مختصر لكنه بالتفاصيل !

د خالد القره غولي
يتذكر أهل الأنبار وتحديداً أهالي مدينة الرُمادي من أقراننا بداية سبعينيات القرن الماضي .. حين إستقبلت الرُمادي المدينة الصغيرة غير المؤهلة سكانياً وإقتصادياً وإجتماعياً
( آنذاك ) لإستقبال آلاف وآلاف وآلاف الأخوة الكرد الاعزاء من محافظات السليمانية وأربيل ودهوك وكركوك وخانقين بسب الازمة بينهم وبين الحكومة العراقية السابقة
.. والتي وصلت ذروتها بين عامي ( 1974 – 1975 ) يتذكرون جيداً كيف ذابوا وإندمجوا وعاشوا بين ربوع أهلهم في الرمادي وطال سكنهم وبنيت وأسست وإستحدثت أحياء كاملة بإسمهم وتصاهروا مع أهل الرُمادي وسميت أحياء كاملة بإسمهم
( حي الكرد ) وأصبح الكثير منهم تجار وأكمل أغلبهم الدراسة وأضحوا زملاء لنا في الجامعة .. ويذكر أيضاً أهل البصرة كيف حملوا جراحهم وأنينهم أبان الحرب العراقية – الإيرانية ووصلوا إلى الرُمادي غارقين بهمومهم وأحزانهم ثم مالبثوا أن أصبحوا جزءاً من أهل الرُمادي بعد اسابيع .. ولم يتجرأ واحدٌ من أهلي في الرُمادي أن يسأل اخوتنا الكرد
أو أهالي البصرة عن دينهِ وطائفتهِ .. هكذا هم أهلي في الرُمادي لكنهم لم يحسبوا أبداً حساباً لما سيحدث لهم في المستقبل !
وها هم ينتقلون من مدينةٍ عراقية إلى أخرى وحكومات تلك المدن تطاردهم كالمجرمين رغم البلاء الذي حلَّ بهم والخراب والدمار الذي أحال مدنهم إلى أطلال وشواخص , فالعراقيون براء مما يقع على أهل الرًمادي من ظلمٍ وحيف وكتابٌ أسودٌ سيءٌ آخر ينضم إلى رفوف مكتبة الحكومات العراقية المخزي السابقة والحالية والتي ستشكل في المستقبل لأنها لاتنظر إلى شعبها الذي هُدرت أبسط حقوقه وتحول العراقيون من ابناء وطنٍ واحدٍ إلى نازحين ومهجرين في وطنٍ مشرد مفتت مقسم ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here