بدء إجراءات التعرف على هويات جثث في مقابر جماعية شمال العراق

الجمعة – 3 شوال 1440 هـ – 07 يونيو 2019 مـ

بغداد:
شرع الطب العدلي في بغداد إجراءات التعرف على هويات 141 جثة استخرجت من مقابر جماعية في سنجار المعقل الرئيسي للأقلية الإيزيدية في شمال العراق.
وقال زيد اليوسف، مدير عام الدائرة، لوكالة الصحافة الفرنسية أمس: «سنجري بالبداية فحص الرفات البشرية بعدها نأخذ عينات الحمض النووي – دي إن أي – ونقارنها بقاعدة البيانات التي تم جمعها من العائلات».
وأشار الطبيب إلى أن «هذا العمل جهد مشترك بين مؤسسة الشهداء ومديرية المقابر الجماعية وكوادر الطب العدلي مع منظمة اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، إضافة إلى الفريق الدولي التابع للأمم المتحدة».
والإيزيديون أقلية يصل عددها لأكثر من نصف مليون شخص، ويتركز وجودها خصوصاً قرب الحدود السورية في شمال العراق. ويقول الإيزيديون إن ديانتهم تعود إلى آلاف السنين، وإنها انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في حين يرى آخرون أن ديانتهم خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية.
وفي عام 2014، قتل تنظيم داعش أعداداً كبيرة من الإيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى، وأرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز آلاف الفتيات والنساء.
واختطف أكثر من 6400 من الإيزيديين تمكن 3200 منهم من الفرار، وتم إنقاذ البعض منهم، وما زال مصير الآخرين مجهولا.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الأدلة تشير إلى أن المئات من سكان قرية كوجو في سنجار قتلوا بيد تنظيم داعش، بينما تم اختطاف أكثر من 700 امرأة وطفل.
بدأت الأمم المتحدة تحقيقها المشترك العام الماضي، لاستخراج أولى جثث ضحايا «داعش» حول بلدة كوجو في مارس (آذار).
وقالت الشهر الماضي إنها نبشت 12 من بين 16 موقعاً تم تحديدها حول كوجو.
لكن اليوسف قال إن المرحلة التالية للتعرف على رفات الضحايا ستكون عملية صعبة جدا.
وقال: «لقد أخذنا نحو 1280 عينة من عائلات في سنجار، لكن المشكلة أن الكثير من العائلات بقي فيها ناج واحد والباقي كله مفقود. وقد نعثر على شخص واحد يربط بين عائلتين».
وتابع أن «المجتمع مغلق وقاعدة البيانات غير قوية، وعملية تحديد الهوية ستتأثر بمعدل الزواج بين الإيزيديين»، لأن ديانتهم تجبرهم على الزواج من المجتمع نفسه.
وأصدر الزعيم الروحي الإيزيدي بابا شيخ قراراً رحب فيه بعودة النساء المحررات، لكن مصير الأطفال الذين ولدوا نتيجة الاغتصاب لا يزال دون حل ومثيراً للجدل.
وتمكنت الكثير من النساء الإيزيديات اللواتي خطفن، من الهرب خلال فترة حكم التنظيم، لكن لا يزال الآلاف منهن مجهولات المصير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here