شاعر سعودي يقترح تعديلاً على النشيد الوطني ليواكب 2030

أكد الشاعر السعودي محمد عسيري أن العمل الوطني للشاعر الكبير إبراهيم خفاجي، كاتب كلمات النشيد الوطني السعودي، خلد سيرة عطرة على ألسن الناس وفي أفئدتهم، فالأجيال تترنّم وتزهو بكلماته كلّ صباح، ومن على كل منبر، وفي كلّ محفل، ولأنّ كل عمل وجهد من صنع البشر يظل يجتهد ويسعى إلى التكامل ودائماً ما يكون قابل للتطوير وهذه طبيعة في البشر.

وقال عسيري في حديث لـ«الحياة»: «من خلال عملي كمعلم وعبر مختلف المراحل الدراسية للبنين، إضافة لكوني شاعراً لاحَظْت أن الأداء في غالبية المدارس وفي منتخباتنا الوطنية وفي دعايات الشركات السعودية وفي المهرجانات الوطنية يؤدونه بالطريقة الخطأ وما زالوا، فالشطر الصحيح في النشيد الحالي «موطني عشت فخر المسلمين» بينما الشطر الخطأ «موطني (قد) عشت فخر المسلمين»، ولعل المجتمع السعودي يتذكر أنّ كلمات النشيد الوطني تمّ عليها التعديل في عهد الملك فهد رحمه الله حيث عدّلت «عاش الملك» إلى «عاش المليك».

وأضاف: «تجنباً لوقوع الشك نتيجة الطريقة الخطأ لتأدية النشيد، وكي لا ينمو مع السنين ويسبب عدم الثقة في مضمون كلمات نشيدنا الوطني، فقد شرحت بالتفصيل لأمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل أن كلمات النشيد الوطني جاءت بعد اللحن وليس قبل، وهذا ما يحدث فيه الخطأ غالبا، ولأنّ وطني يحمل على عاتقه رُؤى مستقبلية معطاءة الخير بمشيئة الله اقترحت حذف كلمة «عشت» فقط، ووضع بدلا عنها كلمة «أنت» ليصبح الشطر: «موطني أنت فخر المسلمين» وبالتالي سيصبح التغيير نابعا من الذات، فلن يستسيغ أحد أن يقول: «موطني قَد أنت فخر المسلمين»، لأن وطننا يستحق المباشرة في خطاب الفخر لخدمة المسلمين، ولكي تنشأ الأجيال على حفظ نشيد الوطن خالٍ من أيّ شائبة تمس شموخه ورفعته».

وأفاد عسيري أن السعودية دولة احتضنت ولم تزل جميع أبناء العالم في مدارسها وميادينها ومشاريعها منذ فجر التأسيس، «فمن الطبيعي أن تنصهر الثقافات وينتج عنها الإيجابي والسلبي ولعل وجود كلمة «قد» غير الرسمية في النشيد «موطني عشت فخر المسلمين»، أحد نتاج انصهار سلبي للثقافات الفكرية التي عاشت في وطني منذ نشأته، الّتي تجبر الأجيال على الاعتقاد أن السعودية فخر المسلمين في الماضي الذي ارتبط بتأسيس الدولة السعودية وانتهى الآن! وهذا الشك ينمو مع السنين ويسبب عدم الثقة في مضمون كلمات نشيدنا الوطني، فالسعودية تستحق أن يشار إليها بالفخر في خدمة الإسلام والمسلمين»، وبالتالي فإنه كشاعر ومعلم يشعر بما تستكبره أجيالنا، «ولديها الثقة في نشيد بلادها الرسمي، وستعمل بكل كلمة ينادي بها النشيد، وعليه يجب أن نعزز ثقة هذه الأجيال الثقة بحاضر ومستقبل وطنهم العظيم».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here