عبد المهدي إلى واشنطن بعد العيد لعرض وساطة تهدئة واستثناء العراق من العقوبات على طهران

بغداد/ وائل نعمة

سيلعب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي دور ساعي البريد بين طهران وواشنطن في جهود يبذلها العراق لإبعاد شبح الحرب عن المنطقة، خلال زيارته المرتقبة للدولتين. ووفق ما تقوله أطراف سياسية وفي البرلمان، فإن عبد المهدي سيكمل ما تقوم به دول عدة لإقناع الطرفين بضرورة تجنّب الحرب.

كذلك سيحمل رئيس الوزراء، في زيارته المرتقبة الى واشنطن، ملفات تتعلق بشراء الطاقة من إيران، ووضع القوات الأميركية في العراق.
وكشف عبد المهدي عن زيارتين سيقوم بهما إلى الولايات المتحدة وإيران، وقال إنهما ستحصلان في وقت قريب، وستبحثان جملة من القضايا، على رأسها أوضاع المنطقة الحالية.
وأكد رئيس الوزراء، خلال مؤتمر صحفي عقده عصر الثلاثاء الماضي في مقر الحكومة وسط العاصمة بغداد، أن بلاده تتحرك نحو التهدئة، من أجل تجنيب العراق تداعيات العقوبات على إيران.
زيارة عبد المهدي لطهران ستكون الثانية خلال فترة تولّيه الحكم، فيما زيارة واشنطن كانت قد تأجلت لعدة مرات لأسباب سياسية، بحسب بعض التسريبات.
ولم يتطرق رئيس الوزراء، في مؤتمره الصحفي الأخير، الى موعد زيارته الى الولايات المتحدة، لكن بعض الكلام في الأروقة السياسية يدور عن أن موعد الزيارة سيكون في حزيران المقبل، بعد عطلة عيد الفطر.
وتأتي تلك التحركات في وقت يزور فيه رئيس الجمهورية برهم صالح تركيا، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي الملكة الأردنية، فيما وصل عبد المهدي الى قطر والتقى أميرها تميم بن حمد آل ثاني.
وكان وزير الخارجية، محمد علي الحكيم، أبدى استعداد بغداد خلال زيارة نظيره الإيراني محمد ظريف الى العراق مطلع الأسبوع الجاري، لـ “أداء دور الوسيط بين واشنطن وطهران لحل الأزمة القائمة، انطلاقاً من حرصها على إرساء الأمن في المنطقة”.
لكن ظريف رد على كلام الحكيم وأكد في مؤتمر صحفي عقد في بغداد جمع الطرفين أن طهران “ليست في حاجة إلى وساطات… لكننا نرحب ونقدر إجراءات ودعم أصدقائنا العراقيين”.
مختار الموسوي، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، يقول لـ(المدى) إن “العراق مهتم جداً بتجنب وقوع أية حرب في المنطقة لأنه سيكون المتضرر الأكبر”.
ويشير النائب الى أن “85% من صادرات العراق النفطية تمر عبر الخليج، وأية توترات في المنطقة ستؤثر على اقتصاد العراق، خصوصاً أننا لم نستطع إيجاد منافذ أخرى عبر سوريا او تطوير خط النقل مع تركيا”.
وكانت أكثر من جهة سياسية في العراق كشفت عن استعدادها للقيام بواسطة لتطويق الأزمة المتصاعدة بين طهران وواشنطن، من بينهم زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، إذ قال أحد النواب، إن الأخير قد تعرض الى تهديد بالتصفية بسبب تدخله بالأزمة.
وكشف محمد الكربولي، في حديث متلفز قبل أيام، أن فصيلاً مسلحاً يعمل على الساحة العراقية أرسل رسالة تهديد بالقتل لرئيس البرلمان.
وأضاف الكربولي أن التهديدات التي وصلت الحلبوسي جاءت بسبب موقفه من الأزمة بين إيران وأميركا، وأكد أنه تم إخبار قيادات في الحشد الشعبي وتحالف البناء بهذا التهديد.
زيارة واشنطن
الى جانب الأزمة في الخليج، لدى العراق ملفات معلقة حول وضعه الداخلي، وخصوصاً ملف الطاقة والخشية من تحول أراضيه الى ساحة للحرب بالوكالة بين إيران والولايات المتحدة.
وتقول بعض المصادر السياسية إن عبد المهدي سيؤكد، خلال زيارته المرتقبة الى واشنطن، وقوف العراق على الحياد، رغم أن بعض شركاء الأخير يشككون في مدى إمكانية تحقق هذا الخيار.
واعتبر نوري المالكي، زعيم ائتلاف دولة القانون، أحد مكونات تحالف البناء التي تدعم عبد المهدي، أن موقف الحياد في الأزمة بين طهران وواشطن “لم يعد مقبولاً” بسبب تأكيد إيران رفضها للحرب.
أما زعيم ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، فقد قال أول من أمس في حوار تلفزيوني تعليقاً على الأزمة بين واشنطن وطهران إن “العراق ليست لديه إمكانية أن يفرض رأيه على أميركا وإيران”.
بالمقابل، قد تواجه بغداد أزمة فيما لو رفضت واشنطن استثناءها من العقوبات المفروضة على إيران والتي تنتهي منتصف حزيران المقبل.
وبحسب المصادر السياسية، فإن عبد المهدي يأمل في زيارته المرتقبة الى الولايات المتحدة بالحصول على “استثناء طويل الأمد بخصوص شراء الطاقة والغاز من إيران”.
وقال لؤي الخطب، وزير الكهرباء، قبل أيام إن استيراد الغاز من طهران “مسألة وقتية” وإن الوزارة تعمل على إنهائها في وقت قريب.
وأضاف الوزير، في لقاء متلفز: “نأمل خلال سنتين او ثلاث سنوات إعلان عدم الحاجة لاستيراد الغاز فيما يمكن الاستغناء عن استيراد الكهرباء في وقت أسرع، أي خلال عام واحد”.
الى ذلك، يقول النائب مختار الموسوي إن “عبد المهدي يناقش في واشنطن مستقبل القوات الأميركية في العراق”، مبيناً أن البرلمان ينتظر من الأخير الإجابة عن 10 أسئلة كان قد وجهها في وقت سابق الى رئيس الوزراء حول وضع تلك القوات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here