قضية الأسبوع: سيناريو إعداد الأسود استنساخ لتجارب سابقة!

متابعة : رعد العراقي

يبدو أن سيناريو إعداد المنتخب الوطني لأهم استحقاق “تصفيات كأس العالم – قطر 2022” أخذت ملامحه تظهر بذات البدائية التي ألفناها في السنوات الماضية وتسبّبت في ضياع فرص التواجد في النهائيات برغم أن منافسينا لم يكونوا في أفضل حالاتهم.

المشكلة الحقيقية التي يجب أن نقف عندها كثيراً تتلخّص في أن عمل الاتحاد لا يستند الى احترام وتقدير عامل الوقت والتخطيط بعيد المدى الذي من المفترض أن يتضمن منهاجاً يسبق الاستحقاق العالمي بأكثر من سنة وفيه كل المباريات الاستعدادية وبنسق تصاعدي يضمن الوصول للجاهزية التامة مع استقرار إداري وفني لا يتأثر بالنتائج بقدر ما يمنح الملاك التدريبي واللاعبين فرصة الانسجام واكتساب الخبرة واستيعاب النهجج الخططي.

لكن ما يحدث الآن يؤكد أننا لم نستوعب الدروس السابقة ونصرّ على أن يكون الإعداد يعتمد على المبادرات الآنية والمتأخرة فنخسر الوقت ونربك عمل الملاك التدريبي ونرهق اللاعبين بدوري طويل ومتعب ثم يضع الاتحاد نفسه بزاوية حرجة حين لا يستطيع تأمين مباريات تجريبية بعد أن تكون كل الدول أعدّت منهاجها وأمّنت مواعيد مبارياتها فيضطر إما الى اللجوء نحو المنتخبات الضعيفة أو الى استجداء مبالغ مالية من الحكومة لإقناع أحد المنتخبات القوية واستغلال ذلك في التذرّع بعدم مسؤوليته في حالة عدم تأمين المبلغ والعذر خواء خزينته.

المسألة باتت الآن واضحة، الإعداد متعثّر والضحية ربما سيكون المدرب كاتانيتش بغض النظر عن إمكانياته الفنية، فتأمين المباريات وغياب اللاعبين لأسباب مختلفة وكذلك الإرهاق نتيجة الجهد البدني بسبب طول الدوري أسباب لا علاقة لها بالمدرب، وإنما مسؤولية يتحملها الاتحاد، ولابد أن يجد الحلول السريعة لها إن كانت لديه الرغبة والإصرار على اجتياز التصفيات.

ولأجل أن نضع الأمور في نصابها فإن الاتحاد مطالب من الآن في الكشف عن خطة الإعداد وفقاً لتوقيتات محدّدة بعد التحرّك الفوري لتأمين المعسكرات والمباريات التجريبية بالتنسيق مع الملاك التدريبي ورصد المبالغ المالية لها والأهم إيجاد الحلول العملية في كيفية اختصار الزمن في إنهاء الدوري الذي إن استمر على ما هو عليه فإنه سيكون عائقاً أمام إعداد المنتخب وتهيأة اللاعبين واستشفاءهم كلياً بعد منحهم الراحة المطلوبة.

أخيراً .. ما جرى من إلغاء مباراة صربيا، ثم خوض لقاء أمام منتخب تونس دون تواجد أغلب الأسماء الاساسية والخسارة بهدفين وأيضاً إلغاء مباراة ليبيا تمثل جرس إنذار ودليلاً لا يقبل الشك بأن هناك فوضى وإرتباكاً إدارياً يتطلب الوقوف عنده كثيراً وإعادة التفكير في أسلوب وكيفية الإعداد بشكل علمي بعيداً عن العشوائية والاجتهاد الشخصي قبل فوات الأوان!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here