* د. رضا العطار
لقد ازدهرت المانيا في القرن الثامن عشر صناعيا وتجاريا، ونتيجة لهذا الازدهار اصبحت المانيا تتصدر اوربا ابان عصر النهضة الاوربية في مجال التعليم الابتدائي الذي اصبح في عهد فريدريك وليم الاول الزاميا علمانيا قاسيا. في حين اخذ دور المدارس الدينية يتضاءل بعد ان ضعف تاثير الدين في الحياة الالمانية بسبب تطور العلم والفلسفة ونتائج البحث العلمي في الكتاب المقدس التي ازالت الاوهام، هذا ما يذكره المؤرخ الامريكي ول ديوارنت.
اما في مجال الفنون واخص منها الموسيقى، فقد ازدهرت، لكون الموسيقى جزءا من الدين – كما ان الدين كان جزءا كبيرا من الموسيقى – وكانت المانيا في هذا العصر مجنونة بالموسيقى كجنون ايطاليا بها. فظهر يوهان سباستيان باخ عام 1685 – علما ان عائلة باخ تعتبر اكبر عائلة موسيقية في التاريخ كله. كما وُلد هاندل في العام 1685 وظلت المانيا تحتفظ بمكان الصدارة في الموسيقى الاوربية حتى العام 1897
وقد توّجت الموسيقى الاوربية بظهور ذلك العبقري الفذ الذي اصبح رمزا عريقا لألمانيا وهو بيتهوفن المولود عام 1770 – وظهر كذلك المبدع الموسيقي برامز، الذي طور الموسيقى الكنائسية ( الاوراتوريوم )، وهذا المصطلح يعني التضرع و الابتهال.
وفي الادب ظهر شاعر المانيا العظيم جوهان غوتة (وُلد عام 1749 الذي عُدّ اعظم شعراء المانيا في التاريخ كله. كما ولد في منتصف هذا القرن شاعر المانيا الكبير جوهان شيلر الذي كتب الشعر والمسرحيات ومن اشهر مسرحياته (وليبم تل) وكذلك اوغست شليغل الذي كان ناقدا حصيفا وشاعرا رومانسيا مجيدا رائدا.
وفي مجال الفلسفة ظهر شوبنهاور المولود عام 1788 الذي كتب كتابه الشهير :
(العالم ارادة وفكرة)
وفي مجال العلم شهدت المانيا ثورة ثقافية انسانية في الحضارة البشرية هائلة عندما تم اختراع الطباعة على يد الالماني جوهان جوتنبرغ المولود عام 1400 – – فطبعت ملايين الكتب، وزعت على البلدان الاوربية التي ساهمت مساهة فعالة في تفتح العقول بينما شيخ الاسلام في الدولة العثمانية لم يوافق على طباعة الكتب الا بعد 200 سنة من هذا التاريخ !
اما في مجال الاقتصاد كان كارل ماركس الالماني في منتصف القرن التاسع عشر صاحب الفلسفة الاقتصادية المادية في كتابه الشهير (رأس المال) التي وضعت اسس النظام الاشتراكي في العالم .
وفي القرن السادس عشر ظهر في المانيا جوهان كيبلر، العالم الالماني الفذ الذي اسس علم الفلك الحديث والف كتاب (سر الكون) 1596 وكتاب (تناسق العالم) 1619
كما ظهر البرخت دورير الذي كان فنانا لا يقل موهبة عن ليوناردو دفنشي في الرسم والنقش – وترك لنا اشهر لوحاته الفنية ( الرسل الاربعة) 1526 – – واشهر منقوشاته
النحاسية (الفارس والموت والشيطان) 1513 – – – كما ظهر الشاعر هانس زاكس، الذي عرف بغزارة انتاجه.
* مقتبس من كتاب التكايا والرعايا لمؤلفه د شاكر النابلسي.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط