حشود امريكية برية في شمال ايران

[email protected]

لاشك ان انظار العالم كله تتجه اليوم الى منطقة الشرق الاوسط عامة,والخليج العربي خاصة,حيث تقوم الولايات المتحدة بتحشيد قوات ضاربة,لم يسبق لها مثيل,وتهدد بالاستمرارفي تشديدالحصار الخانق ضد ايران ان لم تنفذ شروط امريكا ال12
تعددت الاحتمالات,وتفاوتت الاراء حول جدية هذا التحرك الامريكي,حتى ذهب البعض الى القول انه لايمكن ان يغير من سلوك وطموح الايرانيين بالامتداد ونشر نفوذها في تلك المنطقة الحيوية في العالم,وراهنوا على قدرة ايران على الصبر والصمود والتحدي,وذلك كلام اقرب الى الخيال والتمني,حيث انه وفي واقع الحال,فان الصبروالانتظارلايمكن اطلاقا ان يوقف حالة التدهورالاقتصادي في كل مرافق الحياة داخل ايران,بل لابد ان تؤدي الى ثورة جياع,لايمكن ان توقفها اية اعتبارات,فالجوع كافر,وهو لاشك يزحف بقوة وسرعة كاسراب الجراد عندما تكتسح المزارع,ولن يطول الوقت لكي يرى العالم ردودافعال الجماهيرالايرانية,خصوصا أن الشروط الامريكية لاتتعلق بالداخل الايراني او السيادة الوطنية,بل تطالب السلطات الايرانية والحرس الثوري,بعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى,كماان الميليشيات التي ترعاها تكلف الخزينة الايرانية اموالا هي من حق الشعب الايراني,لذلك فان احتمال اندلاع احتجاجات جماهيرية,تؤدي الى انتفاضة شاملة,هوأمرمتوقع في اية لحظة,كما انه
من سابع المستحيلات ان تعود تلك القوات الامريكية الى قواعدها دون ان تحقق كل الاهداف المعلنة في خطابها المفتوح الموجه الى الجانب الايراني,لان ذلك ان حصل,فمعناه ان امريكا قد عجزت وشاخت واصبحت مجرد خيال ماتة(فزاعة خضرة,حسب التسمية العراقية),مما يمكن ان يشجع دول مارقة اخرى على اللعب خارج نطاق المصالح الامريكية.
وهكذا تفاوتت التقديرات والتحليلات,والتي اغلبها تستبعد الحرب الشاملة
لكن ,هل ان الامرمحدود بتلك الاحتمالات حصرا؟ام هناك حرب من نوع اخر,والتي برعت المخابرات المركزية الامريكية في ادارتها,مثل اثارة النعرات والانتفاضات الجماهيرية
ماوددت قوله,هو ماورد الى ذهني نتيجة خبرنقلته احدى وسائل التواصل الاجتماعي,وهو عبارة عن فيديو يصور قطعات كبيرة من الجيش الامريكي,تنتقل بقطار طويل جدا برفقة اسلحة ثقيلة منها المدرعات وعلى الحدودالجنوبية لجمهورية اذربيجان,وبالقرب من الحدود الشمالية لايران,أي انه تجري عملية حصارعسكري بري من الشمال بعدالحصارالبحري من الجنوب والغرب,وذلك يجعلنا نفكر في امكانية ان تكون امريكا في صدد تنفيذ مخططا غيرمعلن يتمثل في اثارة الاضطرابات الداخلية,وتغذيتها بكل انواع الدعم,وعن طريق تشجيع الاقليات العرقية على المطالبة بالحكم الذاتي او حتى الانفصال عن الاتحاد الايراني
حيث كما هو معلوم فان ايران تتكون من عدة قوميات اكبرها الفارسية والتي تبلغ حوالي 35%من مجموع سكان ايران
وحسب رأيي(المتواضع طبعا)ان تلك القوات سوف تشجع الاذاريين على التمرد,وكذلك الكورد الذين لازالوا يحلمون بتقرير المصير بعد ان اجهضت احلامهم بالقضاء على اول جمهورية كردية(مهاباد)عام 1947عندما قمعها الشاه والغاها واعدم زعيمها قاضي محمد,كذلك عرب الاحواز والذين طالما انتفضواضد العنصرية الفارسية,واخرها قبل اسابيع عندما تدخلت قوات الحشد العراقية المدعومة من فليق القدس,بقمع الانتفاضة,بحجة المساعدة في التصدي للفيضانات والسيول الجارفةوكذلك يمكن ان تحرك البلوش,وغيرهم ,بمعنى ان المخابرات الامريكية,ربماتكون قد اعدت خطة تفصيلية لادارة الازمة الايرانية وصولا الى تحقيق كل الشروط الامريكية ال12 دون ان تشعل حربا مدمرة
تلك هي قرائتي للمشهد الحالي,والايام حبلى بالاحداث,وسوف تتوضح الامور بعدأن ينجلي الغبار
اكرر دعائي الصادق وامنياتي القلبية,بأن يجنب الله عراقنا,وكل الابرياء في العالم نارالحروب وشرورتجارالموت والدمار

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here