مجموعة غير معروفة تعلن مسؤوليتها عن قصف “الخضراء” انتقاماً من ترامب

أعلنت مجموعة مسلحة غير معروفة، أنها بدأت عمليات ثأر ضد القوات الأميركية بسبب إفراج الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن جندي قتل معتقلاً عراقياً بـ “العمد” قبل 11 عاماً.
المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم “وحدات الشهيد علي منصور محمد الجبوري”، أعلنت يوم أمس، على مواقع إلكترونية، مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة الخضراء وسط بغداد.
ادعت المجموعة أن الهجوم جاء كرد فعل على قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعفو عن الجندي الأميركي المتهم بقتل المعتقل العراقي علي الجبوري.
الجبوري، كان قد ألقي القبض عليه في 21 نيسان 2008 في العراق، للاشتباه بعلاقته بتنظيم القاعدة، أثناء حادثة الهجوم بقنبلة مزروعة على الطريق قتلت اثنين من أفراد مفرزة أميركية.
وقال مايكل بيهينا، وهو قائد مفرزة في الفرقة 101 المحمولة – أثناء محاكمته عام 2009 – إن الجبوري حاول انتزاع سلاحه أثناء التحقيق وإنه أطلق الرصاص عليه دفاعاً عن النفس. وأدين بيهينا، الذي عفا عنه ترامب مؤخراً، بالقتل غير العمد وحكم عليه بالسجن 25 عاماً، وخفض الحكم بعد ذلك الى 15 عاماً قبل أن يتم إطلاق سراحه في 2014 ووضعه تحت المراقبة. وقالت المجموعة المسلحة، في بيانات على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه “ضمن حملة صولة النيران لشهر رمضان، قامت مفرزة (شهب الحق) برجم مقر الإدارة الإقليمية الأميركية في المنطقة الخضراء بصاروخ كاتيوشا ضمن عمليات الرد على قرار ترامب الحاقد بإعفاء الجندي مايكل بيهينا وانتقاماً من الحكومة العراقية التي سكتت على ذلك ولم تبدِ أي ردّ فعلٍ يذكر.” في المقابل، قالت القيادة المركزية الأميركية أن الانفجار الذي حدث بالقرب من السفارة الأميركية في بغداد، يوم الأحد الفائت، لم يؤد إلى إصابة أيّ من قواتها أو قوات التحالف الدولي.
وجاء في بيان صدر عن القيادة: “نعرف عن وقوع انفجار في المنطقة الدولية (المنطقة الخضراء) بالقرب من مبنى السفارة الأميركية في بغداد في 19 أيار الجاري، ولم يؤد إلى وقوع ضحايا بين العسكريين الأميركيين أو أفراد قوات التحالف، وتجري قوات الأمن العراقية تحقيقات في ملابسات الحادث.”
وكان صاروخ نوع كاتيوشا، بحسب بيان خلية الإعلام الأمني، سقط مساء الأحد الماضي على مسافة قريبة من السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء التي تضم مقرات الرئاسة والحكومة والبرلمان والسفارات الأجنبية.
وجاء الهجوم في وقت تتصاعد فيه الحرب الكلامية بين واشنطن وطهران إثر تهديد الأخيرة بغلق مضيق هرمز في الخليج الذي يعد المنفذ الرئيس لعبور النفط من الخليج والعراق الى دول العالم.
وادعت المجموعة المسلحة “قوات الشهيد علي” بأنها لاتمثل أية جهة سواء إيران او أية أطراف أخرى.
وقالت المجموعة في بيانها: تصلنا مجموعة من الأسئلة عن طبيعة عملها وما هي ارتباطاتها. وأشارت إلى أن البعض يصرّ على “ارتباطنا بإيران نظراً لظهورنا على الساحة في هذا الوقت”. وأضافت بالقول: “إن ظهورنا هو بسبب قرار ترامب، وليس لنا ارتباط بأية جهة داخلية ولا خارجية ولا دعم.” واعتبرت المجموعة أن أية اتهامات من هذا القبيل “مضحكة وتدور ضمن الصراع الإقليمي والموالون للمحاور هنا وهناك.”
وطوّقت القوات الأمنية العراقية مكان الحادث وأجرت حملة للتفتيش في المكان المحتمل للإطلاق، وعثرت بعد أقل من ساعة على منصة بدائية الصنع لإطلاق الصواريخ، خلف الجامعة التكنولوجية في الكرادة وسط بغداد.
وكان القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد جوي هود، قال يوم الأحد- قبل ساعات من الحادث- إن الولايات المتحدة ملتزمة “باتفاقية الإطار الستراتيجي، بما في ذلك حظر استخدام الأراضي العراقية لمهاجمة أي بلد آخر.”
وترجّح مصادر (المدى) الأمنية أن تكون المجموعة التي أعلنت مسؤوليتها عن الحاث “غير حقيقية” وأنها غطاء لجهات أخرى تستهدف المصالح الأميركية في العراق.
وقال ماثيو تولر، السفير الأميركي الجديد في بغداد، بعد تصويت مجلس الشيوخ على اختياره يوم الجمعة الماضي، إنه “يتعين أن نستمر بعملنا في حماية العراق من التدخلات الخارجية ومن تهديدات إيران.” وأضاف أن العراق على مقربة من أن يصبح “حطب الحرب بين أميركا وإيران.”
وكان سعيد الجياشي، الذي وصفته وسائل إعلام غربية بأنه عضو بارز في مجلس الأمن الوطني العراقي، قد قال: “كانت هناك خلال اليومين الماضيين اجتماعات متواصلة مع جميع الفصائل المسلحة لننقل لهم رسالة الحكومة العراقية التي تقول إن كل من يتخذ فعلاً معيناً فسيكون ذلك على مسؤوليته وليس مسؤولية العراق.” وأضاف الجياشي في قوله: “الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية المصالح الأميركية في العراق، سنكون عدواً لكل من يفعل شيئاً ضد المصالح الأميركية.”
وخلال الأسبوعين الماضيين كانت إدارة ترامب قد ذكرت، وبشكل متكرر وعلني، أن إيران والفصائل المتحالفة معها يخططون لضرب القوات الأميركية في المنطقة وأن هذا التهديد قد ازداد حدة مؤخراً.
ورداً على ذلك، أرسلت الإدارة الأميركية حاملة طائرات وقاصفات بعيدة المدى مع بطارية مضادة للصواريخ الى منطقة الخليج مع خطط محدثة للحرب مع إيران.
ويوم الأربعاء الماضي، وجّهت وزارة الخارجية الأميركية أوامر لمنتسبيها غير الأساسيين في العراق بمغادرة البلاد فوراً.
وقالت مجموعة “الشهيد علي” إنها كانت قد استهدفت في نهاية نيسان الماضي، معسكر التاجي في بغداد، وتسببت بإيقاف التحالف الدولي لعمليات تدريب القوات العراقية.

مواقف…
في المقابل، كان لافتاً موقف القوى السياسية، خاصة تلك المقرّبة من الحشد الشعبي والمعروفة بعدائها للقوات الأميركية، في رفض قصف المنطقة الخضراء، ومحذرة من إشعال فتيل الحرب.
وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن أي طرف يزجّ العراق في الحرب ويجعله ساحة للمعركة سيكون عدواً للشعب العراقي.
وأضاف الصدر في تغريدة على تويتر:”لست مع الحرب بين إيران وأميركا، ولست مع زجّ العراق في هذه الحرب وجعله ساحة للصراع الإيراني الأميركي.”
وأضاف: “نحن بحاجة الى وقفة جادة مع كبار القوم لإبعاد العراق عن الحرب الضروس التي ستأكل الأخضر واليابس وتجعله ركاماً.”
في جانب آخر، دعا أمين عام منظمة بدر ورئيس تحالف الفتح، هادي العامري، العراقيين الى أن لا يكونوا ناراً للحرب بين إيران وأميركا.
وقال العامري، في بيان، إن “المسؤولية الوطنية والدينية والتاريخية تحتّم على الجميع إبعاد شبح الحرب عن العراق أولاً وعن كل المنطقة ثانياً، لأن الحرب إذا اشتعلت، لا سمح الله، سوف تحرق الجميع.”
وأضاف أن “كل من يحاول إشعال فتيل الحرب انطلاقاً من العراق فهو إما جاهل او مدسوس، لأن كلّ أطراف الحرب لا تريد الحرب، فلا الجمهورية الإسلامية تريد الحرب ولا الولايات المتحدة تريدها .”
بدوره، قال زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي في تغريدة على (تويتر) إن “الحرب المفترضة ليست من مصلحة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا الولايات المتحدة الأميركية، إنما هي مصلحة (إسرائيلية) بامتياز ولأسباب عقائدية.”
وحذر الخزعلي من “عمليات خلط الأوراق التي يراد منها إيجاد ذرائع للحرب يراد منها الإضرار بوضع العراق السياسي والاقتصادي والأمني.”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here