مشكلة إبتلاع الأديان للقيم الأخلاقية وتشويه الروح!

خضير طاهر
القيم الأخلاقية هي معايير نمت وتطورت مع تصاعد التاريخ الحضاري البشري ، وإستندت الى مبدئي : ((اللذة والألم )) الذي تفرع عنهما : الخير والشر ، وكافة هذه القيم هي من صنع بشري محض دون تدخل قوى خارجية .
لكن المشكلة حينما إنبثقت الأديان سعت الى تجميل نفسها وإيجاد المقبولية والشرعية من خلال التحرك نحو القيم الأخلاقية وإبتلاعها وإعتبارها جزءا من منظومتها ( الإلهية ) وجردت العقل والضمير من هذا المنجز الحضاري !
وقد نتج عن إحتواء الأديان للأخلاق .. تشويه الجانب الروحي لدى البشر المتدينيين وتحويلهم الى عناصر مطيعة قهرا للوصاية الأخلاقية من أجل ان ينالوا محبة الرب ومكافآته في الحياة وبعد الموت .
ونوعية التشوه الروحي الذي حدث بسبب هذا الدمج بين الدين والأخلاق هو ان الفرد حينما يلتزم بإرادته الحرة المختارة للقيم الأخلاقية النبيلة تنمو في داخله مشاعر إحترام الذات والغبطة والزهو والفرح بسبب ممارسته لحريته في إختيار السلوك الأخلاقي من دون إجبار وطمع ، فالسلوك الحر هنا يحرك مشاعر الإعتداد بالذات والكرامة حينما تكون الذات فاعلاً للخير، والكلام عن الأشخاص الأصحاء نفسيا وعقليا .
بينما الأديان حولت الأمر على عقد صفقة مع الله مقابل كل عمل جيد وأخلاقي يحصل الشخص على الحب والأجور ، وعادة مايكون العمل الأخلاقي محصورا بشكل عنصري قبيح مع أفرادالدين أو الطائفة ، في حين القيم الأخلاقية مباديء إنسانية عامة تشمل كافة بني البشر وهذا مايتعارض مع عنصرية الأديان !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here