الفجر الامريكي المزعوم.

الحتمية.
علي العرداوي.
الإقتصاد حرب جديدة للتغلغل وزرع النفوذ، للشركات الامريكية العملاقة، عن طريق الضغط من قبل السياسة الامريكية، ليتم التحكم بالسوق العالمي بأذرع متعددة، ليصنع ما يسمى بالحرب الباردة، وهي اكثر الحروب خسة ونذالة على مر العصور، حيث تقوم على تجويع الشعوب واذلال الحكومات، لينصاعوا للأوامر الامريكية بدون قيد او شرط، لتصبح تجارة النفط والسلاح مرتبطة بالغذاء العالمي، تحت التحكم والإدارة الامريكية.

في هذه المرحلة اصبح الوجود الامريكي حتميا، فبعد ان كانت الولايات المتحدة الامريكية، تتدخل بكل صغيرة وكبيرة لتصنع لنفسها النفوذ، اصبحت الان جالسة يذهب اليها الجميع، من عملاء وخونة وجهلة ليأخذوا منها الموافقة، على كل شيء حتى في تنصيب الملوك والرؤساء لبلدانهم، ويستنجدون بالامريكي، بل ويستشيرونه في الامور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

منطقة الخليج تمتلك ثروة نفطية هائلة، وهذه الثروة النفطية او ما يسمى بالذهب الاسود، جعلت هذه المنطقة محط انظار العالم، والمكان الذي يتصارع عليه تجار الحروب، ليتمكنوا من خلال السيطرة عليه، ان يسيطروا على الاقتصاد العالمي، وبالتالي يصبح العالم تحت سطوتهم العسكرية الاقتصادية، او ما يسمى بالحرب الباردة، وهي الحرب الاقتصادية التي تضخمت في بعض البلدان، التي استغلت هذه الثروات واصبحت بمنتهى القوة، بسبب ريع ثروات هذه المنطقة.

القوة الامريكية المتحكمة بالنظام العالمي، والتي لها السطوة على كل الانظمة تقريبا في هذه المنطقة، جعل من المحتم عليها ان تتصرف وكأنها وصي او شرطي على العالم، بعد ان مَكَنَها جميع حكام المنطقة من السيطرة على بلدانهم، ليصنع العدو الامريكي لهؤلاء الحكام، دول مصغرة دكتاتورية داخل بلدانهم، او ليصبحوا عوائل حاكمة تتلقى اوامرها من CIA الامريكية، ليصدروا القرارات والاحكام، بعد ان يتلقوها من اسيادهم الامريكان من تحت الطاولة، ويرحبوا في العلن بقرارات الدولة العظمى، المحافظة على السلم العالمي وهي الولايات المتحدة الامريكية، ليكن التواجد الامريكي، والقرار من زعماء العرب ومنطقة الخليج العربي تحديدا، متوافقا ليصنع الشرعية والحتمية لوجودهم، في بلدان المنطقة الغنية.

من ضمن ما ذكرنا سابقا، يثبت لنا بالدليل ان توافق التصريحات الامريكية، التي تعلو كل حين، منذ عقود طويلة، دفاعا عن دولة الكيان الصهيوني، مع فتح قنصليات وسفارات اسرائيلية، في بعض الدول العربية، ان هناك توجيه وامر امريكي، لحكام وقادة هذه الدول، للانفتاح والتعاون مع اسرائيل بالسر، وتخفيف حدة تصريحاتهم ضدها بالعلن، وهو ما تم تطبيقه بكل إخلاص، من اغلب دول الخليج العربي، وباقي دول المنطقة، حيث يتم العمل مع اسرائيل وإعطائها الشرعية، اقتصاديا وسياسيا وبكل هدوء وسلاسة، على حساب الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي فقد حريته بسبب هذه الخيانة العظمى.

يتضح لنا بأن الولايات المتحدة الامريكية، حولت الانفعال والغضب العربي، ضد الكيان الصهيوني الغاصب، من حرب عسكرية مباشرة، الى حرب سياسية اقتصادة ناعمة وباردة، خففت الثوران الشعبي العربي كثيرا، من جانب ومن جانب اخر، حصلت على تأييد وموافقة زعماء تلك الشعوب العربية، قسم منها بالسر وقسم اخر بالعلن بلا حياء او خوف، لتصبح اسرائيل امرا حتميا، ودولة بدأ الاعتراف بها من قبل زعماء وملوك العرب، وبهذا نجح المخطط الامريكي الاسرائيلي.
الذي بدأ ببذرة صغيرة، وهي زرع حرب بين المسلمين انفسهم، لينشغلوا بعدو جديد غير اسرائيل وامريكا، ويكونوا اشد برها له منهما، وبالارقام نثبت نجاح مخططهم هذا، فقد اقدم اكثر من 1800 انتحاري فلسطيني، في العراق منذ سقوط صدام، حسب احصائية وزارة الداخلية العراقية، اي منذ خمسة عشر عام، وهذا ما يعادل اكثر من اربعة اضعاف الإستشهاديين الفلسطينيين، الذي هاجموا اسرائيل منذ
اكثر من 70 عام، اي منذ عام 1948، وهو يوم اعلان دولة اسرائيل، على الاراضي الفلسطينية المحتلة.

منذ اول عملية استشهادية فلسطينية، بتاريخ 1993/4/16 التي قام بها الشهيد ساهر التمام، الذي اهدى هذه العملية الى مبعدي مرج الزهور بلبنان، الذين ابعدتهم سلطات الاحتلال، عن فلسطين ورفضت عودتهم إليها، واغلبهم من قادة المقاومة الفلسطينية، مرورا بالشهيد محمود مرمش، الذي نفذ عملية نتانيا، واستشهد بتاريخ 2001/5/18، الذي كتب في وصيته 《سأجعل من جسدي قنبلة، افجر بها اجساد الصهاينة، انتقاما لكل قطرة دم، سالت على تراب بيت المقدس…》الى العملية الاستشهادية المزدوجة، التي نفذها الإستشهاديين شادي الزغير ومحمد الحرباوي، في يوم 2008/2/4 في ديمونا، ردا على الحصار الظالم لقطاع غزة، حيث ظهر الإستشهاديان في شريط مصور، أكدا فيه ان العملية، هي استمرار لدرب الجهاد والمقاومة، وإنتقاما لدماء الشهداء.
هكذا تلاعبت الولايات المتحدة الامريكية، وبمساعدة الكيان الصهيوني الغاصب، بعقول الشباب العربي المسلم، ليفقد الإتجاه الصحيح، ويضيع عليه تشخيص العدو الحقيقي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here