العرب والتميز المذهبي والقومي،

نعيم الهاشمي الخفاجي
امتاز العرب بعدم قدرتهم على حكم انفسهم بطريقة محترمة، وياويل القوميات والمذاهب والاديان سواء كانوا اقليات او اكثريات من سطوة واجرام الحاكم العربي سليل سلف متمرس في القتل والاضطهاد، لو اجرينا دراسة تاريخية منذ ان سلم الخليفة العباس بغداد للتتار والذي كانوا يعينون ويعزلون خلفاءبني العباس فترة ١٢٠سنة قبل اتخاذهم قرار اقتحام بغداد وانهاء الخلافة العباسية، ومنذ يوم سقوط بغداد في ايادي التتار وليوم دخول الانكيليز والفرنسيين بالحرب العالمية الاولى للدول العربية كان العرب محكومون من الاتراك والفرس، ومنذ استقلال الدول العربية بعد الحرب العالمية الاولى اي منذ عام ١٩٢١ استقلال العراق وبعد مضي مايقارب قرن من الزمان وحروبنا الداخلية الداخلية والتي هي لاسباب قومية ومذهبية في اشكال مختلفة كلفتنا ملايين القتلى، وبددت ثرواتنا البترولية وذهبت هبائا، وتعرض شعب العراق لاقسى انواع العذاب والظلم والاذلال، الخلل ليس بالشعب وانما بالساسة وقادة المكونات،

يعتبر التمييز الديني المذهبي من أخطر أنواع التمييز وأشدها ايلاما على الإنسان وعلى المجتمع معا؛ وذلك لأن الدين هو رابط الانسان مع ربه، وخاصة اذا كان المضطهد يلتقي معك في دين الاسلام ويخالفك في المذهب، ويترك تأثير كبير في شخصية الإنسان المتدين والغير متدين، لكن المتدين يكون شعوره بمرارة الظلم والألم، انا عشت هذه التميز عندما شائت الاقدار ان يأتني حظي العاثر واقع بضيافة السعودية عام ١٩٩١ وقضيت اربع سنوات شاهدت مالم يشاهده الاخرون من ظلم، الانسان الحليم وصاحب الكرامة لايهمه وجود الطعام والشراب وانما اهم شيء عنده هي حفظ كرامته، مرت ليالي وانا لم انام بسبب كلمة او نظرة ازدراء صدرة تجاهي من قبل السجان الوهابي، لان التمييز الديني أو التعصب الديني هو ينطلق من منطلق مذهبي كان السجانين وبالذات المطاوعة اصحاب اللحى القذرة ينظرون لنا بحقد وكراهية أو ازدراء، والإساءة للمعتقل الشيعي والاعتداء على حقوقه الإنسانية.

والامم المتحدة قد حددت التعصب وهو التمييز على أساس الدين أو المعتقد وثبت ذلك في إعلان الأمم المتحدة بشأن التعصب الديني في عام 1981، (أي ميز أو استثناء أو تقييد أو تفضيل يقوم على أساس الدين أو المعتقد ويكون غرضه أو أثره تعطيل أو انتقاص الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها على أساس من المساواة).

إن التمييز الديني المذهبي الذي يتبناه الوهابيين هو التفريق في المعاملة بين السجين او المعتقل الشيعي والسني، وفي بلدهم التميز مع المواطن في حالة عدم قتله يعتبرونه مواطن درجه عاشرة، الشعوب المتحضرة مثل الهند جعلت من تعدد الديانات والمذاهب والقوميات عامل وحدة للدولة الهندية، الدستور الهندي ضمن حقوق ٥٠٠ اثنية وقومية ولغة ضمن دولة الهند من خلال تطبيق نظام الاقاليم والفدراليات، بينما العرب يضطهدون القوميات والاقليات بقوة السيف والقهر، العراق رسم حدوده المحتلين، تم دمج ثلاث مكونات مختلفة مع بعض وانتج لنا دولة فاشلة وانجب لنا انظمة دكتاتورية تستأصل كل من يخالف الحاكم مذهبيا وقوميا، وكذلك الحال بدول الخليج والشام، النموذج السوري حاول الفرنسيين اقناع العلويين والدروز والمسيح في اقامة دولة لهم تضم الساحل ودمشق وحلب واجزاء من حمص وحماة، لكن صالح العلي زعيم العلويين والسلطان الاطرش زعيم الدروز رفضوا ذلك وارادوا سوريا الموحدة ولننظر ماحدث في الربيع العربي حيث ابيد العلويين والدروز والمسيح وبعيت نسائهم، في الخليج هناك دول تدين بالوهابية يقربون التايلندي ويضطهدون مواطنهم الشيعي، تعرضت مساجد للشيعة لعمليات انتحارية بسبب مناهج التدريس وخطاب الكراهية الذي تتبناه اجهزة اعلام الدولة، بعد تفجيرات القطيف احد شيوخ القبائل قال من سقطوا شهداء تعرض لحملة من قنوات تلفيزيونية للدولة الحاكمة قالوا له قل من سقطوا ضحايا وليس شهداء لان القتلى ليسوا مسلمين وانما شيعة روافض،
المذهب الوهابي الحاكم يؤمنون بدين يكفر الشيعة ويعتبرون معتقدات الاخرين شركية، البعثيين حكموا العراق بالحديد والنار، قتلوا الاكراد بسبب قوميتهم وقتلوا الشيعة بسبب مذهبهم الشيعي،
للاسف بالدول العربية هناك تمييز تمارسه المذاهب والطوائف المسلمة بحق بعضها البعض كتكفيرهم للشيعة. ومثل هذا التمييز العقدي والفكري من داخل العقيدة والديانة الوهابية مع المذاهب السنية الغير وهابية، ونحمد الله ونشكره قد شهد العالم العربي انتهاكات صارخة بحقوق وحريات المجموعات المذهبية وصلت إلى درجة التنكيل والتعذيب والقتل، بل الإبادة الجماعية مثل ممارسة التنظيمات الإرهابية الوهابية التي تنتمي إجمالا للمذهب السني ضد أتباع المذهب الشيعي في العراق وسوريا وأفغانستان وباكستان ونيجيريا وغيرها.
حماية الحريات الدينية بالدول العربية باتت قضية ملحة في السنوات الأخيرة، نظرا لأن السبب الرئيسي للكثير من النزاعات المأساوية في أنحاء متفرقة من العالم يعود إلى عدم التسامح والاضطهاد الديني، وما يتصل بذلك من تعصب عرقي وعنصرية وكراهية فئات محددة من الناس.
العنصرية موجودة بالدول الاوروبية ضد المسلمين بسبب جرائم التيارات الوهابية بحق المواطنيين الاوروبيين من خلال عمليات الطعن والدهس والضرب بالسيف ….الخ لكن هناك دساتير حاكمة لايمكن مقارنتها بما يحدث في البلدان العربية، الامم المتحدة عملت على
مكافحة التعصب والتمييز الديني واعتبرت ذلك واحدة من أهم أولويات النظام الدولي لحقوق الإنسان، منذ بدايات تأسيس الأمم المتحدة. وكان من نتائج أعمالها صدور إعلان الأمم المتحدة بشأن التعصب الديني في عام 1981، الذي نص على أن:

1- لكل إنسان الحق في حرية التفكير والوجدان والدين. ويشمل هذا الحق حرية الإيمان بدين أو بأي معتقد يختاره، وحرية إظهار دينه أو معتقده عن طريق العبادة وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، سواء بمفرده أو مع جماعة، وجهرا أو سرا.

2- لا يجوز إخضاع حرية المرء في إظهار دينه أو معتقداته إلا لما قد يفرضه القانون من حدود تكون ضرورية لحماية الأمن العام أو النظام العام أو الصحة العامة أو الأخلاق العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم الأساسية.

3- لا يجوز تعريض أحد للتمييز من قبل أية دولة أو مؤسسة أو مجموعة أشخاص أو شخص على أساس الدين أو غيره من المعتقدات.

4- يشكل التمييز بين البشر على أساس الدين أو المعتقد إهانة للكرامة الإنسانية وإنكارا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويجب أن يشجب بوصفه انتهاكا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي نادى بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والواردة بالتفصيل في العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان، وبوصفه عقبة في وجه قيام علاقات ودية وسلمية بين الأمم.

وبالرغم من هذه الخطوات الإيجابية، فإن التعصب والتمييز الديني لا يزالان يتطوران من سيئ إلى أسوأ في جميع أنحاء العالم تقريباً؛ ففي عام 2012، وصلت الأعمال العدائية الاجتماعية المتعلقة بالدين ذروة جديدة، حيث كانت مستويات التعصب “مرتفعة” أو “مرتفعة جداً” لدى 33 بالمائة من الدول في جميع أنحاء العالم، بعد أن كانت لدى 20 بالمائة فقط من الدول في عام 2006/2007.

وفي سبيل منع التمييز الديني والمذهبي، والحد من انتهاكات حقوق الإنسان القائمة على أساس ديني أو مذهبي، فمن المهم تفعيل خطة قرار رقم 16/18الصادر عن مجلس حقوق الإنسان، والتي تضمن القيام بما يلي:

1‌. خلق شبكات تعاونية لبناء التفاهم المتبادل وتعزيز الحوار والحفز على العمل البناء في مجالات مختلفة؛

2. إنشاء آلية داخل الحكومات لتحديد مجالات التوتر المحتملة بين أفراد الطوائف الدينية المختلفة ومعالجتها والمساعدة في منع نشوب النزاعات والوساطة؛

3. ‌تدريب الموظفين الحكوميين على استراتيجيات التوعية الفعالة؛

4. ‌تشجيع الجهود التي يبذلها الزعماء داخل طوائفهم لمناقشة أسباب التمييز ووضع استراتيجيات لمواجهة هذه الأسباب؛

5. ‌المجاهرة برفض التعصب، بما في ذلك الدعوة إلى الكراهية الدينية التي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف؛

6. ‌اعتماد تدابير لتجريم التحريض على العنف الوشيك على أساس الدين أو المعتقد؛

7. ‌مكافحة تشويه صورة الناس ووضعهم في قوالب نمطية دينية سلبية والتحريض على الكراهية الدينية بوسائل منها التثقيف وإذكاء الوعي؛

8. ‌التسليم بأن مناقشة الأفكار مناقشة صريحة وبنّاءة وفي جو من الاحترام تلعب دوراً إيجابياً في مكافحة الكراهية الدينية والتحريض والعنف الدينيين.

في الختام نحن كمكون شيعي عراقي كل الذي جرى علينا من قتل واذلال واضطهاد وتهجير يتحمل مسؤوليتها ساسة شيعة العراق ومرجعياتهم الذين وقفوا ضد حكم انفسهم، الذي رفض ان يكون ملك العراق السيد نور الياسري هم مرجعيات الشيعة وقبلوا في استيراد ملك عميل للمحتل الانكيليزي وهو فيصل نجل الكسيف الشريف علي بن الحسين الذي تآمر مع الانكيليز والفرنسيين لاحتلال البلدان العربية واسقاط الدولة العثمانية، واغرب نكته مرجعيات الشيعة قبلت بقدوم ملك حجازي واصروا فتاوي بتحريم كل شيعي يدخل للحكومة والجيش، سقط النظام الملكي وجاء عبدالكريم قاسم المتشيع لاخواله عشيرة خفاجة وانا احد ابنائهم، عبدالكريم قاسم قرب الشيعة ووقف ضده مراجع الشيعة واسقطوه، بل السفير البريطاني بلية الانقلاب على عبدالكريم قاسم كان عند مهدي الخالصي هههههههه والنتيجة وصلوا البعثيين اول خطوة فبركوا مسرحية في استهداف مرجع الشيعة الاعلى محسن الحكيم من خلال اتهام نجله سيد مهدي انه جاسوس صهيوني، وبدأ طياح الحظ والقتل والتهجير ووصل صدام للحكم واذاقنا كأس المرارة قتل واعدم الملايين وهجر مئات الاف الشيعة بحجج واهية، بقمع الانتفاضة قام صدام في القاء القبض على مرجع الشيعة بالعالم السيد الخوئي رض وجاء به مخفورا لمجلس صدام واستقبله في اسلوب تهكمي، واغتال نجله واغتال مراجع كبار منهم الغروي والسيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله، صدام استعبد شيعة العراق، وبفضل جهود الشرفاء من الشيعة مثل احمد الجلبي وبحر العلوم ومجيد الخوئي وقادة الحزبين الكرديين طالباني وبارزاني تم اسقاط صدام، النتيجة تسلل حثالات الشيعة ووصلوا للكرسي تنصلوا عن تفاهمات المعارضة العراقية السابقة، وكرروا اخطاء النظام السابق، رفض ساسة الشيعة ومراجعهم من الاستفادة من فرصة اسقاط امريكا لصدام ويفترض عليهم اقامة اقليم وسط وجنوب ليكون صمام امان لعدم عودة ضباع فلول البعث للحكم، شاهدنا العجب العجاب، سقط ٢ مليون شيعي بنيران الارهاب ولم نسمع ان مرجع شيعي او شيخ قبيلة شيعي او قادة احزاب شيعة طالبوا في اعدام الارهابيين الذباحين، قضية التطرف والتعصب باقي في الدول العربية لاننا شعوب غير مؤهلين لحكم انفسنا، لننظر ايران تبنت قضايا العرب على حساب الدم الشيعي وبالغت في رفع شعارات الموت لامريكا والصهيونية وبدون اي مبرر، يوجد للفلسطينيين حكومة وشعب قبل بالحلول السلمية مع بني عمومتهم اليهود، العرب هم الاولى بتحرير فلسطينهم وقدسهم، عندما اسقط الامريكان صدام عقدت الاحزاب العربية القومية والاسلامية اجتماع في عمان بشهر حزيران عام 2003 محمد عاكف مرشد الاخوان قال يجب علينا ان نورط الشيعة لمقاتلة الامريكان حتى نقض عليهم، وللاسف جندوا ادواتهم بساحتنا الشيعة امثال جواد الخالصي وصاحب العمامة القذرة احمد البغدادي الاحمق الارعن وووو….الخ كل مظالم شيعة العراق يتحملها قادتهم الدينيون والسياسيون نحن ناضلنا واسقطنا صدام وللاسف من تصدر قيادة المشهد السياسي الشيعي العراقي هم اراذلنا.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here