لماذا العيد يفرقنا ولا يجمعنا

نعم لماذا العيد يفرقنا ولا يجمعنا لماذا يشقينا ولا يسعدنا
لهذا كثير ما أتمنى ان تلغى الاعياد في بلاد الاسلام لانها وراء كل ما يحدث من نيران فتن ونزاعات بين ابناء الشعوب العربية والاسلامية والسبب في استمرار هذه النيران وتفاقمها واتساعها
المعروف في كل العالم الاعياد مناسبة لشفاء النفوس وتنقية القلوب ودواء لمعالجة الجروح والامراض وازالة الحقد و والعداوة والبغضاء وجمع شتاتها وتقوية وحدتها وغلبة المحبة بين ابنائها الا اعيادنا نحن المسلمون لا نحصد منها سوى زيادة التفرقة وكرهنا لبعضنا وتفاقم حقدنا وزيادة في اتساع نيران الفتن
نحن في زمن العلم ويمكنه اي العلم ان يحدد رؤية الهلال بدقة ووضوح لا يقبل ادنى شك ليس لهذا الشهر بل لأشهر لسنين كثيرة قادمة وهذا امر واضح وجلي ومتفق عليه من الجميع من قبل اهل العلم وكل من يملك عقل لا شك ان الركون الى العلم ينهي ويبطل اي نوع من الاجتهاد مهما كان ذلك الاجتهاد
دعونا نترك العلم ونتوجه الى الدين الاسلامي اليس الاسلام رحمة للعالمين ومن اسس هذه الرحمة وحدة المسلمين زرع روح المحبة والتسامح في نفوس المسلمين جميعا وهذا لا ياتي الا من خلال توحيد اعيادهم الاسلامية ومناسباتهم الدينية فهم مختلفون على بدء شهرالصيام وانتهائه ومختلفون على بدء اول ايام عيد الفطر واول ايام عيد الاضحى ومختلفون على ولادة الرسول وعلى وفاة الرسول وعلى ليلة القدر ومختلفون على كيفية الصلاة تكتفا ام اسبالا وهل نغسل الاقدام ام نمسحها وكيفية غسل اليدين تبدأ من العضد ام من الكف وهل نقول آمين بعد قراءة سورة الفاتحة او لم نقل هل نصلي على تربة ام لا الحقيقة انها امور لا تشكل اي شي وليس لها اي معنى خاصة بالنسبة لأهل الاسلام المتمسكين بروحه والملتزمين بقيمه ومبادئه الانسانية السامية قد تكون مهمة للذين في نفوسهم مرض والذين وجدوا بمثل هذه التراهات وسيلة لتحقيق مصالحهم الخبيثة ومراميهم الخسيسة لانهم على يقين اذا توحد المسلمون وتوجهوا جميعا لبناء الحياة وخلق الانسان المستقيم لا مكان لهم على الارض لهذا فانهم يشجعون مثل هذه الحالات ويغذوها ويهتموا بها بحجج واكاذيب واهية لا تمت لروح الاسلام باي صلة ان لم اقل معادية لها
لا شك ان الاسلام منذ بدء شروق شمسه في مكة واجه هجمات ظلامية قادتها الفئة الباغية الظلامية بقيادة معاوية ال سفيان باسم الاسلام حتى تمكنت من تضليل الكثير من المسلمين وخداعهم ومن ثم اختطاف الاسلام وأفراغه من قيمه من مبادئه الانسانية السامية واعادة قيمهم الجاهلية الوحشية الظلامية وشنوا حملة كبيرة من اجل قبر روح الاسلام وكل من تمسك بالاسلام ولا تزال مستمرة في حربها للاسلام وتشويه صورته والاساءة اليه بعد ان غيرت اسمها من الفئة الباغية الى الوهابية الارهابية بقيادة ال سعود التي اعلنت مواصلة مسيرة كره وحقد الفئة الباغية فكانت وراء كل ما اصاب الاسلام من تخلف وتأخر وما حل بالمسلمين من نكبات وكوارث ومصائب وما يحدث حولنا من فساد وارهاب حتى حولوا الاسلام الى شقاء وعذاب للعالمين بعد ان جاء رحمة للعالمين
لست مبالغا اذا قلت وحدة المسلمين تبدا بوحدة الاعياد الدينية وفي المقدمة وحدة عيدي الفطر والاضحى ووحدة شكل الصلاة وطقوسها العامة والتوجه للعالم بروح واحدة بروح الاسلام الانسانية الحضارية والمساهمة في بناء الحياة وصنع الانسان المستقيم فقرب الانسان وبعده من الله من خلال مساهمته في بناء الحياة من خلال خلق الانسان المحب للحياة والمضحي من اجلها فكلما ساهم اكثر في بناء الحياة وسعادة الانسان كلما ازداد قربا من الله ونال رضاه والعكس تماما كلما ساهم في تدمير الحياة وشقاء الانسان كلما ازداد بعدا عن الله ونال غضبه
الاسلام دين حياة دين علم وعمل هدفه اقامة العدل وازالة الظلم فانه يرى الفقر كفر الظلم كفر الجهل كفر ولا يمكن ان نطلق على مجتمع مجتمع اسلامي مجتمع مؤمن ويسود ابنائه الفقر والظلم والجهل حتى لو صلوا وصاموا انه مجتمع كافر عدو لله ولرسالته
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here