خطر عودة (الدولة) المارقة داعش !

[email protected]
في وقت تتصاعد فيه حدة الخلاف الأميركي ـ الإيراني و يتصاعد قلق العراقيين على احتمالات ان تكون بلادهم ساحة للصراع بينهما بحرب مدمرة جديدة، اضافة الى انواع المعاناة التي يعيشها ابناؤها . . . يلاحظ مراقبون تحرّكات داخلية متنوعة تسير على خطى ذلك الخلاف او مستفيدة منه، في زمن تتداخل فيه المصالح و يتسارع الانتقال من صف الى صف رغم البرامج و الرايات المرفوعة، لتحقيق اعلى الارباح الانانية الضيقة، دون الاهتمام بمصالح و مصير البلاد.

في متاهات المصالح الانانية لدول و قوى عظمى و لدول الجوار و التي تتفجّر كل حين بمسميات جديدة، من مصالح الاستحواذ او السيطرة على ثروات البلاد الخيالية او على المكامن الهائلة للغاز في شواطئ البحر المتوسط، تأمين طريق الى البحر المتوسط، و الى الاستحواذ على البلاد او على اجزاء منها، موظفة المحاصصة الطائفية و العرقية التي ابتليت بها البلاد لتحقيق ذلك و لو على مراحل.

و فيما يحذّر برلمانيون و مراقبون مستقلون من ان تدهور الأوضاع في محافظة نينوى بسبب المساومات السياسية التي جرت وتجري لعقد صفقات مشبوهة لاختيار محافظ جديد والهيمنة على القرار الإداري والمحلي، بعيدا عن الإرادة الحقيقية لأهلها بالعيش بسلام و اعادة بناء المحافظة التي دمّرتها داعش الارهابية الدموية . . عبر تغيير جذري و معاقبة و محاسبة من مهّدوا الطريق لدولة داعش المنهارة.

يحذّر آخرون من ان ما يجري الآن في نينوى لن يكون تاثيره منحصرا فيها بل سيتعداها الى غيرها من محافظات العراق، و يؤكّدون على الإسراع في الحفاظ عليها من عودة (دولة) داعش الإرهابية بمسمى جديد لها، مستغلة تلك الصفقات المشبوهة التي حُيكت وتُحاك في الظلام، في وقت كان من المفروض فيه حل مجلس المحافظة من قبل مجلس النواب و ايداعه لثقات يمثلون كل اطياف نينوى، كحل مؤقت لحين اجراء انتخابات مجالس المحافظات القادمة، لقطع الطريق على هذه الشبهات والصفقات الفاسدة . .

و تحذّر و تشير صحف و وكالات انباء دولية و اقليمية، من نشاط متزايد لأثرياء حروب و لجهاديين اسلاميين موصليين ممن مهّدوا الطريق لظهور (دولة داعش)، الذين ابتدأ نشاطهم منذ سقوط داعش مؤخراً في الرقة، لتنظيم و ترتيب ظهور جديد لها في الموصل، موظفين لذلك كل التباطؤ و الخلافات و المساومات و الفساد المهيمن فيها بعد الاعلان عن سقوط (دولة داعش) عسكرياً.

و يشيرون الى ان نشاط داعش الجديد ابتدأ منذ خسارات داعش في سوريا، في : الموصل، تلعفر، خانقين، تكريت و الآنبار . . و يحذّرون من ظهور ميليشيا جديدة في اطراف الموصل بإسم (الحشد السنيّ)، التي هي اصلاً ميليشيا (الحشد الوطني) التي انشأها المحافظ السابق لنينوى (اثيل النجيفي) لـ (مواجهة داعش) ثم بإسم (حرّاس الموصل) بتمويل الحكومة في بغداد على ذلك الاساس، و قد نظّمتها و درّبتها وحدات تركية خاصة تعود للرئيس أردوغان في بعشيقة التي احتلتها

القوات التركية . . حتى صار عددها بحدود 10 آلاف فرد، و صارت ميليشيا بقيادة عبد الله النجيفي، ساعدت على تقدم و اقامة دولة داعش الارهابية في الموصل، بدلاً من مقاومتها .

و فيما يتساءل كثيرون، من و لماذا يتشكّل (الحشد السنيّ) الآن ؟؟ تنشر صحف و مواقع تركية و دولية، ان الرئيس اردوغان يسعى بخطة لإثارة الاوضاع و اذكاء صدامات مسلحة في : الموصل، كركوك و شنكال (باعتبارها جزء من الامبراطورية العثمانية التي ورثها على حد وصف وسائل الاعلام تلك)، لأجل الهيمنة عليها بأداة (الحشد السني) المدعوم منه، او بداعش الجديدة التي تنشط مجدداً، بقيام مجموعات صغيرة منها بمهاجمة قرى و قتل مدنيين في مناطق الايزيدية و في اطراف كركوك نزولاً الى خانقين، اضافة لتحشداتهم في مخمور.

و ترد اسماء لناشطين في تلك الخطة وفق نشاطات لهم منذ مطلع العام الحالي، كـ : طارق الهاشمي رئيس الحزب الاسلامي العراقي، اثيل النجيفي محافظ نينوى السابق و ابنه عبد الله . . اضافة لعدد من الأعضاء في مجلس المحافظة القائم الآن. و تجري مساعي سريعة لضم اطراف (سنيّة و شيعية) اخرى في عموم البلاد ممن تبحث عن دعم لها، وسط اجواء عدم الاستقرار و التداخل و الانتقال السريع في المواقع للحفاظ على المصالح الضيقة و ليس البرامج، في اجواء تصاعد التهديدات المتبادلة الأميركية ـ الإيرانية و دخول الجانب التركي على الاوضاع و توظيفها، في وقت قد لاتستطيع الحكومة العراقية فيه ان تحقق حيادها رغم دعوتها له.

و يرى خبراء، ان الأمور الجارية اعلاه ان تواصلت و تصاعدت، دون الإنتباه لأهمية مصالح و حقوق الجماهير العراقية باطيافها بالخبز و الحرية و الماء و الكهرباء و حقوقهم بدولتهم، فإن البلاد قد تُقبل على احتلال اميركي تحالفي دولي جديد، وفق الاتفاقيات العسكرية و الامنية بين الولايات المتحدة و التحالف الدولي و العراق، اضافة الى الاتفاقيات الدولية في محاربة الإرهاب، خاصة و ان بلادنا و بتضحيات كبيرة نجحت في تركيع و تحطيم (دولة داعش) المارقة، عسكرياً . .

15 / 5 / 2019 ، مهند البراك

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here