التناغم العجيب بين مقالتي ومقالة واشنطن بوست ! ..

بقلم مهدي قاسم

سرّني أن أقرأ نهار البارحة  مقالة لجريدة واشنطن بوست التي وجدتها تكاد أن  تتناغم وتتقارب بالكامل في معظم طروحاتها و أفكارها و تحليلاتها  مع طروحات مقالتي المعنونة ب” احتمالات الحرب الضعيفة : خامنئي سيضرب دولا خليجية مثلما فعل صدام ” التي نشرتها مساء أمس البارحة  في صحيفة صوت العراق ، بخصوص ما يتعلق الأمر باحتمالات المواجهة العسكرية الضعيفة بين إيران و الولايات المتحدة الأمريكية ، ولولا تصادف و تقارب  الوقت لقلت ربما أن واشنطن بوست قد سرقت أفكار وطروحات مقالتي ونشرتها كما هي مع بعض التحويرات أو التعديلات الطفيفة ، بطبيعة الحال أن الأمر ليس كذلك ، أنما الأمر لا يعدو اكثر من  مجرد تناغم و تلاقي الأفكار والطروحات وبمحض صدفة فحسب ..

فيما يلي نصّي المقالين نضعهما أمام أنظار القارئ الكريم  ليتفضل بالمقارنة بين المقالين المذكورين آنفا ، ليجد القارئ الفاضل تماثلا عجيبا  بين مضمون المقالين و لحد كبير .

تحليل امريكي: المواجهة مع إيران لن تكون كحرب العراق بل أسوأ

في تحليل بصحيفة واشنطن بوست تحت عنوان “الصراع مع إيران لن يكون كحرب العراق بل أسوأ”، لفت الكاتب آدم تيلور الانتباه إلى أنه بالرغم من أوجه التشابه فإن الصراع مع إيران لن يكون مجرد تكرار لحرب العراق عام 2003، بل سيكون مختلفا تماما من نواح كثيرة ومن المؤكد أنه سيكون أسوأ بكثير.

فإيران في الوقت الحاضر -كما يقول الكاتب- بلد مختلف اختلافا كبيرا مقارنة بالعراق عام 2003، والطريقة التي قد تخوض بها الحرب شديدة الاختلاف أيضا.

فهي أكبر مساحة من العراق بنحو ثلاثة أضعاف وتفوقه بكثير في عدد السكان، إضافة إلى قوتها البرية والبحرية. والجيش العراقي كان قوامه أقل من 450 ألف فرد عندما بدأ الغزو، بينما لدى إيران حاليا 523 ألف جندي، إضافة إلى 250 ألفا من قوات الاحتياط.

ويضيف الكاتب أن إيران -على عكس العراق- لديها قوة بحرية وحدود مترامية على بحر قزوين إلى الشمال، وعلى الخليج وخليج عُمان إلى الجنوب؛ وتشترك في الحدود البرية مع العديد من حلفاء الولايات المتحدة المزعجين، بما في ذلك أفغانستان وباكستان وتركيا والعراق، وقد يؤدي إغلاق مضيق هرمز -الذي تجتازه نحو ثلث ناقلات النفط العالمية- إلى انخفاض صادرات النفط بنحو 30%.

وذكر الكاتب أنه بالرغم من أن إيران أضعف بكثير من الولايات المتحدة من الناحية العسكرية التقليدية، فإنها اتبعت منذ فترة طويلة إستراتيجيات قد تسمح لها بإلحاق أضرار جسيمة بالمصالح الأميركية في المنطقة.

كما أن البحرية الإيرانية -بحسب الكاتب- لديها ميزة حقيقية تتفوق بها على الولايات المتحدة، إذ إنها لا تحتاج إلى سفن كبيرة أو قوة نيران لإغلاق مضيق هرمز، لكنها -على سبيل المثال- يمكن أن تستخدم الألغام أو الغواصات لإيقاف التجارة فيه.

ثم هناك برنامج صواريخ إيران البالستية الذي يوصف بأنه “أكبر وأكثر ترسانات الصواريخ تنوعا في الشرق الأوسط”، وهذا التهديد من تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية يمتد وراء حدود البلاد أيضا، حيث يعتقد أن حزب الله اللبناني لديه ترسانة تقدر بـ130 ألف صاروخ.

وأشار الكاتب إلى أن الخلاف بين إدارة أميركية بقيادة رئيس جمهوري مثل دونالد ترامب وقوة شرق أوسطية مثل إيران، يذكر العديد من المراقبين بالفترة التي سبقت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003، تلك الخطوة التي أدينت على نطاق واسع في السنوات التالية بأنها كانت كارثية لجميع المعنيين.

ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن بعض الشخصيات في هذه النسخة الجديدة من “الحرب” هي نفسها: فجون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، هو نفسه الذي لعب دورا رئيسيا في حشد الرئيس السابق جورج دبليو بوش لغزو العراق عندما كان وكيل وزارة الخارجية لمراقبة الأسلحة والأمن الدولي، وهو ما أكسبه آنذاك لقب المتهور.

وهذا ما ألمح إليه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الثلاثاء، عندما أخبر الصحفيين في نيودلهي أن “شخصيات متطرفة في الإدارة الأميركية” كانت تحاول كذبا لوم إيران على الحوادث التي وقعت في الخليج  ـ نقلا عن صحيفة صوت العراق).

2 ــ فيما يلي مقالي الآنف الذكر :

( احتمالات الحرب الضعيفة : خامنئي سيضرب دولا خليجية مثلما فعل صدام

بقلم مهدي قاسم

بالرغم من ضجيج إعلامي صاخب حول وقوع حرب وشيكة بين أمريكا

و إيران ، وما رافق ذلك من أعمال تخريبية بطائرات مسيرة ،كإشارة تحذير واضحة من أحد الأطراف ؟ ــ فأن احتمالات هذا الوقوع ــ ومثلما أشرنا مرارا في مقالات سابقة لنا ــ ضعيفة جدا ، ليس فقط أن حربا كهذه ــ في حالة وقوعها ــ سوف لن تكون لصالح الولايات المتحدة الأمريكية

لصعوبات ميدانية واستراتيجية عديدة ، حينما تجري في العمق الإيراني ، عندما تُخاض ميدانيا بسبب شساعة الأراضي الإيرانية و تماسك غالبية الشعب الإيراني ضد الغزو الأجنبي لبلادهم ــ إنما بسبب وجود مؤشرات قوية لاحتمال إقدام السلطة الإيرانية في حالة تعرضها لعملية غزو

 

أمريكي ، على ضرب المصالح الاقتصادية والاستراتيجية و الأمنية في كل من السعودية و الإمارات و البحرين على وجه التحديد ومن ضمنها منشاءات نفطية أيضا ، مثلما فعل صدام في حرب الخليج الثانية عندما وجّه ضربات صاروخية ضد السعودية و احتل بعد المناطق الحدودية السعودية

المحاذية للكويت ، فضلا عن ضرب إسرائيل و أن كانت بصواريخ فاشوشية !!، فبإمكان إيران تدمير مواقع اقتصادية هناك و إلحاق أضرار كبيرة ، علما أن القوات الإيرانية التدميرية والضاربة اليوم أقوى بكثير جدا من قوات النظام السابق آنذاك ، فضلا عن أذرع النظام الإيراني الطاويلة

و الضاربة في بلدان عديدة ولعل أكبرها قوة و عددا في كل من العراق ولبنان واليمن على سبيل المثال وليس الحصر ، علاوة عدم وجود قوات غازية كبيرة جدا تستطيع غزو كل الأراضي الإيرانية الشاسعة الأطراف والسيطرة عليها سيطرة كاملة ومطلقة ..

أما عمليات توجيه ضربات صاروخية تدميرية جبارة من الجو

والبحر و حتى من البر وتدمير المواقع الاستراتيجية والاقتصادية والهيكلية للبنى التحتية في إيران فلذلك لا يعني قطعا انهيار النظام الإيراني ككومة من كارتون ، مثلما حدث للنظام العراقي السابق ، , ذلك نظرا لوجود فارق كبير بين الشعبين العراقي و الإيراني ، إضافة إلى

والدهاء السياسي للنظام الإيراني ، وخاصة على صعيد الوعي القومي أو الوطني لغالبية لإيرانيين

، إضافة إلى الدهاء السياسي الذي يتمتع به النظام الإيراني

، وعدم وجود مسوغ مقنعة أو مبررة حسب مواثيق الأمم المتحدة و كذلك المجلس الأمن الدولي التي تبيح بمثل عملية الغزو كهذه ، فإيران لم تعتد بشكل مباشر على دولة ما ولم تحتل دولة أخرى ، فضلا عن علاقاتها الطبيعية مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وكذلك دول أخرى

كروسيا والصين و تركيا وغيرها ..

ربما ستُثير هذه السطور غيض و سخط بعضهم ممن ينتظرون ضرب

إيران و غزوها بغية إسقاط النظام الثيوقراطي القمعي القائم ، لأنهم قد يعتقدون بأننا هنا في صدد الدفاع عن هذا النظام الظلامي المقيت و إظهاره بمظهر قوة خارقة !!،لا أبدا ! ، إنما ينطلق كاتب هذه السطور من تجربته الشخصية في بيروت بصفته الصحفية ، عندما كان شاهد عيان

على ضرب إسرائيل لبيروت الغربية في عام 1982 حيث كانت تتواجد فصائل المقاومة الفلسطينية و الوطنية اللبنانية ، فعبثا كانت إسرائيل تقصف بيروت الغربية من الجو و البحر على مدار اليوم و تدّمر مواقع وأبنية بكاملها ، ولأسابيع و شهور طويلة ، فأنها لم تستطيع غزو بيروت

ـــ بسبب شدة المقاومة والعزيمة القوية للمواجهة للمقاومين و بأسلحة بسيطة و لعلها أقواها و أشدها كانت عبارة عن صواريخ أر بي جي ـــ فلم تستطع دخولها إلا بعد خروج المقاومة من بيروت و ضمن اتفاق دولي و بضغوط من حكومات عربية متواطئة .

نقول كل هذا لكي ننبه البعض إلى أن لا يخلط بين أمنياته

و أحلامه الوردية و بين معطيات الواقع العنيدة والحنظلية ..

أن هزيمة حرب فيتنام المرّة لأمريكا و كذلك تجربة غزوها

المريرة للعراق و من ثم خروجها بشروى نقير من عملية الاحتلال هذه ، وفوق ذلك لصالح النظام الإيراني الذي هيمن ولا زال على العراق من كل النواحي ، ستجعل الأمريكيين أن يفكروا ألف مرة قبل الإقدام على غزو بلد ما ..

لذا فنرجع نقول و نكرر : أن بقاء النظام الحالي ك” بعبع

رهيب ” تلويحا وابتزازا في وجه بعض الدول الخليجية بهدف التكسب المادي الهائل والمتواصل لهو أفضل بكثير من دخول في مغامرة حرب مجهولة نتائج وفوائد ، وربما كبيرة أضرار بشرية ومادية في آن ..

هامش ذات صلة :

(رغم

التوتر المتصاعد بين البلدين

ترمب

“واثق” بأن ايران “سترغب قريبًا في إجراء محادثات” مع واشنطن

الرئيس الاميركي دونالد ترمبقرائنا

من مستخدمي تلغرام

يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام

واشنطن: اعرب الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاربعاء عن “ثقته بأن ايران سترغب قريبا في إجراء محادثات” مع الولايات المتحدة رغم التوتر المتصاعد بين البلدين.

ونفى ترمب أيضا عبر تويتر أي “خلاف داخلي” في الادارة حول “سياسة الحزم (التي ينتهجها) في الشرق الاوسط”، وقال “يتم التعبير عن آراء مختلفة وأتخذ القرار النهائي والحاسم، إنها عملية بسيطة جدا”.

وابدى ترمب مرارا في تصريحاته انفتاحا حيال طهران التي يعتبرها العامل الاكثر زعزعة للاستقرار في الشرق الاوسط، ولكن من دون أي نتيجة.

والعلاقات المتوترة أصلا بين واشنطن وطهران تأزمت كثيرا منذ أسبوع.

وبعد عام من اعلان واشنطن انسحابها من إتفاق إيران النووي المبرم في 2015 أعلنت طهران في 8 أيار/مايو تعليق العمل ببعض الالتزامات الواردة فيه.

في اليوم نفسه شددت واشنطن عقوباتها على الاقتصاد الإيراني. وأعلن البنتاغون ارسال سفينة حربية وبطاريات باتريوت الى منطقة الخليج إلى جانب حاملة طائرات.

وحيال هذا التصعيد الذي يثير قلق الأوروبيين والروس الذين يؤيدون الحفاظ على الاتفاق النووي، أكد المرشد الأعلى علي خامنئي الثلاثاء أن  “الحرب لن تندلع” مع الولايات المتحدة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here