الكراهية ال تدوم!!

ذ كرني زميلي بلقاء حصل مع أحد المشاركين في الحرب العالمية الثانية , بعد أن أرسل لي حديثا مسجال
ألحد الناجين من تلك الحرب.
فقبل بضعة سنوات إلتقيت في باريس بفرنسي تجاوز التسعين من عمره , لكنه اليزال معافى الحواس
ويجيد اإلنكليزية ويعبر بها بوضوح , وكان محاربا ضد اإلحتالل األلماني لفرنسا , وهو من الجيش السري
الذي كان الذراع الداخلي الناشط لديغول , والذي كان يعد قواته في إنكلترا , وراح يقص حكايات تلك األيام
, وكيف كانوا يقتلون الجنود األلمان , ويشاركون بنقل المعلومات عن الجيش األلماني وتحركاته ومواضعه.
وبعد أن أفاض بأحاديثه وقصصه , حدق بوجهي مبتسما , ومن ثم مقهقها وهو يقول: الكراهية ال تدوم…كنا
نكره األلمان ونقتلهم…
واليوم…
إبني متزوج من ألمانية…وأحفادي فيهم دم ألماني …. وعندما أزور ألمانيا ال اشعر بالكراهية…إنها المحبة
والتفاعل اإلنساني…
ومضى يضحك ويعيد: الكراهية ال تدوم…

ويضيف: فها نحن اليوم في اإلتحاد األوربي ونتزاور ونتزاوج , لقد ولت أيام الكراهية , ونعيش زمن
المحبة ..
تأملته بإعجاب وقلت لنفسي: نعم لن تدوم الكراهيات , وسنعيش أيام المحبة والبهجة والتفاعل اإلنساني
الجميل…
فالمجتمعات البشرية ال ترغب بالكراهية , وقلبها مليئ بالمحبة , فمهما تنامت الكراهية فأنها ستؤول ذات
يوم إلى موانئ المحبة والوعي بالرابطة اإلنسانية الجامعة ما بين البشر.
فأيهما افضل الكراهية أم المحبة؟
إن البشر يسعى للمحبة ألنه يريد البقاء ويحيد عن الكراهية ألنها ضد إرادة البقاء والتقدم والرقاء
نعم إن الكراهية ال تدوم والمحبة أمر محتوم!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here