اسباب اندلاع حرب الثمانية سنوات بين العراق وايران

[email protected]

منذ انقلاب8 شباط(فبراير)1963,بدأت اول مظاهر العداء بين نظام الشاه في ايران وقادة الانقلاب,في العراق,حيث استقبل الشاه معارضين وسهل لهم القيام بحملة اعلامية ضد الحكم الجديد في بغداد,ومنحهم محطة اذاعية كانت تحرض على مقاومة.الانقلابيين
وقد تنامى العداء بعد عودة البعثيين الى قيادة دولة العراق بعد انقلاب 17 تموز عام 1968,حين اتهم الشاه بالاشتراك في محاولة انقلاب عسكري,قادها نائب رئيس الوزراء السابق عبد الغني الراوي,والذي هرب بعد انكشاف امره الى ايران
وقد وصل العداء الى اقصى درجاته يوم 30 تشرين ثاني(نوفمبر)1971,حيث قام الشاه باحتلال الجزرالاماراتية الثلاث,طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى,وقبل يومين فقط من اعلان الاتحاد الاماراتي,حيث انتفض العراق وشن حملة اعلامية كبيرة,ضدهذا الاعتداء,مما جعل اجواءالحرب الباردة تتلبد,ونكاية بنظام الشاه قام العراق بحملة واسعة لتسفير كل من يحمل شهادة الجنسية,والتي تصنف كتبعية ايرانية ,رغم ان معظم المسفرين كانوا قد ولدوا وابائهم وحتى اجدادهم في العراق
ذلك العمل اثار موجة متصاعدة من العداء,والغضب العارم وبيتت الاحقاد
حتى حل شهر مارس 1974 حيث اعلن عن رفض الكورد الحكم الذاتي الذي
اقرته الحكومة العراقية استنادا الى بيان واتفاقية 11اذار 1970,ورفعوا السلاح بوجه الدولة
وهنا وجد الشاه فرصته,فدعم الكورد بالمال والسلاح ,واستطاعت الحركة الكوردية الصمود لسنة كاملة,حتى استنزف الجيش العراقي ,ولم يستطيع تعويض ماخسره من عتاد لاسباب,بعض منها سياسية سنذكرها لاحقا
لكن المهم ان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة انذاك صدام حسين,قرر الاتفاق مع الشاه والتنازل له عن اراضي عراقية,وحق المشاطئة في شط العراب,وتم ذلك بما سمي باتفاقية الجزائر 1975,وفعلا انتهى التمرد الكوردي فورا
وبدأت علاقة ودية بين حكومتي العراق وايران,وتبادل البلدين ,الوفود والسياحيةوخصوصا الدينية
لكن,المهم بالامر ان من يعرف صدام حسين جيدا يدرك انه يكره ان يلوى ذراعه,وان اضطر,فانه لاينسى,ويبيت الامر ويرسم الخطط للانتقام,لذلك,وبالرغم من أن السلام كان قدعم في العراق,فقد لجأ الى خطة لابد ان تكون قد جذبت انتباه المهتمين,اذ بدأ بسحب الجنود المكلفين الذين انهوا الخدمة الالزامية ,لخدمة الاحتياط,وبمعدل 6شهور لكل مواليد,حيث كانوا يدخلون في دورات حربية مكثفة,ويدربون على كافة انواع الاسلحة,وذلك (حسب رأيي المتواضع)يؤشر بشكل واضح الى انه كان يعد العدة لحرب متوقعة,ربما لاستعادة ما تنازل عنه لايران بموجب تلك المعاهدة,خصوصا ان نظام الشاه كان يعاني من ثورة داخلية كانت تزداد اتساعا,وكان يتحين الفرصة لاستعادة ماتنازل عنه غصبا وضعفا
وعندما برز اسم الامام الخميني,كقائد للثورة من خارج العراق,وعندما طلب الشاه تسليمه لايران,توهم صدام انه سيستطيع ضرب عصفورين بحجر,فاعلن انه لايمكنه تسليمه لايران لانه لاجئ في العراق,وتلك ليست من شيمة العرب,لكنه يستطيع ان يطلب منه مغادرة العراق’وفعلا فعل ذلك,ظنا مته ان الخميني سيستطيع ازاحة الشاه,ثم يقيم هو علاقات جيدة مع النظام الجديد الذي سيرأسه على اعتبار انه كان ضيفا على العراق,وانه اكرمه ولم يسلمه للشاه,وسمح له بمغادرة العراق بسلام,ويقنعه بالغاء معاهدة 1975 واعادة حقوق العراق
لكن عندما تمكن الامام الخميني من السيطرة التامة على كل السلطات في ايران وهروب الشاه فوجئ صدام بعداء شديد وحملة اعلامية وتحريضية ضد نظام الحكم في العراق والتشجيع على الثورة
وقد توج ذلك بعدة محاولات للتصدي للنظام من الداخل,خصوصا عندما حاول احدهم اغتيال نائب رئيس الوزراء العراقي انذاك طارق عزيزفي الجامعة المستنصريةوونجى وسقط ضحايا
انذاك ارتفعت لغة التهديد والوعيد بين الطرفين,وبدأت حملة تسفيرات اخرى الى ايرانكان من الواضح ان صدام حسين قد قرراشعال الحرب,ولأن ذلك القرار لم يكن من السهل اتخاذه دون سند شعبي,وفقدقررالرئيس العراقي اجراء انتخابات(حرة وديموقراطية !)لاختيار اول برلمان ,في العهد الجمهوري,وتم ذلك يوم 2 اب(اغسطس)1980,حيث ولد المجلس الوطني
وفي 17 ايلول(سمبتمبر)1980,عقد الرئيس صدام أول اجتماع مشترك مع اعضاء البرلمان الجديد ,تحدث خلاله عن اتفاقية الجزائر,واعلن للحضور انه اضطر لتوقيع تلك الاتفاقية المجحفة,لأن,الجيش انذاك كان على وشك الانهيار(لاول مرة يكشف عن هذا السر)حيث ان الجيش العراقي كان يعتمد على مدفع 205(على مااتذكر)وان عتاد ذلك السلاح انتهى ولم يوافق الاتحاد السوفيتي على تزويد العراق بالمزيد لاسباب لم يستطيع العراق ان يوافق عليها,(لم يذكرها)ولذلك لم يبقى خيار,الا بين التوقيع,أوالانهيار
ثم قال:-اليوم نحن في اتم القوة والجاهزية للقيام باسترداد ما سلب منا في وقت ضعفنا,سلما او حربا,وعرض عليهم التصويت على الغاء معاهدة الجزائر,فصوتوا بالاجماع,واصبح قرار الالغاء,بناءا على رغبة الشعب
وبعد ذلك بخمسة ايام اي في 22 ايلول 1980,شن هجومه الكبير معلنا انه ينوي استعادة اراضيه التي تنازل عنها بموجب الاتفاقية,وهي هيلة وسيف سعد وزين القوس,وعندما رد الجيش الايراني على الهجوم ,بدأت الحرب,والتي استمرت 8سنوات احرقت الاخضر واليابس وملأت القلوب جراحا لاتكاد تندمل حتى تفجر مرة اخرى,وهانحن اليوم لازلنا نعيش تداعيات تبعاتها ,ونحث الخطى في طريق المجهول,

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here