بغداد وطَهران؛ رِسالةٌ واحدةٌ بمنطُوقَين!

لفضائِيَّات [الإِشراق] [بِلادي] [اليَوم] [أَكسترا نيوز (في مُشاركتَين)] [الثَّقلَين] [رُوسيا الْيَوْم (RT)] و [آي نيوز] عِبر [سكايْب] وللإِذاعةِ المغرِبيَّة بالهاتف؛

*واشنطن تهدِّئ اللَّعِب بعدَ صفقةِ السِّلاح!
*ترامب تاجر بترودُولار، والتَّصعيد للحلبِ!
*يَوم القُدس قضى على [صفقةِ القِرن]!
نـــــــــــزار حيدر
١/ أُحيِّي سيادة رئيس جمهوريَّة العراق الدُّكتور برهم صالح على كلمتهِ في [قِمَّة مكَّة] والتي اتَّصفت بالشَّجاعةِ والحرصِ والواقعيَّة بعيداً عن الشِّعارات واللُّغة الإِنشائيَّة والمُجاملات الزَّائدة.
لولاها لكانَتِ القمَّةُ عديمةُ الطَّعمِ واللَّونِ والرَّائِحة!.
٢/ بغداد وطهران بعثتا رسالةً واحدةً بمنطوقَين، مفادها؛
أ/ أَنَّ العلاقةَ بينهما عضويةٌ لا يمكنُ لأَيٍّ منهما التَّفريط بها لصالحِ أَجندات خارجيَّة يعرف القاصي والدَّاني أَنَّها تضرُّ بكلِّ المنطقةِ وليس بالبلدَين فحسب!.
كما لا يمكنُ التَّفريط بها لصالحِ صفقة [شِراء سمك بالماء] كما يقولُون!.
ب/ الحَياد الإِيجابي لا يتعارض أَبداً مع خيارات بغداد إِذا رأَت أَنَّ مصالحها مع توسيع علاقاتِها الإِقتصاديَّة والتجاريَّة والماليَّة مع طهران أَيَّ وقتٍ تشاء وفي ظل التَّصعيد الأَميركي ضدَّ الأَخيرة!.
وأَنَّ الذين يتصوَّرون بأَنَّ معنى سياسة الحَياد الإِيجابي هو أَن تلتزم بغداد بالعقوبات الأَميركيَّة على جارتِها الشرقيَّة! أَو أَنَّهُ الإِنحياز لصالح طهران، هؤلاء واهمُون! فالحيادُ الإِيجابي ليس بهذا المعنى وإِنَّما بمعنى أَن تبحث بغداد عن مصالحِها لحمايتِها من العبث أَو التضرُّر بمثلِ هذه الأَزماتِ، بغضِّ النَّظر عن أَيِّ شَيْءٍ! وفِي غير هَذِهِ الحالةِ فإِنَّ بغداد تَكُونُ قد وضعت مصالحها الإِستراتيجيَّة وأَمنها القومي على كفِّ عفريتٍ وفِي مهبِّ الرِّيح!.
وهكذا، فعندما أَعلنَ العراق تحفُّظهُ على البيان الخِتامي لقِمَّة مكَّة لم يشأ معارضة [الإِجماع] المزعُوم وإِنَّما هو يرى أَنَّهُ يحمي مصالحهُ وأَمنهُ القومي بهذا الموقف، يقبلُ مَن يقبل، ويرفضُ مَن يرفض.
فهذا هو جَوهر الحَياد الإِيجابي.
٣/ لا أَعتقدُ بقدرة بغداد على التوسَّط في الأَزمةِ الحاليَّة بين واشنطن وطهران، فمن جهةٍ فإِنَّ واشنطن لا تثقُ بها بهذا الخصُوص تحديداً لأَسبابٍ عدَّةٍ منها إِنتشار ما تسمِّيه واشنطن بوكلاءِ طهران من الفصائل المسلَّحة في طولِ البلاد وعَرضها!.
طهران من جانبها لا تحبِّذ أَن تكونَ بغداد محطَّة وساطة بينها وبين واشنطن، لأَنَّها تعتبر العراق خندقاً متقدِّماً في أَيِّ صراعٍ مُحتملٍ مع واشنطن ولذلك لا تنوي تحييد السَّاحة العراقيَّة!.
هذا هُوَ الواقع برأيي!.
٤/ يتساءل كثيرُون عن السرِّ الذي يكمُن خلفَ إِصرار واشنطن على إِبعاد بغداد عن طهران وهي تديرُ الحرب الإِقتصاديَّة ضدَّ الأَخيرة؟!.
السَّببُ واضحٌ، فللعراقِ دورٌ مهمٌّ في تحقيق التَّوازن الإِقتصادي والتِّجاري في المنطقة والذي يصبُّ في نِهاية المطاف لصالحِ طهران، وهذهِ طبيعةُ الأَشياء وليسَ هدف العراق من خلقِ مثلِ هذا التَّوازن!.
طبعاً، وهذا ما لا ترغبُ فِيهِ واشنطن!.
٥/ لقد نجح الرَّئيس د. برهم صالح وبدرجةٍ كبيرةٍ في إِقناعِ كل الفُرقاء السياسيِّين بأَهميَّة الإِلتزام بسياسات الحكومة فيما يخصُّ الأَزمةِ الحاليَّةِ بين واشنطن وطهران، في إِطار سياسة الحَياد الإِيجابي.
إِتَّضحَ ذلك بالبيانات السياسيَّة التي صدرت عن جهاتٍ محسوبةٍ أَو تميلُ في مواقفِها عادةً لصالحِ طهران!.
٦/ الرَّئيس ترامب تاجر بترودُولار وليس تاجر حرُوب، ولذلك فبمجرَّد أَنَّهُ مرَّر صفقة السِّلاح الضَّخمة للرِّياض بعد أَن تحايلَ على الكونغرس، بَدأَ يهدِّئ اللَّعب مع طهران ويقدِّم خطاباً ديبلوماسيّاً جديداً، هادئاً وغَير متشنِّج! والتَّصعيد لحلبِ ضَرع البقرة الخليجيَّة وليس للحربِ!.
كمَّا أَنَّهُ إِستهدفَ بالتَّصعيد والتجييش حماية صديقهِ [نتنياهو] ولمَّا فشلَ في تحقيقِ ذلكَ لم يعُد يرى في التَّصعيدِ ضَرورةً مُلحَّةً!.
٧/ برأيي فإِنَّ ما يُسمَّى بصفقة القِرن لن تمرَّ لأَنَّها تتعلق بالفلسطينيِّين بالدَّرجة الأُولى وهم يرفضُون الصَّفقة جُملةً وتفصيلاً!.
إِنَّها صفقةٌ تجاريَّةٌ بحتةٌ لا تحمل في بنودِها أَيَّ حلٍّ حقيقيٍّ للقضيَّةِ الفلسطينيَّة!.
إِنَّها فضحت نُظُم القبائِل الحاكِمة في الخليج وخاصَّةً الرِّياض والإِمارات اللَّتان أَبدتا إِستعداداً مُطلقاً لتغطيتِها ماليّاً إِرضاءاً للإِدارةِ الأَميركيَّة فقط لتستمرَّ في حمايتِها لهم!.
٨/ الذين راهنُوا على الحربِ خسرُوا مرَّتَين؛ مرَّةً لأَنَّهم دفعُوا ولَم يقبضُوا شيئاً! ومرَّةً لأَنَّهم فضحُوا أَنفسهُم وتبيَّن أَنَّهم أَدوات لحروبٍ إِفتراضيَّة الغرض منها العبث بأَمنِ دُولِ وشعوبِ المنطقة!.
٩/ ما شهدهُ يَوْمِ القُدس عبَّر عن إِرادةِ أُمَّة والتي بينها وبينَ قادتها المُتخاذلين بُعدَ المشرِقَينِ!.
فيَومُ القُدس أَسقط [صفقةَ القِرنِ] بالضَّربةِ القاضيَةِ! ما دفعَ أَصحابها لتأجيلِ الكشفِ عن تفاصيلِها إِلى إِشعارٍ آخر!.
برأيي، فإِنَّ واشنطن ستعودُ إِلى المُربَّع الأَوَّل بتبنِّي [حلُّ الدَّولتَين] المنصوص عليهِ في القرارات الدَّوليَّة.
١٠/ الإِنتخابات الرئاسيَّة الأَميركيَّة القادمة ستكونُ أَشرس من الماضية والديمقراطيُّون يسعَون لتقديمِ أَفضلِ ما عندهُم من المرشَّحين لمنافسةِ الرَّئيس ترامب، مُرشَّح صاحبُ خبرةٍ وتجربةٍ وخطابٍ سياسيٍّ متمكِّن، ليضمنُوا هزيمة ترامب أَمامهُ، ورُبما يقع خيارهُم على السِّيناتور [جو بايدن].
٣١ مايس [أَيَّار] ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Twitter: @NazarHaidar2
‏Skype: nazarhaidar1
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here