طريق الشباب (حلقة ثقافية) الاعياد والهدايا

* د. رضا العطار

يحتفل الغربيون باعيادهم، فيخرح الصبيان يوم 25 ديسمبر مثلا وهم في عربدة من الالوان يحملون هداياهم التي اهديت اليهم من آبائهم او من الاصدقاء ويقضون ذلك اليوم في لهو ولعب.
ونحن الشرقيين لا تقتصر هدايانا في الاعياد على الاطفال بل يشمل الزوجين والاقرباء والاصدقاء. واننا كرماء لكن كرمنا لا يزال يسير على اساليبه البدائية القديمة، من حيث اننا نثقل الضيف باثقال من الطعام، كأننا نتفاخر بعدد السعرات الحرارية التي نقدمها لهم، ولكننا لا نكاد نعرف التهادي مع ان الاهداء هو خير الوان الكرم، وهو وسيلة الذكرى واستدامة الصداقة.

ولنا اعياد يحتشد فيها الجمهور ويفرج الكبت العام بالشراب والطعام، ولكننا لانهدي الى اطفالنا واصدقائنا من الهدايا النافعة في هذه الفرص ما يستديم صداقتهم وحبهم وينبه فيهم الغرائز الاجتماعية. وان الهدية التي نهديها الى صديق تحمل في ثناياها احساسا اجتماعيا يزيد كثيرا عن قيمتها المادية.

ومن الحسن ان نحرك هذا الاحساس من وقت لآخر في انفسنا وفي غيرنا، لاننا لانكون على تربية حسنة ما لم نكن اجتماعيين، والتهادي هو تدريب اجتماعي للمتهادي.
وقد تكون الهدية عربونا للصداقة، كما تكون تأييدا او تجديدا لها، وعلى كل شاب لهذا السبب ان يخص جزءا من دخله لشراء الهدايا لاصدقائه، او لابنائه الصغار. وما ينفق من مال في هذه الهدايا سيعتاض باكثر من قيمته، حبا ومكانة في وسطه الاجتماعي.
وهذا اللون من الكرم هو خير من ايلام الولائم الشرقية القديمة يتناولها الضيف لحد التخمة تضر صحته، لان هذه الاطعمة التي يهيئها افراد اميون غالبا ما تفتقد لقواعد التغذية الصحية.

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للعلامة سلامة موسى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here