العداء الميليشاوي للفنون والقيم الجمالية لا زال شديدا و عنيفا *

بقلم مهدي قاسم

وصفتُ مرارا في مقالات سابقة
لي الإسلام السياسي ” الشيعي ” بالفكر التكفيري على السافي المتشدد ولكن بنسخة شيعية فحسب ، ولم يكن هذا الوصف تجنيا أو إجحافا أوغبنا ، بقدر ما كان يعكس جوهر الإسلام السياسي الشيعي المتجسد بالفكر الخميني أصلا ، والمحارب ــ ضديا ــ لجميع الفنون والقيم الجمالية
والحضارية ومن ضمنها الغناء و الطرب و المسرح و السينما و الفن التشكيلي و غير من فنون أخرى ، وحيث أينما وضعت خطواته الموحلة و الساحقة توقفت الحركة الثقافية والفنية والترفيهية و الأدبية الإبداعية الآخرى عن الازدهار و بل و حتى عن التنفيس والبقاء حيا نضرا ، لتحل
محلها أجواء وطقوس سوداء و كئيبة من حزن و انتكاسة نفسية ورغبات قهرية نحو موت و كره الحياة ..

و ضمن هذا السياق فقد كنا
شهود عيان عن أنه كيف تدهورت أولا و من ثم انكمشت ــ شيئا فشيئا ــ الحركات الفنية و الثقافية في العراق بمجرد أن ترسخ وجود أحزاب الإسلام السياسي الشيعي في السلطة والحكم و بدأت عملية محاربتها الممنهجة و ” التثقيفية ” للجمع المؤمن ، من خلال إيحاء بأن الفنون ومن
ضمنها الغناء والطرب حرام بتواز مع فرض حصار خانق على المطربين والفنانات وباقي دور الترفيه والتسلية والنوادي الاجتماعية و دور السينما و المسارح ، إلى حد حتى في الأعراس أصبح الغناء مستهجنا مرفوضا و محتقرا و معيبا وكذلك الرقص !!، وهما اللذان يعدان من تراثنا و
عادتنا الاجتماعية العريقة منذ قرون غابرة وطويلة ، و عندما تصوّر بعض المكوّنات والأقليات الدينية والقومية العراقية أن هذا الأمر سوف لن ينسحب عليها ومن ثم حاولت ممارسة حقها في ذلك حتى تعرضت لعمليات قتل و إعدامات سريعة في مقرات عملهم من خلال إطلاق النار عليهم
أو تفجير محلاتهم وقد كان العقاب شديدا لهم بحيث حتى المسيحيات والمندائيات و اضطررن لإرتداء الحجاب وعدم التبرج خوفا من عملية اختطاف و قتل أو ذبح وحشي مباغت ..

أن التحجج بذريعة كون للعراق
الهوية الإسلامية ويجب الحفاظ عليها يُراد منه إضفاء طابع من الشرعية المزيفة والكاذبة على تبرير محاربة الفنون و النشاطات الاجتماعية الهادفة إلى ترفيه وتنفيس عن تراكمات هموم ومعاناة يومية أبتلي بها المواطن العراق تحت حكم و سلطة لصوص جشعين بلا ضمير أو دين أم
مبدأ بعدما تخلص بالكاد من نظام البعث الدموي .

لذا فمن السذاجة بمكان الاعتقاد
بكون الإسلام السياسي الشيعي ـــ سيما منه طابعه الخميني ــ لهو أفضل أو أحسن من الفكر التكفير ي أو السلفي المتشد أو يختلف عنه بشيء كثير أو قليلا ، لا قطعا :

فكلاهما فكر تكفيري قمعي و
إقصائي و تسلطي بكل مخلفات و همجية القرون الوسطى المظلمة !..

يبقى أن نقول : نحن أيضا ضد
انتشار الدعارة والمخدرات والخلاعة والتفكك الاخلاقي و الاجتماعي ، بل و ضد محلات بيع كحول غير مرخصة أو تلك التي قد تتواجد في أماكن وأحياء شعبية ، ومن واجب الدولة و تحديدا الجهات المعنية و المتمتعة بالصلاحية الإجرائية أن تقوم بخطوات أمنية و أنضباطية مناسبة
للحد من ذلك و التصدي القانوني لها ، طبعا وفقا لسياقات نظامية و قانونية مشرعة على هذا الصعيد ، ولكن بدون تدخلات أو تهديدات من قبل جندرمة أوجند ” الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” الميليشاويين أصحاب السلطة الفعلية في عراق اليوم ..

وما دمنا عند جند ” الأمر
بالمعروف و النهي عن المنكر” فهؤلاء الذين ينشطون في السعودية أفضل بكثير (إذا أمكن اعتبار أعمال التعسف و القمع أفضل من أعمال القتل المباشر )نقول أنهم أفضل من أقرانهم و أمثالهم من الميليشاويين العراقيين ، فعلى الأقل أنهم ــ أي الجندرمة الدينية السعودية ــ يكتفون
بضرب بالعصا أو بالسياط والكرباج بحق “المتجاوزين على الثوابت الاجتماعية أو الدينية حسب اعتقادهم ” بينما أقرانهم المتشابهين من التكفيريين “الشيعة ” في العراق أما القتل و الإعدام الفوري أو تفجير المحلات على رؤوس اصحابها من بياعي كحول أو دور تسلية وترفيه و محلات
الحلاقة النسائية أو صالات التجميل !..

هامش ذات صلة و فيديوهات
عديدة يرجى متابعتها لأهميتها في صلب الموضوع :

(جماعات
“متشددة” تحذر من اقامة حفلات غنائية في البصرة

ارسلت جماعات متشددة، تهديدات ضد اقامة حفلات غنائية
في البصرة، مشددة على ضرورة الحفاظ على الهوية الاسلامية في المحافظة ــ نقلا عن صحيفة صوت العراق ) .

*******

https://www.facebook.com/ah12me/videos/1766573693440519/?t=12

**********

لطمية في مجلس بلدية بغداد

 

https://www.facebook.com/ah12me/videos/1766573693440519/?t=12

***

لا يهم الميليشيات ” المقدسة ” فقر و حرمان المواطنين مثلما في فيديو أدناه

https://www.facebook.com/873410182839369/videos/438112493401822/?t=33

****

عملية مذهبنة المدارس بالنواح و النحيب  لتنشئة الجيل الناشيء والمتعافي !!

https://www.facebook.com/683888355342480/videos/1047921238732473/?t=6

.***

من نصب الحرية و جدريات فائق حسن وباقي  النحت و الفن التشكيلي و الإبداع الأدبي و الفني و التمدن الاجتماعي إلى … إلى  مباركة و تقديس تراكتورات صدئة كمعابد وثنية جديدة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here