أحمد الأبيض بين التميز السياسي وتهديد حياته بالقتل !

خضير طاهر
بإعتباري (( كاتب رأي )) جاد بإنتاج المعرفة بعيدا عن الأفكار الجاهزة والوصفات الأيديولوجية وهيجان العواطف ، وميداني الأكبر هو السياسة ، من الصعب جدا ان يحوز شخصا ما على إعجابي ، فالعرب بعد فشلهم في التجارب الحزبية والسلطة ونتيجة للأجواء الإجتماعية والثقافية الملوثة بسموم التخلف أصبحوا عاجزين عن إنتاج محللين سياسيين قادرين على قراءة الواقع بشكل عقلاني معرفي واقعي .. لذا توقفت عن الإستماع وقراءة مقالات الكتاب العراقيين والعرب ، لكني أحيانا عن طريق الصدفة توفر لك الظروف ان تلتقي بشخصيات إستثانية ، ومن هذا الشخصيات الدكتور أحمد الأبيض والذي للأسف لم أجد معلومات مايكفي حول سيرته الذاتية ، وما أعرفه ان تخصص في الهندسة ، وعاش خارج العراق حوالي 25 عاما، وقلة المعلومات عنه تعد ميزة جيدة تحسب له تدل على النضج النفسي والسيطرة على النوازع النرجسية والترويج للذات.
مايلفت الإنتباه في شخصية أحمد الأبيض انه صاحب عقلية مفكرة حرة تمارس عملية التحليل السياسي خارج الأطر التقليدية السائدة ، فهو يمارس أثناء التحليل التعبير عن ذاته المفكرة ويطرح رؤيته بهدف تثقيف الرأي العام وكذلك التبشير بخياراته الفكرية السياسية على انها هي طريق الخلاص للعراق .
والدكتور الأبيض شخص شجاع لا يجامل أو يخفي قناعاته ، ويتمتع بذكاء حاد وألمعية خطابية وقدرة على إستيعاب وهضم مفاهيم السياسية وقراءة الواقع كما هو بعيدا عن التعليب والقولبة العاطفية والأيديولوجية .
والأبيض لديه رؤية سياسية تعتقد ان مصالح العراق ومستقبله يعتمد على وجود علاقة جيدة بالولايات المتحدة الأميركية ، وان مسار العملية السياسية بعد 2003 .. سار في الطريق الإيراني الخاطيء وغاب عنه بناء مؤسسات الدولة ، وتراجع العراق على كافة الصعد !
الدكتور أحمد الأبيض الآن مهدد من قبل أزلام إيران في العراق بسبب قناعاته السياسية الوطنية التي تريد الخير والتطور للبلد ، مما إضطره للعيش في الأردن خوفا على حياته ، وهو نموذج على طبيعة الأوضاع في العراق الطاردة للعقول الحرة الواعية والكفاءات ، والقامعة للتفكير خارج صندوق عصابات الأحزاب .
والسؤال : كيف تتطور المجتمعات والأوطان إذا تم منع التفكير الحر والنقد ، قام المجرمون بملاحقة الشجعان الأحرار وتهديدهم بالقتل ؟!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here