وبعد عشر سنوات من افتتاح المطعم، انتقدت ماريانا أولوغلين، بصحيفة “صنداي تايمز”، طبق “تالياتيلي (شعرية إيطالية) بالكمأ” في مطعم جيمي في ويستفيلد ستارتفورد.
وقالت : “مستنقع فظيع من الصلصة المالحة، بني اللون عليه غبار نبات جوزة الطيب. وقطع صغيرة سوداء، غير مقشرة، لنبات الكمأ لا طعم لها أشبه ببراز الفئران في حساء”.
ووُضعت سلسلة المطاعم التي تحمل اسم الطاهي الشهير، مع العلامتين التجاريتين “باربيكوا” و “فيفتين”، بعد ثمانية أشهر من التعليق الناقد، تحت إدارة معنية بإجراءات الإفلاس على نحو يهدد ألف وظيفة.
وأنحى أوليفر بلائمة انهيار المطاعم على صعوبات تواجه بيئة العمل، وذلك في رسالة بريد إليكتروني أرسلها إلى العاملين صباح يوم الثلاثاء.
وعُينت مؤسسة “كيه بي إم جي” لإدارة إجراءات إفلاس سلسلة المطاعم، وأكدت من جانبها صعوبات بيئة العمل التجاري كسبب منطقي وراء الانهيار.
وقد انخفض عدد فروع سلسلة مطاعم “سترادا” الإيطالية، التي كانت منافسة في يوم من الأيام لمطاعم جيمي، إلى ثلاثة أفرع فقط، بينما اضطرت سلسلة مطاعم “كارلوتشيو” إلى إغلاق ثُلث المطاعم تقريبا بعد خسارة عشرات الملايين من الجنيهات.
ولا تعد مطاعم أخرى مثل “بايرون” لشطائر الهامبورجر وسلسلة المطاعم الفرنسية “كافيه روج” و مطعم “بريتزو” لفطائر البيتزا في حال أفضل.
بيد أن العاملين في مطاعم جيمي يساورهم الأمل في حدوث ما قد يغير من مجرى الأحداث.
وتقول لوسي، التي كانت تعمل في فرع غلاسكو لأكثر من ثلاث سنوات : “كنا نعلم أنه لم يكن جيدا كما كنا نريد”.
وأضافت لوسي، التي طلبت عدم الإفصاح عن اسمها الحقيقي : “كان من المفترض أن يعمل شريكي في وردية العمل الصباحية اليوم”.
وقالت : “أخبروه في الدقيقة الأخيرة بعدم الحضور، لأن الأقفال ستتغير”.
وأضافت : “دعونا إلى المشاركة في مكالمة هاتفية جماعية وقالوا إننا أصبحنا جميعا عمالة زائدة عن الحاجة”.
وتقول لوسي وشريكها، الذي عمل في سلسلة مطاعم جيمي لنحو خمس سنوات، إنهما يشعران بانعدام الشفافية في الشركة.
وأضافت : “كنت أتمنى ألا يقولوا لنا أن الأمر يسير على مايرام، في الوقت الذي كان يسير فيه عكس ذلك”.
مشكلات عديدة
تفسر لوسي قائلة : “أولا المطاعم كبيرة جدا”، وبسبب تقليص عدد العمالة، كانت تعتني في الأمسيات المزدحمة بما يصل إلى 11 طاولة طعام في وقت واحد، وكان يشعر المديرون والطهارة بأعباء ثقيلة أيضا”.
وتقول لوسي إن السائحين وأولئك الذين تتصادف زيارتهم بجوار المطعم أصبحوا هم الزبائن بشكل رئيسي، وتشير إلى “تراجع عدد أولئك الذين كانوا يأتون من أجل الاستمتاع بالطعام الإيطالي في مطاعم جيمي”.
وعلى الرغم من الجهود الشاقة التي بذلها فريق العمل، لم يشعر بها أولئك الذي قضوا وقتا لاستعراض تقييمات الزبائن للمطعم على هواتفهم الذكية.
وقالت لوسي : “للأسف، بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار، لم نكن في صدارة تصنيفات موقع مثل (تريب أدفايزور) السياحي”.
وأضافت : “سوق سلسلة المطاعم يموت، ثمة الكثير من الأماكن التي يمكنك الذهاب إليها في غلاسكو أرخص سعرا”.
ويوافق على ذلك كثير من الخبراء، وحجتهم في ذلك أن شركات الأسهم الخاصة سعت بسرعة إلى تحقيق أرباح على مدى سنوات على حساب تجربة الطعام.
وتقدر بيانات مؤسسة “سي جي إيه” زيادة عدد سلسلة المطاعم في بريطانيا بنحو 30 في المئة لتصل إلى 5785 مطعما في السنوات الخمس الماضية حتى مارس/ آذار 2019.
كما سجلت زيادة في التقييمات السيئة والمخاوف بشأن جودة مكونات الطعام في كثير من المطاعم، بما في ذلك سلسلة مطاعم جيمي.
ويعتقد جوناثان وودهاوس، المدير السابق لمطاعم “فيفتين” في لندن، أن الرجل الذي قاد النشاط لم يخطئ.
ويعترف وودهاوس أن المجموعة “نمت بشكل كبير وسعت إلى بذل جهود كبيرة، وكانت سمعة أوليفر سيئة في كل شيء”.
وأضاف أن الأفرع الإيطالية كانت “ناجحة” وتدار بطريقة مختلفة جدا.
ويقول وودهاوس إن عمله في مطاعم “فيفتين” كان “واحدا من أفضل الوظائف” التي عمل بها، ويضيف أن أوليفر سعى إلى بذل جهود لعمل “شيء خاص”، بفضل برنامجه.
وقال : “مؤسف أن نسمع عن انهيار المطعم”.