المواطن المستقر والعبودية الطوعية .. للمفكر الفرنسي ” أتيان دولا بواسيه “

يقول المفكر الفرنسي ” إتيان دولا بواسيه” في كتابه العبودية الطوعية ؟

عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل ، تنشأ أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحرية ، بل تتوائم مع الاستبداد والعبودية ؟

ففي أيامنا هذه يعيش “المُواطن المستقر” في عالم خاص به ، وتنحصر جل إهتماماته في الغالب بأمور ثلاث {الدين ، ولقمة العيش ، وكرة القدم أو أشياء مسلية أخرى} ؟

ولا علاقة له بالحق والعدل أو بتطبيق القوانين وقيم المواطنة والانسانية ، فهو مجرد مؤدي للطقوس إستيفاءً للشكل وينصرف غالباً مطبقاً سلوكه اليومي ؟

فالذين يمارسون الكذب والنفاق والرشوة دون حرج ، يحسون بالذنب فقط اذا ما فاتتهم إحدى الصلوات ، والحقيقة أن هذا المواطن لا يدافع عن دينه إلا إذا تأكد أنه لن يصيبه منه أَذًى ؟

فمثلاً يستشيط غضباً ضد الدول التي تبيح جواز المثليين بحجة أن ذالك ضد إرادة ألله ، لكنه لا يفتح فاه مهما بلغ عدد المعدمين أو المعتقلين في بلاده ظلماً أو الذين ماتوا تحت التعذيب ؟

وقد تُفعّل الفاحشة والفساد والظلم أمام أنظاره ومع ذالك تراه يحمد ألله على نعمة الدين والعيش ، فلقمة العيش عند المواطن المستقر هى الركن الثاني في حياته ؟

فهو لا يعبأ إطلاقاً بحقوقه وحقوق أسرته ومجتمعه السياسية والاجتماعية ، بل تراه يعمل فقط على تربية أطفاله بحسب فكره ومورثه حتى يكبرو ، فيزوج بناته ويشغل أولاده ومن ثم ينصرف لقراءة كتبه الدينية ؟

أما إنشغاله في كرة القدم أو نحوها من المسليات ، فيجد فيها تعويضاً عن أشياء كثيرة حرم منها في حياته اليومية ؟

فكرة القدم مثلاً قد تنسيه بعض همومه وتحقق له بعض الراحة والعدالة التي فقدها من خلال ال 90 دقيقة ، اذ تخضع هذه اللعبة لقواعد عادلة صارمة تطبق على الجميع ؟

فأمثال هذا المواطن “المستقر” هم العائق الحقيقي أمام كل تقدم وتطور ممكن في المجتمع ، ولن يتحقق التغير التام والشامل إلا بإخراج هؤلاء من عالمهم الضيق والمعتم ؟

وأخيراً …؟
يقول ، ليعلم هؤلآء {أن ثمن سكوتهم على الاستبداد والطغيان ، أفدح بكثير من عواقب الثورة ضدهما أو الندم والنسيان} سلام ؟

نقل بتصرف من كتاب { العبودية الطوعية} ؟

المفكر الحر
سرسبيندار السندي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here