أبواب المرجع مشرعةُ أمام رجل العراق القوي

ساهر عريبي
[email protected]

لم تكن الزيارة التي قام بها سماحة السيد مقتدى الصدر حفظه الله الى منزل سماحة المرجع آية الله العظمى السيد علي السيستاني أدام الله ظله الوارف على رؤوس العراقيين, لم تكن حدثا عاديا يمر عليه المرء مرور الكرام, ولا زيارة روتينية لحضور مجلس ديني كما يحاول بعض المصدومين وصفها, بل إنها زيارة رسمت الحد الفاصل في العراق بين جبهتين. جبهة الحق والإصلاح التي يقودها المرجع الكبير والسيد الصدر وتضم كل الخيرين في العراق الذين ضاقوا ذرعا بهذه الطبقة السياسية الفاسدة والفاشلة, وأما الطرف الآخر فإنها جبهة الطغاة ممن عاثوا في بلاد الرافدين فسادا منذ إسقاط الصنم. وتضم هذه الجبهة سياسيين فاسدين عابرين للأحزاب والقوميات والمذاهب, واقلام مأجورة تلمع وجوههم الكالحة ومرتزقة ترمى لهم الفتات من اموال ومن إمتيازات بائسة. جبهة أوصدت أبواب المرجع بوجه رموزها الذين باتت زيارة المرجع حلما يمنون النفس بتحققه.

لكن أبواب المرجعية ظلت مشرعة أمام رافع راية الإصلاح بالرغم من وقوع حدث استثنائي, فالصدر الذي رفع راية الإصلاح سائرا على خطى الشهيدين الصدرين, يأبى إلا ان يبدأ بتنظيف بيته من المتسلقين والمتاجرين بالمذهب وباسم آل الصدر الكرام فكانت أحداث النجف, التي بعثت رسالة واضحة لكل سياسي فاسد, بان يوم الحساب آت وأن الشعب لن ينسى يوما ثرواته المسروقة والتي قدرتها اللجنة المالية البرلمانية ب 360 مليار دولار فقط في خلال الفترة بين الأعوام 2006 و 2014. تحولت تلك الأموال الى ”مولات“ والى عقارات و أرصدة في البنوك العراقية والأجنبية, وفوق كل ذلك استخدمت في نشر الفساد والرذيلة في ربوع العراق.

فبعد ان قادت المرجعية ثورة الإصلاح منذ إطاحتها برئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي, كان الصدر يتحرك على الأرض مستهديا بإرشادات المرجعية حتى زلزل الأرض تحت أقدام الفاسدين في العام 2016 عندما اعتصم أمام بؤرة الفساد والطغيان في المنطقة الخضراء , فماكان منهم الا ان أطلقوا سيقانهم للريح نحو مطار بغداد ليغادروه الى حيث أتوا. بات ذكر الصدر يؤرقهم ويقض مضاجعهم التي لا تتجافى بذكر الله ولكن بذكر الدينار والدولار والوجوه الحسان في ماخورات العهر والرذيله. أحدث الصدر هزة في النظام السياسي القائم وصلت الى حد الزلزال عقب فوزه المستحق في الإنتخابات النيابية الأخيرة فأثبت انه رجل العراق القوي, فبدأت المؤامرات القذرة لخطف النصر ولكن انى يفلح الباطلون وأنى يفلح الفاسدون وهم يقفون بوجه جبل أشم من الصبر والإصلاح وهو الذي لا تساوي عنده السلطة فردة من مداسه الشريف.

تراجعوا والخزي يعلو وجوههم بعد ان تحالفوا مع خناجر الإرهاب والكاولية, وتوجهوا صاغرين نحو زيارته في الحنانة حتى شكل بقية السيف الحكومة معطيا إياها فرصة للإصلاح بهمة رئيسها الذي لم يسع الى المنصب بل جاءته رئاسة الحكومة ساعية لها وهو الذي زهد بالمناصب من قبل. فبدأ رحلة شاقة لتشكيل الحكومة ومحاربة الفساد توجها بتشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد , ولكن الشكوك بدات تساور الكثير حول مدى قدرته على خرق هذه المنظومة السياسية الفاسدة التي انصهرت داخلها كافة الخلافات السياسية والحزبية والأصول القومية والإنتماءات المذهبية, لأن الفساد هو الرابط المقدس الذي جمعها.

وهنا أعلن شبل الصدرين الحرب على الفساد في تياره, فهو لا يعير وزنا لتقول القائلين ولا لأرجافات المرجفين, إنه لا يتستر على الفاسدين حفظا لسمعة تياره كما يفعل الباقون الذي يستميتون في الدفاع عن عناصرهم الفاسدة النتنة خوفا على سمعة الحزب العريق التي هوت الى مكان سحيق! ثارت ثائرتهم وتباكوا على مول محترق ولم تسقط قطرة دمع من عيونهم على عدة متظاهرين سلميين سقطوا شهداء برصاص البغي! كشفوا عن معدنهم الردئ وعن طينتهم الخبيثة, فهم يتباكون على احجار منهوبة من أرض العراق ,ولا يتباكون على طينة جعلها الله بشرا وكرمها!.

لإنهم مرعوبون وقلقون من مستقبل مظلم ينتظرهم مخافة ان يتكرر مصير من سبقهم من الطغاة, ولا يخشون أحدا سوى أسد العراق مقتدى الصدر الذي لا يملك سوى عصاه ومداسه الذي يخشون أن يهوي عليهم فيلقي بهم في غياهب النسيان. فيا سليل بيت النبوة ويا وريث آل الصدر الكرام إن المرجعية سندك والشعب حزام ظهرك فاضرب بمداسك الشريف رؤوسهم العفنة وطهر العراق من رجسهم فإن وليك الله ورسوله والمؤمنون وكل من لديه ذرة من الإنسانية, واما أعداؤك فلا أبا لهم ولا ولي لهم إلا الشيطان فهو خاذلهم والى سقر مرسلهم ليذوقوا وبال امرهم!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here