عبد المهدي ينقل رسائل إيرانية الى السعودية والإمارات بمعزل عن واشنطن

بغداد / محمد صباح

أفادت أوساط سياسية أن إيران كلفت رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي بلعب دور الوسيط بينها وبين السعودية والإمارات بمعزل عن الولايات المتحدة الأميركية للجلوس على طاولة المفاوضات لحل الخلافات بينهما. وفيما يسعى عبد المهدي لإشراك كل من الكويت وتركيا وسلطنة عمان في وساطته، قللت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية من إمكانية نجاح هذه الوساطة في ظل الخلافات القائمة، قائلة إن العراق غير مؤهل للوساطة.

يقول النائب عن تحالف البناء حامد الموسوي لـ(المدى) إن “الوساطة التي تقوم بها حكومة عبد المهدي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران تأتي لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة”، محذراً من “اصطفاف العراق ضد أي محور من محاور النزاع”.
وأعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، في مؤتمره الصحفي الذي عقده أول من أمس الثلاثاء، عزمه على إرسال وفود إلى طهران وواشنطن، لإنهاء التوترات المتصاعدة في المنطقة، لافتاً إلى أن المسؤولين الأميركيين والإيرانيين أكدوا لنا عدم رغبتهم في خوض الحرب.
وتسعى حكومة عادل عبد المهدي، من وراء هذه الوساطة، لإبعاد شبح الحرب التي باتت محتملة بعد تصاعد وتيرة التهديدات الأميركية لطهران والذي تزامن مع وصول حاملة طائرات وقاذفات “بي 52” إلى الخليج العربي.
ويلفت الموسوي إلى أن “الوساطة التي يقوم بها العراق ستقتصرعلى تقريب وجهات النظر بين دول الخليج وإيران باعتبار أن المشكلة محصورة بين هذه الأطراف والجهات وليست الولايات المتحدة الأميركية وطهران”.
ويكشف عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار البرلمانية أن “إيران طلبت من حكومة عادل عبد المهدي التحرك لإيصال رسالتها إلى دول الخليج بالجلوس على طاولة المفاوضات لحل الخلافات”، لافتاً إلى أن “الآثار الإيجابية لهذه الوساطة ستكون حاضرة في قمة الرياض المقبلة”.
ويعتقد الموسوي أن “العربية السعودية والإمارات هما المعنيتان بتأزيم الوضع نحو التصعيد، وبالتالي تقرر التحرك نحوهما من أجل التوصل إلى حلول لهذه الخلافات مع إيران”، كاشفاً أن “العراق يسعى إلى أشراك دولة الكويت في الوساطة التي سيقوم بها العراق بين إيران والسعودية والإمارات لتجنب الحرب.”
وأجلَت الولايات المتحدة الموظفين غير الأساسيين من بعثتها الدبلوماسية بسبب “تهديدات خطيرة” من القوات التي تدعمها إيران في العراق.
وكان رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق حاكم الزاملي قد كشف لـ(المدى) في وقت سابق أن عديد القوات الأميركية في العراق يقدر بنحو (14 ألف) مقاتل موزعين على ثماني قواعد”، مؤكداً أن الولايات المتحدة تسعى لاستخدام هذه القوات الموجودة على الأراضي العراقية في توجيه ضربات محتملة إلى إيران.
وخلال الأيام الماضية، رفض قادة الفصائل المسلحة في العراق التهديدات الأميركية لإيران، مؤكدين أن أي اعتداء من قبل الولايات المتحدة الأميركية على الجارة إيران سينعكس بشكل سلبي على الوضع الأمني داخل العراق.
وكان اجتماع الرئاسات الثلاث ورؤساء الكتل السياسية الأخير خوّل رئيس الجمهورية برهم صالح بطرح وساطة في قمة الرياض المقبلة لاحتواء المشكلة القائمة بين واشنطن وطهران لإبعاد الصدام في المنطقة.
لكن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب تقلل من “إمكانية نجاح وساطة العراق في حل المشكلة بين طهران والولايات المتحدة الأميركية”، لافتة إلى أن “الوسيط يجب أن تتوفر فيه مقومات عدة غير متوفرة في العراق”.
ويقول نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية ظافر العاني لـ(المدى): “نعم هناك جهود تقوم بها الحكومة العراقية لتجنيب المنطقة احتمالية أية ضربة عسكرية في المنطقة من خلال الدفع بمحاور ودول أخرى لها علاقة ودية بين الطرفين”، موضحاً أن “العراق يحاول إشراك الكويت وتركيا وسلطنة عمان في الوساطة”.
ويضيف: “في اعتقادي العراق لن يقوم بدور الوسيط في الأزمة الراهنة بقدر ما سيكون دوره مهدئاً للصدمات ودفع بعض الدول لتشكيل مناخ إقليمي غير مساند للحرب وداعٍ للسلم في الوقت ذاته”، منوهاً بأن “العراق غير مؤهل للوساطة”.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، يوم أمس الاربعاء، عن مغادرة الأخير بغداد متوجهاً الى الكويت في زيارة رسمية.
وكان مصدر مقرب من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قد قال قبل يومين لوكالات أنباء إن رئيس الوزراء سيزور خلال اليومين المقبلين قطر والكويت في جولة بالمنطقة تأتي استكمالاً لزيارة السعودية، مضيفاً أن روسيا سوف تتوسط لحل الأزمة بين واشنطن وطهران، بالإضافة إلى قطر والعراق وسويسرا وعمان واليابان.
وبحسب مراقبين، فإن الجانب الكويتي قريب من وجهة نظر العراق بخصوص تفادي حالة التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران والدعوة إلى تجاوز هذه الخلافات بالحوار.
ويؤكد النائب عن محافظة بغداد أن “زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى تركيا انتهت بوجود تفاهم بين الطرفين على تجنيب المنطقة شبح الحرب.”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here