حول تخلف الشعوب التكويني في أصل الخلقة

خضير طاهر
بداية لم أطلع من قبل على الكتابات التي تناولت تخلف الشعوب ، وقد تكون مثل هذه الأفكار موجودة لدى المستشرقين وغيرهم أثناء الحقبة الإستعمارية ، وبودي هنا طرح رؤيتي الخاصة بشأن تخلف الشعوب الأصيل الذي لاينفع معه أية معالجات عن طريق التعليم والثقافة والممارسة الحضارية !
والكلام هنا بعيدا عن الجانب القانوني الذي يساوي بين البشر ويدعو الى العدالة بين الجميع ، وإنما هو رؤية تحليلية قائمة على التجربة والتاريخ والواقع وقناعة فلسفية خلاصتها ان الحياة ليست منظمة بشكل مباشر من الرب – إن وجد – وان الإنسان هو ليس أفضل المخلوقات وسيد الكون ، بل أحد أجزاءه العبثية التي ليس لوجود هذا الإنسان أي معنى وضرورة .
في عالم المخلوقات نجد طبقات ومستويات في أصل التكوين ، وهذا ماينطبق على البشر ، فالشكل الآدمي الواحد يحتوي فروقات كبيرة بين أفراد النوع الواحد ، وهذه الفروقات من وجهة نظري ليست مرتبطة بالتاريخ والظروف الحضارية وعوامل التطور والتخلف ، بل في أصل التكوين ، فالإنسان لم يخلق بصفات ومزايا نفسية وعقلية واحدة ، ولاتزال بداية ظهوره على الأرض مجهولة ، ولعل إنقسامه الى شعوب مختلفة فرضته الطبيعة النوعية لكل جماعة عن الأخرى .
على مدى التاريخ نلاحظ الطبيعة المتخلفة من حيث إدارة الشؤون الذاتية ، والتعامل مع العالم وغياب الإبتكار والإبداع الأصيل للشعوب : العربية ، والأفريقية ، والأسيوية ، واللاتينية ، ولم يكن سبب هذا التخلف وجود قصور في التعليم والثقافة والتجارب والممارسة الحضارية ، بدليل إن أبناء هذه الشعوب ذهبوا الى الدول المتطورة حضاريا وعلميا وسياسيا مثل: أوربا وأميركا وكندا وأستراليا ، وعاشوا هناك وأنجبوا الأجيال ، ومع هذا ظلوا في نفس مستوى تخلفهم يعيدون إنتاجه وتكراره وهم في كنف هذه الدول الراقية ، بحيث لم يؤثر فيهم التعليم المتطور ولاقيم الحياة المتحضرة ، ولاطبيعة النظم السياسية الديمقراطية الحقيقية !
والسبب حسب رؤيتي للمشكلة على ضوء المقارنة مع سكان أوربا الغربية والولاديات المتحدة الأميركية البيض من أصل أوربي غربي خصرا .. ان المشكلة ليست خارجية ، بل هي داخلية تتعلق في أصل التكوين لهذه الشعوب المتخلفة التي مر ذكرها ، فأصل التكوين للإنسان الأوربي الغربي يحمل مزايا نوعية متطورة غير موجودة لدى العربي والأسيوي والأفريقي واللاتيني ، وبشأن تطور كوريا الجنوبية واليابان فإنه حصل بفضل الرعاية الأميركية لهما وليس نتيجة جهودهما الذاتية ونفس الأمر حصل مع أستراليا وأميركا وكندا حيث كان للأوربي الغربي الدور الرئيسي في تطورها
من هنا يتضح ان البشر مستويات متعددة في أصل الخلقة ، وان الطبيعة أو الرب لم يخلقهم متساويين لا من حيث الشكل ولا من حيث القدرات العقلية ، وبحسب الدليل المتعلق بإبناء هذه الشعوب المتخلفة الذين هاجروا الى أوربا وأميركا .. يتضح ان التخلف قدر حتمي لاعلاج له بعد ان مرت آلاف السنين على هذه الشعوب ولم تستطع تجاوز تخلفها !
و بخصوص أصحاب النظرة المثالية الذين يرون الأمر من زاوية العنصرية والمساواة .. ان العنصرية موجودة لدى جميع البشر بلا إستثناء ، والفرق بين الإنسانيين المنادين بالعدالة والمساواة والعنصريين هو ان جماعة المساواة إستطاعوا السيطرة على مشاعرهم العنصرية ، بينما الطرف الثاني لم يسيطر ، وكلاهما يتساويان في الإحساس بالمشاعر العنصرية ، فلا يوجد بشر لايعيش ويشعر بالعنصرية التي هي حزء من التكوين الطبيعي للإنسان بوصفه كائن أناني شرير !

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here