سبَبان وَراء التدخُّلات الخارجيَّة!

لِفضائيَّات [العراقيَّة] [العالَم] [روسيا الْيَوْم (RT)] و [اليَوْم] ولصحيفةِ [الوَطن] المصريَّة الإِليكترونيَّة؛
سبَبان وَراء التدخُّلات الخارجيَّة!
*الرجعيَّة تدمِّر الرَّبيع العربي ثانِيةً!
نـــــــــــزار حيدر
١/ سببان وراء التدخُّلات الخارجيَّة بالشَّأن العراقي؛ واحدٌ بالقوَّة والآخر بالفعل!.
بالقوَّة؛ هو الموقع الجيوسياسي للعراق والذي جَعَلَ مِنْهُ بَيضة القُبَّان [سلباً أَو إِيجاباً] والتي تسعى كلَّ الأَطراف للظَّفرِ بها.
بالفعل؛ هو هشاشة الموقف العراقي وميوعتهُ وهذا سببهُ أَنَّ السِّياسة الخارجيَّة محكومة بالمُحاصصة وبتنوُّع ولاءات السياسيِّين والكُتل!.
٢/ أَخطر المُحاصصة هي تلك الموجودة في المؤَسَّسة العسكريَّة والأَمنيَّة! فهي تُضعفها لأَنَّها لا تحمي هَيبة الدَّولة وبالتَّالي تُشجِّع الإِرهابيِّين على تنشيطِ خلاياهُم النَّائمة في الحواضن الدَّافئة مرَّةً أُخرى!.
٣/ للمرَّة الثَّانية تقودُ الرجعيَّة العربيَّة التي تمثِّلها نُظُم القبائل الحاكِمة في دُول الخليج وتحديداً الرِّياض ودولة الإِمارات، تقودُ جهود تدمير الرَّبيع العربي بنسختهِ الثَّانية في الجزائر والسُّودان وتونس.
فبعد أَن دمَّرت الرَّبيع العربي بنسختهِ الأُولى في البحرَين وسوريا واليمن ومصر وليبيا، ها هي تدمِّرهُ بنسختهِ الثَّانية كنتيجةٍ مباشِرةٍ لقِمم مكَّة التي التأَمت مؤَخَّراً لحمايةِ [إِسرائيل] في إِطار الجهود الرَّامية لتمريرِ [صفقة القِرن] والتحشيد ضدَّ طهران لإِخراجها من المُعادلة!.
إِنَّهم يدمِّرون ثَورات وإِنتفاضات الشُّعوب التي تتطلَّع إِلى الحريَّة والكرامةِ والإِنعتاق من العبوديَّة والديكتاتوريَّة لأَنَّها نُظُم تفتقر إِلى الشرعيَّة ولذلك ترتعد فرائصها من الديمقراطيَّة وتخشى أَن تنتشر عدواها في البلادِ العربيَّة لصدِّها من الوصُول إِلى عُقر دارِها!.
وهو أَمرٌ طبيعيٌّ فالحاكم المُستبد الذي يستخدم المنشار لثرمِ معارضيهِ ويحكم على الأَحداث بالمَوتِ شنقاً كيفَ يمكنُ أَن يتعامل مع الديمقراطيَّة بسوى التَّدمير والسَّحق؟!.
٤/ باستثناء الرِّياض وتل أَبيب واللُّوبي العُنصري المتطرِّف في إِدارة الرَّئيس ترامب، فانَّ كلَّ العالَم يدفع لإِبعاد شبح الحرب عن المنطقة بمن فِيهِ طهران وواشنطُن!.
وإِنَّ غضَّ الطَّرف عمَّن يقف وراء تدمير ناقِلات النَّفط في ميناء الفُجيرة كانَ دليلاً واضحاً على أَنَّهم يخافون الحرب أَكثر من خوفهِم من الإِتِّفاق النَّووي ذاته، خاصَّةً بعد أَن تأَكَّدوا بأَنَّ الرِّياض والإِمارات هُما الخاصِرة الضَّعيفة في أَيَّة حربٍ مُحتملة وليست طهران مثلاً!.
٥/ حرص العراق على إِبعاد شبح الحرب عن المنطقة لا يعني أَنَّهُ مُنحاز إِلى طرفٍ دون آخر، أَبداً، وإِنَّما ينبع حرصهُ من كونهِ يعرف ثمن الحرُوب العبثيَّة أَكثر من غيرهِ، فلقد عاش العراقُ هذا النَّوع من الحرُوب أَكثر من ستَّة عقود ختمها الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين بغزوهِ للجارة دولة الكوَيت والذي إِنتهى إِلى أَن يخسر العراق سيادتهُ كاملةً تحت طائِلة البند السَّابع لميثاق الأُمم المُتَّحدة!.
٦/ ثلاث دُول في المنطقة هي الآن تتَّخذ مَوقف الحَياد الإِيجابي؛
*سلطنة عُمان والتي عُرفت بهذهِ السِّياسة منذُ أَمدٍ بعيدٍ فهيَ لم تشترك بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكال بالحربِ العراقيَّة الإِيرانيَّة التي غذَّتها بقيَّة أَنظمة الخليج بالوَقود اللَّازم لديمُومتها [المال والسِّلاح والإِعلام والنَّشاط السِّياسي والديبلوماسي].
**دَولة الكوَيت التي بدأَت تنتهج هذه السِّياسة بعد أَن اكتوت بالغزو كنتيجةٍ طبيعيَّةٍ لسياستِها المُنحازةِ بالمُطلق لأَحدِ جانبَي الصِّراع!.
***دَولة العراق الذي بَدأَ بتبنِّي هذا النَّهج [الحَياد الإِيجابي] منذُ عهد رئيس مجلس الوُزراء السَّابق الدُّكتور حيدر العِبادي إِبَّان الحرب على الإِرهاب والتي أَثمرت الإِنتصار النَّاجز إِلى جانب أَسباب أُخرى مهمَّة جدّاً وعلى رأسها فتوى الجِهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجع الأَعلى [١٣ حُزيران ٢٠١٤].
٧/ الرَّئيس ترامب يتصرَّف وكأَنَّ العالَم الْيَوْم هو عالَم [١٩٩١] أَو [٢٠٠١] يمكنهُ أَن يستفرد بقراراتهِ ويتجاوز على مَن يشاء، مُتناسياً بأَنَّ عالَم الْيَوْم عادت إِليهِ وفِي الصَّدارة قُوى عُظمى خبت في تلك المرحلة، وعلى رأسها الصِّين وروسيا فضلاً عن جزءٍ مهمٍّ من أُوربا بالإِضافة إِلى الهند الصَّاعدة فضلاً عن طهران كقوَّة عُظمى في المنطقةِ!.
٨/ الشَّيء المُهم الذي أَنجزتهُ طهران في كلِّ هذا التَّصعيد الأَخير هو أَنَّها علَّمت الرَّئيس ترامب فن الحديث مع الكِبار في المنطقة وتحديداً مع طهران!.
فلقد تعلَّمَ الموما إِليهِ بأَنَّ الحديث معها يختلفُ جذريّاً عن الحديثِ مع عبيدهِ والأَبقارِ الحلوبةِ في المنطقةِ مثل [آل سَعود] و [آل زايد].
٩/ أَعتقدُ أَنَّ ما قالهُ المُرشد الإِيراني بداية الأَزمة هو الذي سيتحقَّق على الأَقلِّ في المُستوى المنظور.
هو قال [لا حرب ولا مُفاوضات].
فما لم تغيِّر واشنطن سلوكيَّاتها وتُثبت حُسن نواياها مع طهران فليسَ من المُتوقَّع أَن نشهدَ مُفاوضاتٍ جديدةٍ بين الجانبَين.
١٠/ سياسات الرَّئيس ترامب القائمة على أَساس الإِنسحاب أَو إِلغاء الإِتِّفاقات الدوليَّة والثنائيَّة من طرفٍ واحدٍ ومن دونِ أَيِّ سببٍ قانونيٍّ أَو حتَّى سياسيٍّ يعرِّض المُجتمع الدَّولي كلَّهُ للفَوضى!.
وبرأيي فإِنَّهُ يتعمَّد ذَلِكَ كما تعمَّد إِثارة الفوضى في الدَّاخل الأَميركي! ولقد رأَينا كيفَ أَثارَ الفوضى التي صاحبت زيارتهُ الأَخيرة إِلى بريطانيا.
فالولايات المتَّحدة الْيَوْم تعيشُ الفوضى على مُختلف المُستويات.
نلمس ذَلِكَ من خلالِ ثلاثة شواهِد؛
*عدد التَّظاهرات التي شهدتها البِلاد ضدَّهُ والذي يُعادل العدد الذي شهدتهُ ضد الرُّؤَساء العشرة الأَواخِر!.
**عدد المسؤُولين في إِدارتهِ الذين أُقيلُوا أَو استقالُوا خلال سنتَين فقط من دخولهِ البيت الأَبيض والذي وصلَ لحدِّ الآن إِلى أَكثر من [٦٠] مسؤولاً [٦] منهُم يقبعُون الآن خلفَ القُضبان.
***عدد القضايا الخِلافيَّة بين الكُونغرس والبيت الأَبيض المعروضة أَمام المحكمة الدستوريَّة العُليا!.
٩ حُزَيران ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏Twitter: @NazarHaidar2
‏Skype: nazarhaidar1
‏Telegram; https://t.me/NHIRAQ
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here