يا لها من قفزة جبارة : من الولاء ل”أبوبكرالبغدادي ” إلى هادي العامري ذي الولاء الإيراني !!

بقلم مهدي قاسم

كانت مدينة الموصل ــ بشقيها ــ من أكثر المدن العراقية
تضررا و خرابا ببناها التحتية والفوقية على لا حد سواء ، من جراء عملية تحريرها من عصابات داعش ، فضلا عن سقوط عدد كبير من ضحايا مدنيين بسبب عمليات القصف الجوية والأرضية ، لذا فقد كان من المفترض ، سيما بعد مرور كل هذه الفترة على عملية تحريرها النهائي و الكلي
، أن تجري فيها عمليات بناء و تعمير و إصلاح وتحديث على نطاق واسع ، بل على شكل خلية نحل نشطة لا تهدأ على مدار أربع وعشرين ساعة في اليوم ، بغية الإسراع في إنجاز المشاريع التي يُراد منها الإصلاح الضروري والحيوي بالنسبة لسكان المدينة لغرض التخفيف من معاناتهم اليومية
و تسهيلها في الوقت نفسه على صعيد توفير أو إصلاح مرافق الدولة و المساكن المتضررة و الخدمات الضرورية التي لا غنى عنها في حياتهم اليومية ..

ولكن الذي حدث هو عكس ذلك تماما ، بسبب الصراعات السياسية
و التنافس غير النزيه على السلطة والامتيازات التي جرت و لازالت بين الأطراف السياسية المتنفذة هناك و التي لا يهمها قطعا غير الهيمنة على السلطة المحلية هيمنة مطلقة للإبقاء على على معاناة الناس عبر مظاهر الفساد و الفوضى الأمنية و الخراب الشاخص في كل زاوية وركن
و منعطف ..

و مما زاد الطينة بلة هو تعيين محافظ جديد محسوب على طرف
” شيعي ” (على منصور المرعيد النائب في حركة عطاء برئاسة فالح
الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي * ) في مدينة أغلبية سكانها من ” أهل السنة ” وحيث تعرض بعض كثير منهم لغسل دماغ ” داعشي ” أو سلفي متشدد، و فوق ذلك ، تحت ظل نظام سياسي طائفي يقوم ــ أصلا ــ على نظام المحاصصة الطائفية في تقسيم و توزيع المناصب و المواقع ، و الحال
هذه فكيف يمكن لشخص محسوب سواء سياسيا أو عقائديا على طرف ” شيعي ” ليكون محافظا على مدينة أغلب سكانها من ” أهل السنة ” ؟! …

فلماذا هذا الاستفزاز و التحدي و فرض الأمر الواقع و بهذه الطريقة
الاستسخافية للتوزان السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والقومية؟!..

حتى لو …..

نقول : حتى لو بتواطؤ بعض النواب الموصليين أو عن طريق شراء ذمم بعضهم
الآخر بربع مليون دولار ** ..

فأليس العبرة في الحكمة والنظرة الرشيدة لمثل هذه الأمور وحلها بمرونة
و حنكة ، بدلا من فرض أمر واقع هش ومهزوز لا يدوم طويلا ، ولا ينتج عنه غير صراعات سياسية جديدة مع مخاطر و تهديدات أمنية مع مزيد من فوضى ” خلاقة ” و انفلات ” خلاّق ” ؟..

ملحوظة : لقد اُبتلي المجتمع العراقي بساسة أشبه بمومسات واقفات على
قارعة طريق وهّن يعرضّن أنفسهّن لمن يدفع أكثر ، وما يسمى ببعض الساسة ” السنة ” من هذا الصنف السياسي المنحط : تصور عزيزنا القارئ الكريم ثمة ساسة من هذا النوع و الصنف حيث ينقلب بعضهم 180 درجة لينقل ولاءه من ” أبو بكر البغدادي ” الداعشي إلى هادي العامري ذي الولاء
الإيراني !!..

يعني بالعربي الفصيح عهر سياسي علني من طرف و …

و خيانة وطنية علنية و متبجحة من طرف آخر ..

هامش ذات صلة :
*(اكبر
تكتل سياسي سني يحل “المحور” ويبعد الخنجر و”ابو مازن”

اعلن نواب المدن المحررة حل تحالف المحور الذي تشكل في مرحلة الانتخابات
وتشكيل الحكومة العراقية، في قرار جاء بعد وقت قصير من انتخاب محافظ جديد لنينوى.

وبحسب بيان مقتضب فان نواب المدن المحررة يعلنون حل تحالف المحور و اعادة
تشكيل تحالف القوى العراقية.

واعلن التحالف ايضا استبعاد خميس الخنجر و احمد الجبوري (ابو مازن).

وصوت مجلس محافظة نينوى على منصور المرعيد النائب في حركة عطاء برئاسة
فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي. هذا الامر تسبب برفض سياسيين سنة منهم رئيس تحالف القوى السابق اسامة النجيفي ــ عن صوت العراق ).

**(حركة
الفياض تصدر توضيحا على “دفع ربع مليون دولار لكل عضو يصوت لمرشحها بنينوى”

نفت حركة عطاء برئاسة فالح الفياض، الاثنين، الانباء التي تحدثت عن دفع
مبلغ ربع مليون دولار لكل عضو من اعضاء مجلس نينوى مقابل تمرير مرشحها لمنصب المحافظة.

وقال مرشح الحركة لمنصب المحافظ النائب منصور المرعيد في بيان إن “الانباء
التي تحدثت عن دفع مبلغ ربع مليون دولار لكل عضو من اعضاء مجلس نينوى مقابل التصويت لي كمحافظ أمر عار عن الصحة تماما ولا اساس له”. متهما بعض النواب بـ”الترويج لمثل هكذا انباء لغايات سياسية

وأضاف أن “هناك نوابا وأعضاء بمجلس نينوى قاموا بدفع أموال للجيوش الكترونية
من اجل التحشيد للتظاهر امام مبنى مجلس المحافظة من اجل افشال عقد الجلسة بعد تحقيقنا النصاب الكافي بالاشتراك مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني” نقلا عن صحيفة صوت العراق ) . .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here