هل سترضخ إيران لإرادة ترامب؟

أثير الشرع

رغم التداعيات الأخيرة والتصعيد الإعلامي الخطير، عن إحتمالية نشوب حرب في الخليج؛ لكننا على ثقة تامة بأن أي حرب بمعنى الحرب سوف لن تحصل قريباً؛ ربما سيحاول من يريد تأجيج الموقف ونقصد هنا الولايات المتحدة، التأجيج فعلاً عبر وكلائهم في المنطقة، وسيحصل كما حصل في ميناء الفجيرة، حتى إشعارٍ آخر!

“يجب أن ترضخ إيران” ! هذا هو شعار الولايات المتحدة وحلفائها، فمنذ إيقاد شرارة الثورة الإسلامية في إيران وإسقاط نظام الشاه، تحاول الولايات المتحدة كبح جماح هذه الثورة بجميع الوسائل؛ دون فائدة.

فمنذ عام 1979 حاولت الولايات المتحدة إعادة الثوريون الى أدراجهم؛ عبر حرب الثمان سنوات وإعطاء الضوء الأخضر للطاغية صدام، بعرقلة مسيرة الثورة؛ لكن الثورة الإسلامية تمددت وخاب سعيهم؛ والآن يحاول الرئيس الأمريكي ذا الرقم “45” إكمال مسيرة أسلافه، وتنفيذ مخطط الهيمنة على المنطقة وإجبار إيران العنيدة وثورتها للرضوخ لمطالب ترامب وحلفائه، لكن أهواء ترامب لا يمكن تنفيذها بالتهديد والوعيد وفرض الإرادة؛ لأن القوة الآن لا تمتلكها الولايات المتحدة لوحدها، بل لدى إيران قوة فولاذية تجعل ترامب يعيد التفكير آلاف المرات؛ كي لايقع في مستنقع إيران وأذرعها الممتدة.

يبدو إن طرفا النزاع ” أمريكا وإيران” قررا الذهاب نحو إخماد التصعيد، وسنرى قادم الأسابيع بأنهما طرفي مباحثات طويلة بتدخل طرف ثالث، لكننا نعتقد بأن إيران لن ترضخ لمطالب الولايات المتحدة خلال المباحثات؛ التي نعتبرها الفرصة الأخيرة قبل أن نحكم على إحتمالية نشوب حرب طاحنة تأكل نيرانها الأخضر واليابس، ولن تنجو من الضربات أي دولة في المنطقة؛ فالقوة المتكافئة تجعلنا نؤمن بأن الحرب لو وقعت “لاسمح الله” سوف لن تكون قصيرة الأمد؛ لأننا هنا نرى بأرجحية إيران؛ بسبب العلاقة الوطيدة بين شعب إيران وقيادته، ورفضه الهيمنة الأمريكية، وسياسة فرض الإرادات.

وفي حال تم الإتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، (وهذا مُستبعد)؛ فأن المنطقة ذاهبة الى نمو وإزدهار إقتصادي كبير، والعكس تماماً هو ما سيحصل ربما!؛ لكن ليس على جميع دول المنطقة؛ بفعل سياسة الولايات المتحدة وإرادتها للهيمنة على العالم وخيراته؛ ولحماية الكيان الصهيوني الغاصب، إذن جميع الأطراف يبدو إنها ذاهبة الى سلسلة من المباحثات التي ستطول أشهراً عدة، وربما ستتأجج المواقف وستتصاعد الأزمات قبيل الإنتخابات الأمريكية المقبلة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here