العامري والصدر يتحركان لإنقاذ تحالفاتهما من الانهيار .. صفقة “مناصب” كبرى بالانتظار

يخوض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر نقاشات مع مقربين وزعماء في تحالف “الاصلاح والإعمار” لمنع تفكك التحالف بسبب الخلافات التي تعصف به، خاصة بعد الحراك الأخير الذي تجريه تحالفات “النصر” و”الحكمة” لتأسيس كتلة معارضة بالتحالف مع ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي.

وتستعد التحالفات الثلاثة (الحكمة والقانون والنصر) لإعلان كتلة سياسية داخل البرلمان تعارض سياسات الحكومة الحالية، وذلك بعد شعور تلك الكتل بالغبن تجاه ممارسات التحالفات الكبيرة التي تنضوي في داخلها، والحديث هنا عن تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر وتحالف “الفتح” بزعامة هادي العامري.

الصدر يراقب من بعيد

وبالرغم من تلك التطورات والهزة التي يتعرض لها تحالف “الاصلاحيين” يبدو زعيم التيار الصدري لم يلقِ بثقله لاحتواء الأزمة ، وفضل التفرج من بعيد على الحراك الدائر، إذ اختار مؤخرًا الانزواء عن الحياة السياسية وعدم التغريد فيما يتعلق بالشأن السياسي ، وتفضيل الخوض في المسائل الدينية ، عبر سلسلة تغريدات ينصح فيها أتباعه ويحذرهم من آفات الفساد والمخدرات والرشوة وغير ذلك.

لكن هذا الانزواء لا يمنع من التواصل مع بعض الأطراف السياسية عن بعد ، وليس من خلال اللقاءات المباشرة ، إذ ذكر مصدر مطلع أن الأخير أجرى اتصالًا هاتفيًا بزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم ، ناقش فيها طبيعة الحراك الدائر والأسباب الداعية إلى الرغبة بالخروج من تحالف “الاصلاح والإعمار” واعتماد “خيار المعارضة”.

وذكر المصدر الذي رفض الكشف عن هويته في حديث لـ(باسنيوز) أن “الصدر أدرك مؤخرًا أن الانعزال السياسي سيطيح بمشروع الاصلاح الذي تبنّاه، ويفكك التحالفات التي أنشئت في بادئ الأمر وفق معيار ، عبور الطائفية ، لكن استئثار جناح محدد في تحالف سائرون بالقرار أزعج الحكيم والعبادي اللذان رأيا أنهم مبعدون عن القرار الذي دائماً ما يؤخذ بشكل فردي”.

ويشير المصدر إلى أن ” أصل الخلاف يتعلق بجملة من المسائل، أبرزها قرار رفض الوجود الأجنبي الذي أعلن عنه تحالف سائرون ، والذي كان رافضًا لبقاء تلك القوات وساعياً إلى إصدار تشريع برلماني يجبر الحكومة على الطلب من تلك القوات مغادرة البلاد ، وهو قرار سائرون فقط ، وكان زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم يرى أن يكون هناك قرارًا موحدًا لتحالف الاصلاح بشكل عام تجاه تلك المسألة التي تهم الرأي العام العراقي ، وتهم جماهير الاصلاح سواءً من السنة أو الشيعة على حد سواء ” .

كما أبدى تيار الحكمة مؤخرًا اعتراضات على تقسيم المناصب ، واعتبر ما يجري بعيداً عن المصلحة الوطنية واختيار الكفاءات المستقلة.

ولم يكن ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي ببعيد عن هذا الحراك الدائر، إذ أوضح القيادي فيه كاظم الشمري في تصريحات صحفية ، أن الائتلاف يرى أن “الخلافات الحالية يمكن حلّها وهي إشكالات بسيطة”.

من جهته أوضح القيادي في تيار الحكمة فادي الشمري أن الحراك الجديد لا يسعى إلى إسقاط الحكومة.

وقال الشمري في تصريح صحفي ، أن ” الاتفاق السياسي على حكومة عبدالمهدي لم يلتزم به تحالفا الفتح وسائرون، اللذان يقودان عملية تشكيل الحكومة منذ ذلك الوقت”، لافتًا إلى أن “التكتل ذاهب باتجاه ترصين المباني العامة لبناء عملية سياسية فاعلة ومؤثرة، ومنع أي محاولة تقودها كتلة معينة للاستحواذ على القرار السياسي، فضلاً عن منع العودة إلى المحاصصة السياسية بعد أن كان الأساس في تشكيل الحكومة هو الابتعاد عن المحاصصة”.

مناصب الوكالة تسيل لعاب التحالفات السياسية

وأدرج رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ملف إنهاء المناصب بالوكالة ضمن برنامجه الحكومي ، إذ مازالت الدولة العراقية تعتمد على مئات المدراء العامين ووكلاء الوزراء وهم يديرون مناصبهم بالوكالة لأسباب مختلفة أبرزها التقاطعات السياسية بين الكتل والأحزاب الحاكمة .

ويرى الكاتب والمحلل السياسي عماد محمد ، أن ” الخلافات بين الكتل ورؤساء الوزراء السابقين حالت دون استكمال ملف إنهاء المناصب بالوكالة، إذ يتطلب ذلك موافقة مجلس النواب، وتعيين أشخاص بالأصالة، في ظل بيئة سياسية هشّة معروفة عنها التقاطعات والتجاذبات”.

ويضيف في تصريح لـ(باسينوز) أن “هناك حراكاً يجري داخل أروقة الحكومة لتعيين شخصيات بالأصالة في تلك المناصب، وهذا التوجه من ضمن القضايا التي أشعلت الخلافات بين الحكمة والنصر من جهة، وسائرون من جهة أخرى، إذ يرفض تيار الحكمة والنصر، توزيع تلك المناصب على الكتل والأحزاب ويطالبون بمنحها لمستقلين، فيما يسعى تحالفا سائرون والفتح إلى توزيع تلك المناصب بينهما وفق قسمه الغرماء”.

لكن مراقبين يرون أن “الحكمة والنصر والقانون يسعون إلى الحصول على بعض تلك المناصب، خاصة وأنهم لم يحصلوا على مناصب وزارية في تشكيلة عبد المهدي”.

العامري يخشى من أي تحرك سياسي في المرحلة الراهنة

وأجرى هادي العامري زعيم تحالف “الفتح” المتشكل من فصائل الحشد الشعبي زيارات متعددة في الآونة الأخيرة إلى كل من رئيس تحالف “النصر” حيدر العبادي، ورئيس تيار “الحكمة” عمار الحكيم ، لاحتواء الحراك المضاد الذي من المتوقع أن يفسد صفقة توزيع المناصب بالوكالة، إذ تشير المصادر إلى أن “العامري يتطلع إلى الحصول على عدد كبير من تلك المناصب.

وزار العامري أول أمس رئيس تيار الحكمة وبحث معه ضرورة الإسراع في استكمال الكابينة الوزارية بشخصيات “كفوءة”، وضرورة ترتيب أولويات الحكومة وفقاً لأولويات المواطن.

وقال مكتب الحكيم في بيان تلقى ( باسينوز) إن الأخير استقبل “رئيس تحالف الفتح هادي العامري، وبحث معه تطورات الشأن السياسي العراقي ومستجدات إكمال الكابينة الحكومية”.

وشدد على “ضرورة الإسراع بإكمال الكابينة الوزارية بشخصيات كفوءة قادرة على إدارة وزاراتها بمهنية وشفافية ” ، مؤكداً ” أهمية أن يلمس المواطن فقرات البرنامج الحكومي على أرض الواقع”.

كما التقى العامري رئيس تحالف “النصر” حيدر العبادي وبحث مسألة استكمال التشكيلة الوزارية، فيما ذكر البيان الختامي الذي صدر عن مكتب العبادي أن الجانبين أكدا “على اهمية وضوح الرؤية والشفافية في التعامل مع جميع الملفات”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here