من خرب السفن بمياه الإمارات ولماذا؟.. محللون يستعرضون السيناريوهات

أكدت الإمارات تعرض أربع سفن تجارية لعمليات تخريبية قبالة إمارة الفجيرة من دون أن توضح ملابسات ما جرى أو تتهم طرفا بعينه، بينما تداول محللون عدة سيناريوهات لما جرى.

وأشارت وسائل إعلام إماراتية إلى مسارعة مواقع إعلامية إيرانية بنقل خبر تعرض السفن الأربع لانفجارات فجر اليوم، ولكنها أحجمت عن اتهام طهران بالتورط في ما جرى بالمنطقة الاقتصادية للإمارات.

كما أن البيان الذي نشرته الخارجية الإماراتية، والذي أكد تعرض أربع سفن تجارية لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية الإيرانية لم يتضمن بدوره اتهاما لأي طرف رغم أنه حث المجتمع الدولي على القيام بمسؤولياته لمنع أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية.

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدويري إنه لا مؤشر على أن السفن تعرضت لهجوم عسكري. وأضاف في اتصال مع الجزيرة أن حدوث انفجارات داخل السفن يرجح أنه تم إدخال متفجرات إلى السفن المستهدفة وفق خطة مدروسة على الأرجح.

أما الكاتب والمحلل السياسي عمر عياصرة فأشار إلى أن الإمارات تدفع كلفة سلوكها بالمنطقة، حيث أنها ضالعة في الكثير من الملفات كحصار إيران والحرب في اليمن وليبيا، فضلا عن دورها في إجهاض الثورات.

وقال للجزيرة إنه ليس من المستغرب أن تتضرر الإمارات من سلوكها، وأن تفكر جهات في إيذائها في عقر دارها.

وعن الجهات التي تقف وراء الانفجارات، أوضح عياصرة أن احتمالات كثيرة من بينها أن تكون التفجيرات مفتعلة لتحريض أميركا أكثر على إيران، كما أن جهات قريبة من إيران أو قريبة من التنظيمات الجهادية على غرار القاعدة وتنظيم الدولة قد تكون وراء ما جرى للسفن الإماراتية.

واعتبر المحلل الأردني أن الاحتمال الأرجح أن أذرعا إيرانية أرادت توجيه رسالة بأن الإمارات ليست بعيدة عن الفوضى.

غموض
من جانبه، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللبناني هشام جابر بأن هناك غموضا في الحادث، حيث أنه لم يحدث إطلاق نار ولا ضحايا في السفن التي قالت الإمارات إنها تعرضت لعمليات تخريبية.

واستبعد جابر في اتصال مع الجزيرة حدوث هجوم عسكري على السفن، واعتبر أن الموضوع غير مهم إلا من حيث التوقيت التي حدث فيه في ظل التوتر بين أميركا وإيران.

ورأى أن خطورة هذا العمل مردها إلى توقيته في ظل الأزمة بين إيران وأميركا، وقال إنه ربما يكون الغرض منه توريط إيران، مشيرا إلى حرص واشنطن وطهران على عدم وقوع مواجهة عسكرية بينهما.

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر أن الإمارات استعدت عدة أطراف ضدها عندما دخلت في حرب مكشوفة مع الشعب اليمني ومع إيران ودول أخرى كثيرة.

واعتبر أن الولايات المتحدة ربما تريد أن تستثمر في هذه القضية عن طريق مخربين في إطار التصعيد مع إيران، أو لكي تدفع الإمارات لاتهام إيران، ويكون هناك بداية لتحول إستراتيجي وخطير في المنطقة.

ولم يستبعد عبد الساتر أن جماعات إرهابية دخلت على هذا الخط سعيا لإشعال النار في المنطقة.

بيد أنه استبعد في المقابل وقوف أطراف إيرانية غير منضبطة وراء تخريب السفن الإماراتية، مشيرا على أن الأميركيين يراقبون كل التحركات في المنطقة.

من جهته، قال الأكاديمي العُماني عبد الله الغيلاني للجزيرة إن الصورة لم تتضح تماما في ظل وجود الأنباء المتضاربة وشح المعلومات. وأضاف أن هذا الحدث يأتي في إطار التصعيد الذي تقوم به واشنطن في المنطقة، معبرا عن أسفه لانجرار بعض دول الخليج وراء هذا التصعيد.

واستبعد الغيلاني أن تقدم الولايات المتحدة حاليا على التحرش عسكريا بإيران واعتبر أن كل ما يحدث الآن هو تصعيد سياسي لأغراض سياسية.

وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبحث عن مكاسب انتخابية أو سياسية، مستبعدا أن تقدم أميركا على توجيه ضربة جوية لإيران.
المصدر : الجزيرة

غموض

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here