الصبر الإيراني يكسر الحلم الصهيوني الاميكي

هاشم الطباطبائي

إن العقيدة التي قامت عليها النظام الإسلامي منذ الثورة الإسلامية وانتصارها بقيادة الإمام الخميني الخالد ( قدس سره الشريف). لم تترك باباً للحوار مع الولايات المتحدة وسمتها منذ اللحظه الاولى بالشيطان الاكبرولأنها تعلم بأن سياستها هي إخضاع الدول إلى هيمنتها بما تخدم بالنتيجة مصلحة إسرائيل.. لأن الجمهورية المنتصرة منذ اليوم الأول تعتبر إسرائيل عدواً لدوداً وكيانها هي غدة سرطانية في جسم الامه لابد من ازالتها وكانت الحالة متوترة طوال هذه السنين الطويلة ولحين مجيء الكابوي الأمريكي المتغطرس رونالد ترامب الذي أبدى حملته الانتخابية وإهتماماته بإرضاخ الدول وثرواتها الى أمريكا وهذا ما حصل عليها من دول الخليج كالسعودية..
أول عمل قام به هذا الكابوي هو انسحابه من معاهدة 8/آيار/2018 أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من الاتفاق النووي مع ايران واستعادت جميع العقوبات ضدها بما في ذلك العقوبات الثانوية أي ضد الدول الأخرى التي تتعامل مع إيران وأعلنت واشنطن إن هدفها هو أن لا يكون هناك تصدير للنفط الإيراني والضغط على تلك الدول باتجاه الاستغناء عن شراء النفط من الجمهورية الإسلامية كما فرض الرئيس الأمريكي ترامب عقوبات اقتصادية جديده على طهران وفي مرحلتين في آب وتشرين الثاني وهذا يعني الحكم البطيء بالموت على هذا الشعب المسلم ولحين رضوخ الحكومه الايرانيه وشعبها للهيمنة الامريكية والإسرائيلية ذهب ترامب في زيادة وتيرة الضغط مع الحقد العداء تجاههم لعله يتسلل الى نفوس الإيرانيين ويقضي على مكامن الشجاعة والكرامة والشهامة فيهم ويجردهم من وطنيتهم وخلق فجوه بينهم وبين السلطة واصبح يهدد بين الحين والآخر بأنه سوف يجوع الإيرانيين ولما اصطدم بالواقع الإيراني وتعاطيه مع الواقع الجديد مما زاد من بسالتهم وشجاعتهم ووحدتهم وقوة تحملهم وصبرهم وايمانهم القوي بان هنك صراع بين الحق والباطل أذهل التفكير الأمريكي ومعه من يسعو له من ذيوله تجاه هذا الشعب الصابر وتزامنت مع تلك المقومات والمعطيات أحداث غزة الأخيرة الذي أرعب الصهاينة وتحطيم الحلم الإسرائيلي ووصول الطائرات المسيرة من المقاومة اليمنية (الحوثيون) الى داخل العمق السعودي قاطعاً 1200 كم وتصيب أهدافها بدقة ولم تنفعهم الأجهزة والتقنيات الأمريكية التي جاءت لحمايتهم وكذلك تفجيرات ميناء الفجيرة كل هذه الأحداث جعلت من الإدارة الأمريكية وبشخصها ترامب أن تتراجع من لغتها والتهديدات وإعتبرتها هذه رسائل قوة ودفاع لابد أن يستوعبوها وهنا تزايدت رسائل التفاوض لتحافظ على ماء الوجه وأعلن ترامب أنه لا حرب مع ايران بعد إن وجهوا رسائل عديدة تهديدية بإرسال 120 ألف مقاتل الى الخليج وارسال البارجات الحربية وغيرها. إن ايران وموقعها وما تمت من القوة القتالية والوسائل والتقنيات وما ترتبط بها من أذرع المقاومة في العراق وسوريا ويمن ولبنان جعلها في موقع المتصدي كل هذا مجسداً بالوعي والإيمان القوي ولاستراتيجية التي تمتلكها الجمهورية الإسلامية. وهنا نزل مستر ترامب من صهوته متخاذلاً مذعوراً ليفكر بأسلوب آخر لمحاربة ايران وهو الأسلوب الاقتصادي ولدى إيران مقومات ردع هذا الأسلوب أيضا ولذلك الانتصار النهائي لإيران وشعبه والخذلان لترامب ومن يتبعه من المأجورين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here