خبـــراء : أطماع إيران وراء تصاعد التوتر

خبـــراء لـ «البيان»: أطماع إيران وراء تصاعد التوتر

التاريخ: 25 مايو 2019
أرجع خبراء ومحللون سياسيون التوتر الذي تشهده المنطقة إلى ما وصفوه بـ «تجاوزات إيران»، مشيرين إلى أن أطماع طهران ومحاولات بسط نفوذها في عدد من الدول العربية أدى إلى احتمالات المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة.

وأكد الخبراء لـ «البيان» أن سياسات حكام طهران، وسلوكها السياسي المقلق، وتربصها باستقرار دول الجوار، وتعمدها التمدد في بعض المناطق الحدودية لبعض الدول العربية، أدى إلى اشتعال الأزمة مع جيرانها من دول الخليج، بالإضافة إلى أنها لا تخفي دعمها العسكري والمادي لميليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن، كما تتمدد في سوريا وتنشر ميليشياتها المسلحة في العراق، بالإضافة إلى دعمها حزب الله في لبنان.

خريطة التواجد الإيراني المقلق للجميع، كما يرى المحللون، سهلت على الإدارة الأمريكية تبني خطاب حازم، ضد طهران والسعي إلى استصدار قرار أممي بشن حرب عليها خلال الفترة المقبلة، لوقف تحركاتها المشبوهة ومحاولة وضع نهاية لنشر المد الشيعي في كثير من البلاد العربية من خلال استغلال الفوضى التي يعاني منها كثير من البلدان وتحديداً منذ اندلاع ما سمي بـ «ثورات الربيع العربي».

إثارة القلق

وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، يرى من جانبه أن إيران هي أكثر دولة مثيرة للقلق في منطقة الشرق الأوسط من خلال سياستها الرامية إلى فرض مزيد من النفوذ في عدد من الدول العربية التي تتمتع بكامل سيادتها، مشيراً إلى أن أطماعها ظاهرة للعيان في كثير من الدول ومنها العراق ولبنان وإيران وسوريا وأخيراً في اليمن.

وأوضح أن إيران سعت منذ سنوات إلى تأكيد وجودها في الشرق الأوسط من خلال صفقات سياسية وعسكرية مع عدد من الدول التي تناصب الخليج العداء وفي مقدمتها تركيا وقطر، مشيراً إلى أن ميليشيات تابعة للحرس الثوري الإيراني ظهرت في شوارع العاصمة القطرية الدوحة في بداية أزمة قطر مع الدول الداعية لمحاربة تمويل الإرهاب، وهو ما يعكس إصرار الجانب الإيراني على التدخل في الشؤون العربية.

«العرابي» في تصريحات خاصة لـ «البيان» أكد أن أخطر ما فعلته إيران على مدى ما يقرب من 40 عاماً تحت حكم الخميني وخلفائه، هو أنها كست أطماعها التوسعية برداء ديني، ووجهت جزءاً كبيراً من جهدها لمد النفوذ في الوطن العربي.

موقف حازم

من جانبه، انتقد الرئيس السابق للجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري، اللواء سعد الجمال، تأخر الدول العربية في مواجهة ما وصفه بـ «التحركات المشبوهة» للدولة الإيرانية، مشيراً إلى أن طهران أصبحت تمتلك أذرعاً عسكرية في كثير من دول المنطقة، يأتي في مقدمتها ميليشيا حزب الله الذي يقوده حسن نصر الله والحرس الثوري في العراق ولواء الفاطميون في سوريا والحوثيين في اليمن وبعض الفصائل في قطاع غزة.

مشيراً إلى أن إيران تقدم الدعم العسكري واللوجيستي لتلك الفصائل المسلحة بذريعة القضاء على إسرائيل وتحرير المسجد الأقصى من قبضة الصهاينة في حين أنها في الواقع تستخدمها لتحقيق توجهاتها الاستعمارية ومحاولات تمددها في العمق العربي.

وأشاد الجمال في تصريحات لـ «البيان» بتحركات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ودعوته إلى قمتين طارئتين عربية وخليجية في مكة نهاية الشهر الجاري لبحث التداعيات الخطيرة للاعتداءات على سفن تجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات.

وما قامت به ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطية بالمملكة، وما يمثله ذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية، مطالباً قادة الدول العربية باتخاذ موقف حازم ضد التصرفات الإيرانية المشينة.

الخيار العسكري

بدوره، لم يستبعد الخبير العسكري اللواء حمدي بخيت، اللجوء إلى الخيار العسكري لردع إيران ووقف خططها التوسعية في المنطقة، مؤكداً في تصريحات لـ «البيان» أن الإدارة الأمريكية تبدو جادة في تهديداتها لطهران، مطالباً في الوقت نفسه الدول العربية بالاستعداد للمواجهة، خصوصاً أنه حال اندلاع حرب في المنطقة ستكون هناك تداعيات اقتصادية وعسكرية يجب التجهيز لها من الآن.

هجوم

هاجم اللواء حمدي بخيت سياسات إيران المعادية للعرب والباحثة عن بسط نفوذها في عدد من البلاد العربية مشيراً إلى أن طهران سعت على مدار سنين طويلة إلى تصدير الثورة إلى عدد من الدول العربية، وخصوصاً تلك التي تشترك معها في الحدود، مؤكداً في الوقت نفسه أن نظام حكم الملالي ساهم في شعور الإيرانيين بالعزلة عن العالم وزاد من أطماعهم في تكوين إمبراطوريتهم الخاصة، ولو كان ذلك على حساب دول عربية تتمتع بالسيادة الكاملة على أراضيها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here