تظاهرات مسائية ترفض إدخال العراق في الصراع الإيراني ــ الأميركي

حثّ الآلاف من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، القادة السياسيين، يوم الجمعة الفائت، على الابتعاد عن أي صراع بين إيران والولايات المتحدة.
وهتف محتجون من مؤيدي الصدر بشعارات مناهضة للحرب في وسط العاصمة بغداد وفي مدينة البصرة جنوب البلاد.

ويخشى العراقيون من تورط بلادهم في أي تصعيد للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران والذي احتدم هذا الشهر عندما قالت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها سترسل قوات إضافية الى الشرق الأوسط لمواجهة ما تصفه بالتهديدات لمصالحها في المنطقة من جانب أطراف بينها جماعات مسلحة تدعمها إيران في العراق. ودعا سياسيون وقادة جماعات شيعية مسلحة للتحلي بالهدوء، وحاولت الحكومة العراقية أن تضع نفسها في موقع الوسيط بين الجانبين. وقال أحد المحتجين ويدعى (أبو علي الدراجي) “ما زلنا نتعافى من داعش، لا يجب أن يستخدم العراق قاعدة لمحاولة التعدي على أي دولة، أميركا لا تريد الاستقرار للعراق.”
وثارت تكهنات بشأن ظهور الصدر لإلقاء خطاب في الحشود التي تجمعت في بغداد لكنه لم يظهر. وحصلت كتلة الصدر على أعلى نسبة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية في العام الماضي.
وركز الصدر حملته الانتخابية العام الماضي على القومية العراقية ومعارضة النفوذين الأميركي والإيراني في البلاد على حد سواء.
ووسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران شهدت المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، والتي تضم مباني حكومية وسفارات، إطلاق صاروخ مطلع الأسبوع الماضي لكنه لم يتسبب في وقوع خسائر. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ لكن مسؤولين أميركيين قالوا إنهم يشتبهون بقوة في أن حلفاء محليين لإيران هم من يقفون وراءه.
جاء إطلاق الصاروخ بعد أن حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو القادة العراقيين من أن واشنطن سترد بالقوة إذا أخفقوا في السيطرة على الجماعات المدعومة من إيران.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن معلومات مخابراتية أميركية أظهرت أن جماعات مسلحة تنشر صواريخ قرب قواعد فيها قوات أميركية.
وقال العراق إنه سيرسل وفوداً إلى واشنطن وطهران للمساعدة في تهدئة التوتر.
وتقول إيران والولايات المتحدة إنهما لا تريدان الحرب، لكن مسؤولين أمنيين ومحللين يحذرون من أن أي واقعة بسيطة من شأنها أن تطلق شرارة دائرة جديدة من العنف في المنطقة المضطربة بالفعل.
في سياق آخر، شهدت محافظة النجف خلال الأيام الماضية تظاهرات ضد شخصيات صدرية اتهمها الصدر بالفساد، وشهدت التظاهرات مواجهات بين المتظاهرين وحمايات مبانٍ تعود للأشخاص المتهمين بالفساد.
وأكد محافظ النجف، لؤي الياسري، أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يرفض أي اعتداء على الآخرين والمظاهر العسكرية، فيما أشار إلى أن أي مظهر أمني غير مرخص في النجف مرفوض.
وقال الياسري في بيان إنه “منذ تسنّمنا المنصب للتشرف في خدمة مدينة أمير المؤمنين عليه السلام وأبنائها، كان من أولويات عملنا الاهتمام الكبير بالجانب الأمني وتطوير منظومته الأمنية بكافة صنوفها، بل تعمقنا في ذلك وقطعنا أشواطاً متقدمة في كافة المجالات الأمنية وبشهادة الجميع”، مبيناً: “كنا نؤكد على لغة القانون والحوار في كافة المجالات لا غير ولا بديل”.
وأضاف: “في حال وجود أي خلاف أو مشاكل نؤكد أن الخلافات والمشاكل لا تحل بالسلاح والاعتداءات لأنها تخلّ بأمن المدينة وسلمِها وتبعد المجتمع عن النظام والقانون ومؤسساتهما”، مشيراً الى “أننا وخلال الفترة السابقة كنا على اتصال مباشر بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي أكد لنا أنه ضد أي اعتداء عسكري على الآخرين، وأن أية مظاهر عسكرية لا تمثله ولا تمثل التيار الصدري وفكره ومنهجه”.
وتابع أن “حمل السلاح مظهرٌ مخالف للقانون ومرفرض من الجميع، بل كان (الصدر) يؤكد على السلمية وأن تكون النجف بمنأى لخصوصيتها ووضعها الديني والاجتماعي”، لافتاً الى “أننا يجب أن نحل المشاكل بشكل سلمي لكي لا يستغلها ضعاف النفوس لخلق المشاكل في المدينة وزرع الفتن في النجف الأشرف التي يشهد القاصي والداني بسلمها وأمنها المستتب منذ فترة طويلة”.
وتابع أن “أي مظهر أمني غير مرخص في النجف الأشرف مرفوض، وأن من يبدو منه هذا المظهر سيعرض نفسه للاعتقال الفوري ليحال على المؤسسات الأمنية والقضائية للمحاسبة والعقاب وفق النظام والقانون، وأي تجاوز على أفراد المجتمع يُعد خروجاً على القانون”، داعياً الشرطة بكافة صنوفها الى “اتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً بحق المخالفين وبدون تردد لحفظ المجتمع من أي خطر او عبث”.
وأكد: “ومن يحاول جعل السلاح وسيلة لتصفية الحسابات والخلافات، أياً كانت خلفيته السياسية أو مرجعيته، فلن يجد غير قوة القانون هي الرادع.”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here