المرجع الديني الشيخ محمد مهدي الخالصي:على المسؤول ان يسعى لخدمة الوطن والمواطن، ونحن مع من يعمل على وحدة الامة

ونصرة المظلوم في الوقوف بوجه الظالم
وقال المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد مهدي الخالصي (دام ظله)، خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة، بتاريخ 3 شوال 1440هـ الموافق لـ 7 حزيران 2019م: ان اساس نجاح الاقتصاد هو رأس المال وتقوى التاجر، فإذا وجد رأس المال ولم يكن التاجر متقياً لله تعالى وكان محتكراً في تجارته او غاشاً لها فهو ملعون ولن يفلح في تجارته، وما يجري اليوم من تعاملات تجارية قائمة على أساس المراوغة والكذب والغش في المواصفات هو السبب في هذا الضياع والفوضى التي نراها اليوم في الأسواق.

وأضاف سماحته (دام ظله): متى ما اجتمعت الفضيلة والتفقه في الدين، ومعرفة الحق وتميزه عن الباطل، ومتى كانت الأمة تسير وفق منهج الإسلام والدعوة إلى احياء معالم الدين، فإنها ستكون بخير، ولا يستطيع ان يتسلّط عليها ظالم أو يغلبها عدو، ومتى ما تخلت عن ذلك أصابها البوار والفساد والخراب، وتسلّط عليها الظالمون وغلبها الغالبون.

وتابع سماحته (دام ظله) قائلا: يجب على المسؤول ان يسير على منهج الإسلام صحيح، وان يجعل هدفه في سعيه اصلاح ما بينه وبين الله، وخدمة الوطن والمواطن حتى يصلح الله ما بيته وبين الناس، اما إذا كان هدفه جمع المال والجاه وحب الدنيا، فلن تكون له نتيجة مرضية.

واوضح سماحته (دام ظله) لقد قال ربنا : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)، هذا قانون إلهي وسنة كونية، فمن جاهد في سبيل الله يوفقه الله للطاعة، ومن ادى الواجبات التي عليه بإخلاص من كل اصناف المجتمع، المسؤول في ادارة مؤسساته، والتاجر في تجارته، والطبيب في عيادته، وغير ذلك يوفقهم الله للخير والبركة، اما من لم يفعل ذلك، فسيكون طريق الشيطان سبيله، ولا نجاة من حبائله حتى تكون نهايته في طاعة الشيطان وليست في طاعة الله تعالى، وذلك هو الخسران المبين.

وقال سماحته (دام ظله): اننا وفي ذكرى مرور ثلاثين سنة على وفاة الإمام الخميني (رحمه الله) الذي وفقه الله لمهمة كبيرة وهي تخليص ايران من جور شجرة آل البهلوي الظالمة الخبيثة التي كانت تعمل في خدمة اعداء الله والاستكبار العالمي، وبهذه المناسبة نؤكد على مسألة مهمة؛ وهي ان هذا العبد الصالح قد اصلح بصدق ما بينه وبين الله، وأراد انقاذ الامة والسير بها في طريق الإسلام فوفقه الله لذلك وأصلح بينه وبين الناس، فانقادت له جموع الشعب وكتب له النصر، فعلى الذين جاءوا من بعده الثبات على هذا الهدف، وهو البقاء في هذا الطريق، والحفاظ على ثوابت الإسلام الحقة بعيداً عن المنزلقات الطائفية أو العرقية.

وبيّن سماحته (دام ظله) قائلاً: مثلما وقفنا إلى جانب الإمام الخميني (رحمه الله) قبل الثورة الإسلامية وكنّا في نصرته آنذاك، لازلنا مناصرين ومؤيدين لهذا المنهج في طاعة الله، ووحدة الامة الإسلامية، والوقوف بوجه الاستكبار العالمي، وهذه دعوتنا للمسؤولين في عالمنا العربي والإسلامي؛ نحن مع من يعمل في طاعة الله تعالى، ووحدة الامة، ونصرة المظلوم في الوقوف بوجه الظالم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here