حقيقة ماقصده ترامب عندما صرح برغبته مفاوضة ايران

اسم الكاتب: مازن الشيخ
البريد الالكتروني
[email protected]

خلال زيارته الحالية لليابان,وبعد اجتماعه مع رئيس وزرائها,ادلى الرئيس ترامب بتصريح مهم واضح,اذ قال:-انه لايريد اسقاط النظام الايراني,وانه يحترم الشعب,ومن الممكن ان يتفاوض مع القيادة الايرانية ايضا,لكي يضمن انها لن تحاول الحصول على اسلحة نووية.
هذا لكلام سرعان ماتناقله البعض,من عديمي الخبرة باللعبة السياسية,وزعموا انه يعتبر تنازلا من الرئيس ترامب تجاه حكام ايران وتراجع عن مواقفه السابقة المتشددة!
والحقيقة,اني لاارى اي اختلاف,أوتنازل,عن مواقفه المعروفة,حيث انه ومنذ البداية لم يقول يوما بانه ينوي محاربة ايران عسكريا,أو التدخل لاسقاط نظام الحكم,بل فقط الضغط عليها بشتى الطرق,من اجل ان يدفعهاالى الرضوخ الى شروطه التي فرضها
وليؤكد للايرانيين جديته في اجبارهم على تنفيذ اوامره,فقدقام بتشديد العقوبات عليها,الى حد تصفيرتصديرنفطها ,وعندما هدد الحرس الثوري باغلاق مضيق هرمز,ارسل حاملة طائرات وبوارج حربية,واقوى طائرات قاصفة في العالم,كل ذلك ليري الايرانيين انه مستعد لاي رد فعل غير مسؤول,وانه سيتصدي,بكل قوة ان ااختارت ايران المواجهة الشاملة,وسوف يسحقها تماما
كما انه لم يشيرالى انه مستعد للتنازل عن اي من الشروط ال12,بل صرح بان الحصار يأتي اكله ,وان اذرع ايران والتي امتدت الى اكثر من مكان بدأت تتعب وتكل وانحسرت هيمنتها بشكل واضح ومحسوس
والحقيقة اني لااجد اي غموض في الموقف الامريكي
,حيث ان اجندتهم الاساسية,تختصرفي الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط بشكل مطلق,واعتبارها حقل استثمار,ممتاز,حكامها حلفاء تابعين منفذين لارادتها.ومتفهمين لمصالحها الاستراتيجية,لقاء تقديمها الحماية اللازمة لهم ولشعوبهم
لذلك فان محاولة النظام الايراني اللعب مع الكبار,هي مهمة مستحيلة,وعندما سمح الامريكان للايرانيين باللعب خارج حدود بلدهم,فلانهم كانوابحاجة لخدماتهم,ولكي يجعلوا الخليجيين يشعرون بقرب وجدية الخطرالذي يتهددهم من قبل جارتهم اللدودة ,ويطلبوا منهم التدخل لقاء اموال واستثمارات مغرية,وهاهي خطتهم قد نجحت
الان فان من الواضح ان
ايران انتهى دورها,وعلى قادة النظام التصرف بحذر,والنظر بموضوعية الى حقيقة الامرالواقع بكل ابعاده,والقبول بمقولة:-أن العمل السياسي وادارة الازمات تقع تحت مفهوم ,فن الممكن,وليس الجري وراء الاحلام والطموحات الغيرقابلة للتحقيق,والتحدي الاجوف والذي ليس له اساس واقعي
في عالم اليوم هناك قوي وضعيف,ومن لايفهم او يرى او يحس هذه الحقيقة ويتعامل معها بواقعية وجدية,فسوف يدفع الثمن اضعافا مضاعفة
ورحم الله امرئ عرف قدرنفسه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here