على هامش تفجيرات كركوك : ماحذرنا منه بات واقعا يوميا بدمويته المتكررة

بقلم مهدي قاسم

كنتُ من الكتّاب القلائل الذي لم يشرب نخب الانتصار
على عصابات داعش ــ ميدانيا ــ بالرغم من اعتقادي ب أهمية ذلك الانتصار إلى حد كبير ، فلم أفرح كثيرا لعلمي بأن هذه العصابات الإرهابية ، و قبلها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابية ، فكل ذلك قد وجُد في الرؤوس كأفكار و عقائد محفزة على أعمال عنف و قتل و ارتكاب فظائع
، قبل أن تتناسخ و تتكاثر مثل بكتريا و جرثومة في ميادين الجبهات والمعارك لذا فدعيتُ في مقالات عديدة بعد الانتصار الميداني على داعش على ضرورة ملاحقة هذه العصابات ومطاردتها أينما تواجدت أو اختبئت و من ثم اجتثاثها وإبادتها عن بكرة أبيها ، مثلما يفعلون مع الجراثيم
و الطاعون الأوبئة عندما تنتشر مهددة حياة الناس ، وفي الوقت نفسه معاقبة الداعمين والمموّلين والحاضنين والمتعاطفين مع هذه العصابات الهمجية بعقوبات شديدة ومن ضمنها هدم البيوت على رؤوس الحواضن حتى تكون للعقوبة تأثيراتها المادية والمعنوية والنفسية الصاعقة في آن
واحد ..

فنحن نعتقد أن عصابات داعش أخطر حتى من الأوبئة ، لأنه
يمكن القضاء علي الأوبئة في أزمنة وأمكنة محددة وحصرها هنك كخطر مشخّص ، بينما عصابات داعش لا يمكن القضاء عليها بهذه الطريقة لأنها مدعومة من قبل ” مواطنين ” محليين من ساسة متنفذين و شيوخ عشائر و رجال دين متطرفين فضلا عن تمتع بعضهم بشبكة علاقات سياسية واسعة
حتى داخل الحكومة و الدولة ، فقلنا و طلبنا و حثينا الحكومة وقواتها الأمنية على التحرك السريع والواسع في أوانه لمطاردة فلول عصابات داعش ، وهي مهزومة ميدانيا ، بل و منهكة ، و مثبطة إرادة و عزيمة ، مطاردتها بكل إصرار و هوادة و ضراوة بهدف القضاء على غالبية عناصرها
و قيادييها ، قبل أن تلتقط أنفاسها و تجمع قواها المبعثرة والمشتتة لتعاود الهجوم مجددا / أجل قلنا ذلك و طالبناه بمقالات عديدة مؤخرا ..

و لكن عبثا وهباء ..

إذ فلم تحرك القوات الأمنية ساكنا ، بقدر حاولت الدفاع
عن نفسها إزاء هجمات عناصر داعش أ!! ، أو اكتفت أحيانا بمطاردتها قليلا و تركها تختفي هنا و هناك ، لتعاود الظهور و الهجوم مرة تلو أخرى ..

إلى أن توجت هجماتها الإجرامية أخيرا بسلسلة تفجيرات
كركوك ، إضافة إلى جرائم حرق المزارع ..

و هذا يعني أن عناصر داعش قد جمعت قواها و فلولها و
ثقتها بنفسها ، لتصبح قوة ضاربة بمخالبها الطويلة ، لتكون ما قبل احتلال الموصل ومناطق الأنبار : أي قوة تحد ومداهمات مباغتة وسلسلة تفجيرات مروعة ، غربا و شمالا ، و عما قليل في قلب بغداد أيضا ، وربما صعودا نحو مناطق الوسط و الجنوب ..

فالفضل في ذلك يرجع لتهاون الحكومة العراقية و قواتها
الأمنية في استرجاع عناصر داعش الإجرامية قواتها المبعثرة والمشتتة و المنهكة الجريحة ..

ولا عجب في ذلك : فطالما ساسة ” شيعة ” يحكمون في العراق
، نقصد من حيث القرارالسياسي الأهم في أيديهم ، فما من شيء سينجح في اللعرؤاق تحت حكمهم الكسيح ، بمعنى سيبقى الفشل الإداري ، بموازاة الفساد ، على كل صعيد وناحية ، هو المعرقل الرئيسي للنجاح والتقدم نحو مرحلة أفضل و أحسن ..

وقد قلنا ذلك مراراــ و كذلك غيرنا ــ قبل سنوات طويلة
، وها نحن نُعيدها مرة أخرى بمناسبة سلسلة هجمات كركوك الإجرامية ..

هامش ذات صلة :

(رتفاع
مساحات مزارع الحبوب المحترقة إلى 15866دونما

تفجيرات
وحرائق في كركوك.. الصدر يدعو لإنقاذها وبارزاني لحماية مكوناتها
د أسامة مهدي

حرائق التفجيرات وسط كركوك

قرائنا

من مستخدمي تلغرام

يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام

إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من لندن: فيما شهدت محافظة كركوك العراقية الشمالية المتنازع عليها تفجيرات وحرائق أدت إلى مقتل واصابة العديد من المواطنين، فقد دعا الصدر الحكومة إلى التصرف أو تدعه يتصرف.. فيما دعا بارزاني إلى العمل المشترك والتعاون بين قوات البيشمركة و إقليم كردستان والحكومة العراقية بهدف القضاء على التهديدات الإرهابية وحماية مكونات كركوك.

فقد شهدت محافظة كركوك (255 كم شمال شرق بغداد) ستة تفجيرات دامية الليلة الماضية أدت إلى مقتل واصابة 20 شخصا استهدفت مراكز تجارية وشوارع وسط مدينة كركوك مركز المحافظة.

وطالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر باعتبار المحافظات التي تتعرض لتفجيرات وحرائق محافظات منكوبة تديرها الرئاسات الثلاث بإشراف مباشر وبالتعاون مع الجيش والشرطة حصرا.

وغرد الصدر على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي تويتر” وتابعته “إيلاف” يقول: كركوك ضحية الفساد.. كركوك ضحية الصراع القومي.. انقذوا كركوك الحبيبة واعلموا أن محافظات الجنوب ترزح بالفقر والفساد ومحافظات الوسط قد أنهكتها الصراعات والفساد وأما محافظات: ديإلى وكركوك وصلاح الدين والأنبار والموصل فقد ذهبت ضحية الطائفية والفساد. اسمعوا وعوا وتداركوا الموقف قبل فوات الأوان، فيا (حكومة العراق) إما أن تتصرفي أو دعونا نتصرف.. عسى أن ننفع ولا نضر فالشعب يعاني ويلات الجوع والتسلط والفساد بأقسى وأعلى مستوياته.. فاكبحوا جماح الفاسدين واقصوا المتحزبين وأبعدوا (المجندين) عن تلكم المحافظات ولتعلنوها محافظات منكوبة تديرها (الرئاسات الثلاث بإشراف مباشر وبالتعاون مع الجيش والشرطة حصرا وإلا فات الأوان.. سلاما موطني”.

تغريدة الصدر عن تفجيرات كركوك

ومن جهتها، قالت خلية الإعلام الامني الرسمية في بيان اطلعت عليه “إيلاف” إن اعمالا إرهابية بواسطة 6 عبوات ناسفة قد انفجرت في كركوك والقوات الأمنية ابطلت مفعول عبوتين ناسفتين. وأوضحت ان هذه الأعتداءات حصلت في شارع القدس والمحافظة وطريق بغداد بمحافظة كركوك، حيث أشارت معلومات إلى مقتل 4 اشخاص واصابة 27 آخرين بجروح.

عودة داعش

وعلى الفور حذرت لجنة الامن والدفاع البرلمانية من معلومات افادت عن انسحاب بعض القطاعات العسكرية ليلاً من بعض المناطق الواقعة جنوب كركوك وتركها من دون تغطية أمنية خشية هجمات محتملة من عناصر داعش.

ودعا عضو اللجنة عدنان الاسدي في بيان اطلعت “إيلاف” على نصه القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي إلى فتح تحقيق عاجل بالتفجيرات الستة التي شهدتها كركوك مساء الخميس ومحاسبة الضباط المقصرين.

وقال إن التفجيرات المتتالية في وسط كركوك تنذر باخطار أمنية محتملة سواء على صعيد أمن كركوك او أمن المحافظات الأخرى ومنها العاصمة بغداد في حال لم تتخذ الاجراءات الرادعة ومنها القيام بعمليات استباقية تستهدف بؤر وحواضن داعش في المدينة ومحاسبة الجهات المسؤولة عن حالة التراخي الامني هناك.

وأكد الاسدي القلق من المعلومات التي تتحدث عن انسحاب بعض القطاعات العسكرية ليلاً من بعض المناطق الواقعة جنوب كركوك وتركها من دون تغطية أمنية خشية هجمات محتملة من عناصر داعش.. وأشار إلى اهمية إعادة تقييم للقوات الامنية والحشد العشائري المنتشرين جنوب كركوك والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة وبضمنها اصدار البطاقة الوطنية في المناطق المحررة حتى تتمكن الجهات الامنية من مطابقتها وتشخيص الارهابيين المطلوبين للقضاء.

بارزاني: التفجيرات استهداف لمكونات كركوك

واعتبر رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني تفجيرات كركوك استهدافا لتعايش مكونات المدينة وطمأنينة مواطنيها.

ودعا بارزاني في بيان الجمعة تابعته “إيلاف” الحكومة العراقية إلى الكشف عن مرتكبي هذه الهجمات بأسرع وقت وإنزال العقاب المناسب بحقهم. واكد أن “هدف الإرهاب هو ضرب تعايش مكونات كركوك والتفجيرات فيها تشكل خطراً كبيراً على حياة وطمأنينة مواطنيها”.

وشدد على ان مواجهة هذه الهجمات الإرهابية وخاصة في كركوك تتطلب العمل المشترك والتعاون بين قوات البيشمركة ومؤسسات إقليم كردستان والحكومة العراقية بهدف القضاء على التهديدات الإرهابية وحماية المكونات وإعادة كركوك لوضعها الطبيعي”.

الاتحاد الوطني يدعو الى إعادة قواتهم البيشمركة إلى كركوك

اما الاتحاد الوطني الكردستاني فقد دعا رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى إعادة انتشار قوات البيشمركة الكردية في كركوك من أجل إعادة أمنها واستقرارها مع حلول عيد الفطر.

وقالت كتلة الحزب البرلمانية في بيان صحافي إن “هذه التفجيرات الجبانة تقف خلفها جهات إرهابية لا تريد لكركوك الاستقرار ولسكانها الأمن والخير وتسببت بسقوط قتلى وجرحى من المدنيين الأبرياء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here