رصاصات الرحمة

أراد مدرس الكيمياء ان ينجح جميع طلبته فسألهم عن خصائص الماء وترك لهم اختيار احد ثلاثة الاول ان الماء عديم الرائحة والثاني الماء عديم اللون والثالث الماء لا طعم له، فأي اختيار للطلبة سيكون صحيحاً، ولو انه أراد رسوب الطلبة فانه سيخيرهم بين اجوبة خاطئة او غير مفهومة! قد يرى البعض ان هذه المقدمة غير مفهومة او لا يعطي دلالة واضحة على ماذا سيدور المقال؟ وفي الحقيقة حيرني آيات قرآنية وردت في سُوَر مختلفة عن الخمر، ومنها الآية ٤٣ من سورة النساء “لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى”، والاية ٢١٩ من سورة البقرة “يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمها اكبر من نفعهما”، والاية ٩٠ من سورة المائدة ” إنما الخمر والميسر وَالأَنصَاب والأزلام رجس من عمل الشيطان “، وفي الآية ١٥ من سورة محمد “مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين”، بالطبع هذه آيات موجودة في القرآن وبغض النظر عن تسلسلها وسبب نزولها، أَلا نفهم ان هذه الآيات تعطي معلومات مختلفة عن الخمر!؟ فيبدأ من الاجتناب الى رجس من عمل الشيطان ومن ثم لنحصل عليه انهاراً في الجنة! اختلف المفسرون لهذه الآيات ولكن الشيء الاكيد لم يحرم الاسلام الخمر في بدايات ظهوره، وحرمه بعد ان اشتد بأسه، وبما ان “الآخرة خير وأبقى” ( الآية ١٧ من سورة الأعلى ) اي اننا سنبقى في الآخرة ولدينا انهار من الخمر التي هي رجس من عمل الشيطان، وأتسائل هل الله أراد لنا النجاح ام الرسوب؟

بهاء صبيح الفيلي
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here