الصدر والعامري يتحملان مسؤلية الفوضى في البلاد

المعروف ان العراقيين كانوا في حالة توجه بشكل عام نحو تحقيق الكتلة الاكبر والكتلة الاكبر تقوم بتشكيل حكومة الاغلبية السياسية اي الاغلبية تشكل الحكومة والاقلية تشكل المعارضة وهذه هي الديمقراطية والا لا ديمقراطية ولا دستور ولا قانون

وكان العراقيون في حالة تفاؤل كبير بحكومة الاغلبية السياسية باعتبارها الخطوة الاولى لانهاء الطائفية والعنصرية والعشائرية وبالتالي انهاء حالة الفوضى التي سادت في البلاد والتي أدت الى نشر الفساد والارهاب وسوء الخدمات

كلنا نعرف ان العامري على رأس كتلة والصدر على رأس كتلة أخرى وكل واحد منهم يدعي ويتظاهر بانه صاحب الكتلة الاكبر وهو الذي سيشكل الحكومة وكان الشعب فرحا بهذه الحالة لا يهمه من يشكل الحكومة ومن يشكل المعارضة الذي يهمه هناك حكومة تنفذ وهناك معارضة تراقب تعارض تقيل المسئول الذي يعجز عن اداء مهمته وتحاسب المقصر في أداء مهمته المؤسف والمؤلم ان احدهما اي الصدر والعامري اخذ يكذب الآخر ويكذبان على الشعب العراقي كل واحد منهم اخذ يدعي انه صاحب الكتلة الاكبر وانا الذي سأشكل الحكومة وكل واحد منهما جرد سيفه وشهر عضلاته مهددا ومتوعدا الآخر وكأنهما قادة عصابات سرقة وليس زعماء حركات سياسية في نظام ديمقراطي تعددي هناك دستور ومؤسسات دستورية وفجأة وبشكل غير متوقع يخرجان بتحالف بينهما ويتوجهان الى السيد عادل عبد المهدي سياسي مستقل لا يصلح ان يكون رئيس قسم نعم انه مثقف وصاحب اختصاص كبير ويصلح ان يكون مستشارا لرئيس الحكومة لرئيس الجمهورية ولا شك سيبدع في عمله وسيخدم الشعب خدمة كبيرة وهذه طبيعته لهذا عرف عنه ان استقالته في جيبه لا يحب المواجهات ولا اللف ولا الدوران انا على يقين انه لم يفكر بهذا المنصب لهذا تفاجأ عندما عرض عليه هذا المنصب فأسرع الى القبول به بدون ان يفكر ربما اعتقد ان اختياره جاء عن قناعة الصدر والعامري بقدرته على ادارة الدولة وكفائته والحقيقة كان اعتقاده خاطئ حيث كانت قناعتهما خلاف قناعته

والمشكلة الغير معروفة والغير مفهومة رغم ان العامري والصدر متفقان على تعيين السيد عادل عبد المهدي رئيسا للحكومة لكنهما غير متفقان على تشكيل حكومة عادل عبد المهدي وهكذا اصبح عادل عبد المهدي مجرد آلة شطرنج يحولها الصدر الى مكان معين ويأتي العامري فيعيدها الى مكانها اوبالعكس وهكذا مستمرة اللعبة منذ اقل من سنة انا على يقين لو اتفقا على تشكيل الحكومة مسبقا لتشكلت الحكومة منذ اليوم الاول

عند التدقيق في تقارب الصدر والعامري المفاجئ والغير متوقع والمضاد لرغبة الشعب العراقي يتضح لنا ان الهدف من ذلك هو منع قيام حكومة الاغلبية السياسية وبقاء حكومة المحاصصة لان حكومة الاغلبية تنهي وتزيل كل العناصر التي وصلت عن طريقها وتسد الطريق امامهم اي عن طريق الطائفية والعنصرية والعشائرية وبالتالي لا يصل الى كرسي المسئولية الا ذات النزعة الانسانية العراقية

كما ان السيدين الصدر والعامري يخافان من وصول عناصر جديدة لرئاسة الوزراء لها القدرة على قيادة البلاد في هذه المرحلة الحرجة والصعبة وبالتالي كشف الكثير من المفاسد والسلبيات واحالة من وراء ذلك الى العدالة لان الكثير من السياسيين يفعلون خلاف ما يقولون وباطنهم غير ظاهرهم والضحية هو الشعب العراقي

يظهر ان السيد الصدر والسيد العامري وصلا الى قناعة انهما ينحدران الى الافلاس المالي والجماهيري لهذا اتفقا شكليا على وقف انحدار الافلاس المالي والجماهيري لهما فوجدا في السيد عادل عبد المهدي الوسيلة التي تساعدهما في تحقيق ذلك

اما المسكين عادل عبد المهدي فهو لا حول له ولا قوة لا قدرة له على القيام باي خطوة داخل البلاد حتى ولا حوار مع العامري والصدر لهذا بدأ في سفرات وزيارات خارجية لانها تعطي للسيد عادل عبد المهدي الحرية في اقواله وافعاله وتمنحه صفة المقبولية كرئيس دولة حرة وفعلا صنع للعراق وله مكانة محترمة لدى الدول الخارجية لهذا فانه يفضل السفرات المتكررة خارج العراق واللقاء بقادة وزعماء العالم والحوار معهم حول وضع العراق والتحديات التي تواجهه على البقاء في العراق واللقاء والحوار مع القوى السياسية المختلفة المتضادة التي هدفها الاول والاخير مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية

لا شك اصبح موقف السيد عادل عبد المهدي صعب وبالتالي يشكل خطرا على الشعب العراقي فاذا استقال او استمر في الحكم فالعراق سائر الى الفوضى

هل يمكنه التخلص من هيمنة الصدر والعامري لا يمكن ذلك

هل يمكن للصدر والعامري ان يتفقا على خطة واحدة على برنامج واحد ويطلبا من السيد عادل عبد المهدي تطبيق وتنفيذ تلك الخطة وذلك البرنامج لا يمكن ذلك

هل هناك شك اذا حملت السيد الصدر والسيد العامري اذا حملتهما مسئولية ما يجري في البلاد من فوضى

مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here