قدس العجم!!

خالد الناهي
يحكى ان رجلا سرقت داره في وضح النهار من عصابة يعرفها الجميع، فاستصرخ الناس، وكان من بين الذين هبوا لنصرته، اخا له من ابيه كان يظنه من أعدائه!
عندما عرف الأصدقاء والاخوة من السارق، طأطأوا رؤوسهم وانسحبوا ” لأن السارق لا يرحم”.. إلا اخوه من أبيه بقي معه وأخبره بأنه سيمده بالمال والرجال، حتى يطرد هذا السارق، او سيبقى يصرخ معه كأضعف الإيمان، حتى يسمع الاخرين صراخهم، فالصوتين حتما اعلى من الصوت الواحد
الغريب أن الرجل أبى أن يتقبل من أخيه هذه التضحية، وقال في نفسه دخول السارق بيتي، خيرا من تحريره من ابن والدي!
ما حدث ويحدث في القدس، تماما مثلما حصل مع دار الرجل الذي سرق، فقد احتلها الصهاينة، والجميع يعلم ما لدى هذا العدو من إمكانيات ودول ولوبيات تعمل لصالحه، تجعل اسكات اغلب دول العالم ممكنا، وما يحدث من محاولة لنقل عاصمة إسرائيل الى القدس، خير دليل بأنها وضعت اغلب دول العالم الى صفها، حتى تلك الدول التي تدعي حياديتها..
القدس أولى القبلتين، ولها أهمية بالغة لدى جميع المسلمين، لكن المتضرر الأكبر من الاحتلال هم العرب، والفلسطينيين تحديا، لأنهم يمثلون سكان هذا البلد، حياتهم بيوتهم وكل شيء مرتبط بهم موجود على هذه الأرض الطاهرة.
جميع العرب يتبنون مبدأ أن القدس عربية وفلسطين محتلة، حتى وان كان ذلك حياء..
هناك مبادرة تبناها الراحل السيد الخميني، بتخصيص الجمعة الأخيرة من رمضان، مناسبة للخروج للشوارع في تظاهرات سلمية للتنديد بالإحتلال، وجعل هذا اليوم ” يوم القدس العالمي”.. ولم يقل يوم القدس الإيراني أو العجمي، فلماذا لا نجد صدى لهذا اليوم في الشارع العربي؟!
ما مدى الصوت الذي سيحدثه لو خرج ما يقارب”400″ مليون مسلم عربي في هذه التظاهرة؟
لنترك خروج كل الشعب العربي، فإجتماع العرب على اي قضية مستحيل. أين سيصل صوت عشر هذا العدد..أنهم أربعون مليون عربي مسلم؟
بالتأكيد سيكون الصوت هادر، ولا يستطيع التغافل عنه، حتى من أتباع الصهيونية، وعلى أقل تقدير سيجعل إسرائيل وانصارها يفكرون كثيرا، قبل أي خطوة للتصعيد او التوسع على حساب أراضي أخرى من أراضي الشعب الفلسطيني، ولا يجرؤون على محاولة جعل القدس عاصمة لهم، كما يفعلون الان. المقترح قدم من ابن ابيهم، فكيف يقبلون به!
لتذهب القدس، وتذهب كل فلسطين في احضان الصهاينة، ولا يحتسب ذلك للعجم.
لمن يسأل لماذا نحن العرب لا نزال نراوح في نفس المكان, ان لم نتراجع؟
الجواب: لأننا لغاية الان لم نتحرر من قيود الجاهلية الأولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here