لان الصواريخ والطائرات القاذفة الأمريكية التي ستلقي حممها فوق المدن الإيرانية ، وربما السورية ستنطلق من هذه القواعد ، ففي مياه الخليج ثلاث حاملات طائرات ، وأكثر من مائتي سفينة حربية أمريكية ولا نعتقد ان هذه السفن وبحارتها ، تتواجد في هذه المنطقة التي تبلغ درجة الحرارة فيها خمسين درجة مئوية حاليا من اجل السياحة واكتساب اللون البرونزي , تجاهل الخطر الإسرائيلي الحقيقي ، وافتعال خطر إيراني وهمي أو غير ملح هما اكبر عملية تضليل أمريكية جديدة للنظام الرسمي العربي ، وما يثير الغضب والغيظ إن هذا النظام سيبتلع الطعم الأمريكي مرة أخرى بسعادة بالغة ، ويساق إلى مواجهة مع إيران مفتوح العينين ، ودون مقابل ، مثل القطيع الذي يساق إلى المسلخ ، ودون إن يكون الذبح إسلاميا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here