الضربة العسكرية الامريكية ضد ايران,وشيكة,وبانتظار ساعة الصفر

مازن الشيخ

تابعت الكثير من الاراء التي تحدثت عن الازمة المتفجرة بين امريكا وايران,وما يتوقعونه من اجرائات بعد وصول قوات عسكرية كبيرة جدا الى منطقة الخليج,مثل حاملة طائرات وفرقاطات,والاهم القاذفات العملاقة من طراز بي 52,والتي سبق وان غيرت خارطة فيتنام الطوبوغرافية في اواسط الستينات ,وساهمت في سحق وتدمير البنية التحتية العراقية

معظم الاراء ذهبت الى استبعاد وقوع حرب,واستندت في ذلك الى بعض الاعتبارات والحسابات التقليدية,ككبر مساحة ايران,مما يجعل احتلالها مستحيلا,وكذلك تكاتف الشعب الايراني حول قيادته,كما ان ايران تتمتع بقوة بحرية وبرية قادرة على مقارعة الامريكان,وان لايران حلفاء وميليشيات موزعة في غير مكان,وقادرة على ان توجه ضربات موجعة الى اسرائيل وحلفاء امريكا من العرب,واعتبارات اخرى منها استنادهم الى التصريحات التي ادلى بها بعض كبار المسؤولين الامريكان,والذين زعموا جميعا بانهم لايريدون الحرب,بل حتى طلبوا من الايرانيين,العودة الى مائدة التفاوض,وان ترامب مرر رقم هاتفه للمسؤولين الايرانيين,لكي يحفظ ماء وجهه بعد ان تورط,في الذهاب بعيدا في تحدي ايران,و,و,و

مااريد ان اقوله ان كل تلك الاراء ليس لها علاقة بواقع الامر,بل هي جزء من منظومة الحرب المعدة سلفا والتي تخدم احد ادواتاتها وهوالتحشيد والخديعة الاعلامية والتي تعتبر احد اسلحة الحرب الفتاكة وربما اقوى وامضى من الاسلحة النارية,فالادارة الامريكية في سعيها الدائب لضرب القوات الايرانية تعتمد على مقولة غوبلز,وزيراعلام هتلر,كلما كانت الكذبة كبيرة,ارتفعت امكانية تصديقها,لذلك فهي تتعمد دفع وسائل الاعلام لتغليب وجهة النظرالتي تؤشر الى استبعاد احتمال الحرب

والحقيقة باني على قناعة تامة بأن قرار الحرب قد اتخذ,وأن كل تلك الاراء لاتتعدى عملية تخدير وخداع للعدو من اجل مباغتته,أو لرفع العتب امام الرأي العام العالمي المعارض للخطط الامريكية,حيث سيزعم ترامب,وحكومته بانهم حاولوا اجتناب الحرب,لكن ايران رفضت كل الوسائل والطرق والمحاولات التي بذلتها امريكا, وبذلك هم الذين اختاروا الحرب

ان هناك الف علامة ودليل على ان قرار الحرب كان قد اتخذ قبل فترة طويلة,وان الاستعدادات الان تجري على قدم وساق,ولم يبقى الا تحديد ساعة الصفر,لتبدأ امريكا اكبر واشرس حرب عرفها العالم منذ انتهاء الحرب الكونية الثانية

هناك عدة دلائل,ومؤشرات تؤكد أن الضربة الامريكية,اكيدة,بل و قريبة جدا,منها
اولا:- من سابع المستحيلات ان تكون كل تلك القوات الامريكية التي زجت في المنطقة,قد جائت من اجل الضغط والتهديد والحرب النفسية,وانها في النهاية سوف تعود بخفي حنين,فالمصاريف التي دفعت يجب ان تعاد باضعاف مضاعفة,وذلك لن يتم الا بتنفيذ حرب شاملة ,تؤدي الى اخراج ايران نهائيا من معادلة القوى في المنطقة وتبعد الى الابد امكانية تهديد ها لدول الجوار العربي ,وذلك ماسوف يحدث بكل تأكيد واستنادا الى حسابات المنطق وواقع الحال وميزان القوى
ثانيا:-ان الاجواء اليوم تشبه بالضبط تلك التي تابعها العالم قبيل الغزوالامريكي للعراق,عندماعرض وزير خارجية امريكا كولن باول صورا زعم انها لاسلحة دمار شامل يخزنها النظام العراقي,واليوم تعرض الخارجية الامريكية صورا لما تزعم انه معسكرات,داخل وخارج ايران لميليشيات تجمعهاوتدربها قيادة الحرس الثوري ,من اجل التصدي للقوات االامريكية,ـأو حلفائها و زعزعة الامن في المنطقة,وذلك معناه ان الامريكان يعدون العدة ويجمعون الاسباب التي ستبرر لهم الحرب,بدئا بشن حملة قصف جوي ضد تلك المعسكرات لاستفزاز الجيش الايراني,والذي من المفترض ان يقوم بالرد,فتبدأ الحرب الشاملة
ثالثا:-ان امريكا لن تشن حربا برية في الاراضي الايرانية,لانها لاتنوي احتلالها,وليس لها مطامع في اراضيها وثرواتها ,لعدم وجود فائض نقدي فيها,كما هو في باقي دول الخليج العربية,كل اهداف امريكا من الحرب هو ابعاد الايرانيين عن مناطق النفوذ الامريكية,ومنافستهم على ثروات الجيران

رابعا:- الزعم بأن امريكا لن تقدم على ضرب ايران كي لاتقوم الثانية بالرد بقصف مشاريع تحلية المياه وتصيب الحياة العامة باضرار فادحة,ذلك الامر لاتحسب له الادارةالامريكية اي حساب,لاعتبارات كثيرة,اهمها انها نصبت في المنطقة منظومة كاملة لصواريخ باتريوت ,والتي هي كفيلة بردع الصواريخ الايرانية البدائية نسبة الى تلك الامريكية,وحتى لو نجحت في التسبب باضرار للحلفاء الخليجيين ,فان ليس له اية اهمية استثنائية لدى الامريكان,لانه في حقيقة الامر هم لايفرقون بين الايرانيين والعرب ,فهي تكره وتحتقرالطرفين,لكن الفرق ان العرب يدفعون المال,والايرانيون يحاولون منافسة الامريكان على الفريسة,لذلك يجب معاقبتهم لابعادهم عن المنطقة

لكن ان اصاب الضرر اسرائيل(رغم ضئالة هذا الاحتمال)فان رد امريكا واسرائيل سيكون كارثيا,ويجب ان لاننسى ان الجيش الوحيد الذي استطاع الحاق الضرر بالامريكان ,وهو الياباني والذي دمر طيرانه ميناء بيرل هاربر الامريكي,وسرعان مانغذت القيادة الامريكية انتقاما بشعا جدا,حيث قامت بالقاء اول قنبلة ذرية في العالم على هيروشيما ,وعندما رفض اليابانيون الاستسلام القواقنبلة ثانيةعلى نغازاكي,واجبروهم على الاستسلام

خامسا:-عند زيارته الخاطفة للعراق,اعلن وزير الخارجية الامريكية بومبيو,انه حذرالحكومة العراقية من خطورة احتمال قيام الميليشيات العراقية الموالية لايران بالتعرض الى القوات الامريكية المتواجدة في العراق,أو حلفائها,وان حصل اي اعتداء من قبلهم فان امريكا سترد بضرب العمق الايراني,أي ان اللعبة لايمكن ان تستمر,حيث تعودت ايران على شن حروبها بالوكالة,عن طريق عملائها الموزعين خارج حدودها,ذلك معناه ان امريكا تهيئ الامر لخلق سبب,ربما عن طريق تكليف احد عملائها للتحرش بالقوات الامريكية او حتى الحليفة,لتبررعملية توجيه ضربة مؤلمة للداخل الايراني
وماالاخبار التي سمعناها عن تعرض سفن اماراتية للتخريب في الخليج,الا كمقدمة لتهيئة الرأي العام ,لتفهم قيام الامريكان بتنفيذ مخططاتهم
انا اعتقد ان القضية مفتعلة,ولايمكن للنظام الايراني المغامرة بذلك الشكل من التحدي,حيث في حقيقة امر ومن خلال تجربتنا بتنا متأكدين من تصريحات الايرانيين وخطابهم السياسي المتحدي ,لاوزن لها,حيث ان اسرائيل ضربت القوات الايرانية في سوريا اكثر من 250 مرة دون اي رد عملي,اللهم الا التهديد والوعيد والادانة,تلك هي حقيقة القوة الايرانية

سادسا:- من يتصور ان روسيا والصين يمكن ان يقفوا مع ايران,فهو واهم تماما,وفالروس اليوم هم اكثر الاطراف رغبة بابعاد الايرانيين عن الساحة السورية,بعد ان ساعدوهم في السيطرة على سوريا,واصبح لاحاجة لهم:كما انهم والامريكان مع الصين متعاونون وكل سيحصل على نصيبه من الغنيمة,هم مختلفون في الظاهر ومتفقون في الباطن,لذلك ارى

اانه لارادع ولا مانع يمكن ان يوقف الامريكان عن تحقيق هدفهم,بمنع ايران من التحرك خارج حدودها,وذلك يعني انها يجب ان توافق على الشروط والاملائات الامريكية,أو تجبر بالقوة على فعل ذلك,وهو ماسوف يحدث بكل تأكيد
هذا ان اعتمدنا حسابات ومقاييس العقل والمنطق,وميزان القوى على الارض,الا اذا تدخلت العناية الالهية,انذاك تسقط كل الحسابات,وتعلو كلمة الله
تمنياتي ودعائي الصادق ان يجنب الله المنطقة اية حرب,لان الضحايا سيكون معظمهم من المدنيين الابرياء

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here