إنهم يقرعون طبول الحرب في كل بيت بمكّة !

ساهر عريبي
[email protected]

هكذا أجاب الإعرابي الذي حلّ في المدينة المنوّرة عقب إنتصار المسلمين على المشركين في معركة بدر, جوابا على سؤال حول الوضع في مكّة. إذ كان مشركوا قريش يشحذون الهمم للثأر من المسلمين بعد هزيمتهم المنكرة في بدر ومقتل عدد من ساداتهم. لم تكن هناك حاجة لتلك الإستعدادات العسكرية, إذ كان بالإمكان الإستغناء عنها لو لم تبادر قريش للهجوم على المسلمين الذي ألحقوا بها هزيمة مذلّة فعادت للأخذ بثأرها لتربح معركة أحد, ولكن لتنكسر في نهاية المطاف رافعة الراية البيضاء أمام جحافل المسلمين الذي دخلوا مكة فاتحين.

إنها طريقة في التفكير لم تتغير ومنذ 14 قرنا في أرض الحجاز, غارات وغزوات وحروب لم تنقطع يوما وحتى وقتنا الحاضر. حروب لم تخرج منها بقايا قريش وحلفاؤها في أرض الحجاز منتصرة, بل تكبّدت خلالها خسائر فادحة لكنها تأبى إلا المضي فيها على امل تحقيق النصر المشهود الذي لا يبدو إلا سرابا يحسبه الظمآن ماءا! مرّت أكثر من أربع سنوات على الحرب التي أعلنتها على قبيلة الحوثيين في اليمن وهي التي لا تتجاوز نسبتها ال 5% من مجموع سكان اليمن!

إستعانت بعشر دول عربية واسلامية واستوردت أسلحة من شتى بقاع الأرض لكنها فشلت في هزيمة قبيلة متسلحة بالحق وبالدفاع عن أرضها, لم يراجع حكام الحجاز أنفسهم ليبحثوا في أسباب هذا الفشل وهل إنهم على حق أم باطل, كما سألت هند زوجها أبي سفيان بعد فتح مكّة“ هل كنا على باطل يا أبا سفيان؟“ لكنهم وبدلا من مراجعة انفسهم , بدأوا يقرعون طبول الحرب في كل بيت بمكة عسى ان يصل صداها لراعي البيت الأبيض المتقلّب المزاج والأهواء ليعلنها حربا ضروسا لا تبقي ولاتذر!

حشدوا هذه المرّة العالم العربي والإسلامي في ثلاثة مؤتمرات قمة لبحث ”العدوان الحوثي“ على ارض الحرمين, التي لم يراع حكامها حرمة الأطفال والنساء والشيوخ في اليمن الذين أهرقت دماؤهم في هذا الشهر الفضيل ,صواريخ وطائرات مسيّرة بثّت الرعب في قلوبهم وهم الذين روّعوا الآمنين في مساكنهم في اليمن طوال اربع سنوات من الحرب ألقوا خلالها قنابلهم على كل مدرسة ومسجد وبيت ومشفى. إنهم يريدون تشكيل حلف قبلي يوفر الغطاء الشرعي لحرب تلوح نذرها في الأفق على امل التخلص من هذا البعبع الذي الذي استحوذ على عقولهم.

لم تجتمع هذه الأمة منذ زمن بعيد للتعاون على البر والتقوى ولكنها إجتمعت مرارا وتكرارا للتعاون على الإثم والعدوان, حتى أصبحت ذليلة متخلفة بين الأمم, تطلب الحماية تارة من الشرق واخرى من الغرب وهي التي تمتلك كافة أسباب القوة التي أصبحت قوة لأعداءها. ستنعقد هذه القمم الثلاث عربيها وأسلاميها وخليجيها على وقع الطبول التي تقرع في مكّة! غير انها لن توقف هذا القرع بل سترقص طربا على وقعه وهي تشم رائحة الدماء من بعيد التي اعتادت على إستنشاقها لتصل الى ذروة النشوة التي عشقتها ومنذ حروب داحس والغبراء!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here